تحذيرات من مخاطر إقامة مركز إقليمي لمكافحة القرصنة باليمن

حذر محللون سياسيون يمنيون من مخاطر إقامة مركز إقليمي لمكافحة القرصنة باليمن تشارك فيه القوات الأجنبية، باعتبار أن ذلك سيكون مدخلا للتدخل الأجنبي في شؤون اليمن، وبذرة لوجود دائم لتك القوات فوق أراضي بلادهم.

وتأتي التحذيرات وسط مساع حكومية حثيثة لتعزيز دعوة أطلقها الرئيس اليمني علي عبد اله صالح في وقت سابق لإنشاء مركز إقليمي لمكافحة القرصنة في خليج عدن.

فقد أوفد صالح إلى الرياض نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اللواء رشاد العليمي لمناقشة السبل الكفيلة بمواجهة مخاطر القرصنة البحرية في المياه الدولية بالبحر العربي والمحيط الهندي مع المسؤولين السعوديين، وذلك لحشد التأييد لإقامة المركز الإقليمي.

صالح دعا لإنشاء مركز إقليمي باليمن لمواجهة القرصنة بمشاركة أميركية وأوروبية

(الفرنسية-أرشيف)

حماية الممرات البحرية

وبحسب مصادر حكومية فإن صنعاء ستستضيف في يناير/كانون الثاني المقبل اجتماعا للدول المطلة على البحر الأحمر لمناقشة السبل الكفيلة بتوفير الحماية لهذه المنطقة ذات الممرات الدولية الإستراتيجية.

ودعا صالح في الـ29 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أثناء لقاء جمعه في عدن بقائد القوات المركزية الأميركية الجنرال ديفد بتراوس لإنشاء مركز إقليمي في اليمن لمواجهة أعمال القرصنة تشارك فيه الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي والدول المطلة على البحر الأحمر لمواجهة أعمال القرصنة.

وحذر العديد من المحللين السياسيين من مخاطر إقامة المركز الإقليمي، واعتبروا أن الأولوية التي يفترض باليمن القيام بها هي تعزيز قدرات قواته البحرية وقوات خفر السواحل بإمكانات وأسلحة حديثة ومتطورة، وفي إطار جهود انفرادية.

ورأى أحمد محمد عبد الغني، رئيس مركز دراسات اليمن والخليج في حديث للجزيرة نت أن مثل هذا المركز سيكون مدخلا لتشكيل تجمع أو تحالف يضم قوات دولية وإقليمية تستضيفها اليمن، بما يعني شرعية مستقبلية لتواجد القوات الدولية داخل الأراضي والمياه الإقليمية تحت غطاء مكافحة القرصنة.

اقرأ أيضا:

استهداف الأجانب في اليمن

ثمن باهظ

وطالب الذين يدعون لإنشاء المركز أن يكونوا على "بينة من أمرهم"، وأن يقدموا للشعب التفاصيل الكاملة عن ما يقصدونه من إنشائه، مضيفا "عليهم ألا يظنوا فقط أنهم بهذه الدعوة سيحصلون على رضا المجتمع الدولي ويستدرون المساعدات والمنح، دون تحمل تبعات وأعباء سياسية أو تقديم التنازلات السيادية، والتي ستكون أثمانها باهظة التكاليف على المستوى الوطني حاضرا ومستقبلا".

وكان المحلل السياسي الدكتور سعيد عبد المؤمن أكثر وضوحا عندما قال إن الدعوات اليمنية تؤكد ضعف الحكومة اليمنية وعجزها عن حماية البلد، باعتبار أن اليمن مسؤول عن السيطرة على باب المندب وخليج عدن وجزء من بحر العرب.

وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن "ضعف النظام اليمني داخليا بسبب الأزمات السياسية والاجتماعية يمثل فرصة للأميركيين للحصول على تنازلات يمنية بإقامة قاعدة لهم"، وهو ما سيهدد سيادة واستقلال بلدهم.

وأوضح إلى أن القوى الغربية تطمح لوجود قاعدة عسكرية لهم باليمن على غرار القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي، مشيرا إلى أن الأميركيين يبحثون عن موطئ قدم لهم في اليمن، وإقامة قاعدة عسكرية ونقطة ارتكاز في مواجهة القرصنة وما يسمى الإرهاب.

المصدر: الجزيرة

تقرير عبده عايش