
اعلن الرئيس الإيراني الاسبق الاصلاحي محمد خاتمي الاحد ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 12 حزيران/يونيو ليمثل بذلك حتى الآن التهديد الاكبر امام اعادة انتخاب الرئيس المتشدد محمود احمدي نجاد.
وقال خاتمي في مؤتمر صحافي "اعلن من هنا وبعزم ترشحي للانتخابات" الرئاسية وذلك في ختام اجتماع لرابطة علماء الدين المناضلين التي تضم رجال دين معتدلين واصلاحيين ويعتبر خاتمي احد ابرز قادتها.
وبذلك يصبح خاتمي ثاني شخصية بعد رئيس البرلمان السابق الاصلاحي مهدي كروبي تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية للحلول محل الرئيس الحالي المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد. وتولى خاتمي الرئاسة بين 1997 و2005. ولم يعلن احمدي نجاد حتى الساعة ما اذا كان سيترشح لولاية رئاسية ثانية ام لا غير ان احد مستشاريه المقربين اكد ان الرئيس الحالي هو "بشكل بديهي مرشحا للرئاسة". ومن المفترض ان يصادق مجلس صيانة الدستور على الترشيحات ولكن وزارة الداخلية لم تحدد حتى الساعة الموعد النهائي لبت المجلس بهذه الترشيات.
وشدد خاتمي في مؤتمره الصحافي على ضرورة ان تكون "هذه الانتحابات حرة" مؤكدا ان "مسؤولية مشاركة الناخبين بحماسة في هذه الانتخابات تقع على عاتق منظميها. وخلال المؤتمر الصحافي تطرق محمد علي ابطحي احد مستشاري خاتمي إلى الشائعات التي ترددت عن حدوث مخالفات في انتخابات 2005 مؤكدا انه "اذا كانت نسبة المشاركة مرتفعة سنتمكن بسهولة من الفوز فيها". وكان كروبي شكك علانية في 2005 بنتائج الانتخابات التي حرمته من التأهل إلى الدورة الثانية. كما صبت المشاركة الضعيفة للناخبين الاصلاحيين في صالح احمدي نجاد. وفي المؤتمر الصحافي اكد وزير الداخلية السابق الاصلاحي عبد الواحد موسوي لاري انه "بحسب الاستطلاعات" فان خاتمي لديه "الحظ الاوفر" للفوز.
وقال خاتمي في المؤتمر الصحافي "آمل ان اتمكن من اخذ الاجراءات الكفيلة بحل مشاكل الناس وتحسين وضعهم في العالم". ومحمد خاتمي هو رجل دين معتدل تولى الرئاسة لولايتين متتاليتين مدة كل منهما اربع سنوات وهو يتميز بصلابة ارادته في الاصلاح التي غالبا ما اصطدمت بمعارضة المحافظين في البرلمان. وكما اصطدمت مساعيه الرامية إلى انفتاح المجتمع المدني بممانعة كل من السلطة القضائية ومجلس صيانة الدستور اللذين يهيمن عليهما المحافظون. وكان خاتمي ترك لاشهر عدة مسألة ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة في موضع الشك عبر اشتراطه توفر دعم حقيقي لهذا الترشح وضمانات بتمكينه من تنفيذ برنامجه الرئاسي في حال فوزه. وفي حال فوزه سيكون عليه التعايش مع برلمان يهيمن عليه المحافظون ومع المرشد الاعلى للثورة المعروف بمعارضته للمساعي الاصلاحية في البلاد.
وفي نفس السياق اعتبر مراقبون ترشح الرئيس الأسبق خاتمي لولاية رئاسية جديدة في إيران أمر مخطط له مسبقاً، لتلميع صورة إيران في المنطقة التي تشوهت أثناء التمدد العسكري الاإيراني في العراق في عهد نجاد. الذي خطط له مسبقاً كذلك، كما هو حال شريكهم الأكبر أمريكا. حيث أن الجمهوريين يقومون بالتوسع العسكري ليعيد الديمقراطيين ماء الوجه لواشنطن دون أن يتراجعوا عن التوسع العسكري للإدارة السابقة. ومن المتوقع أن يتولى خاتمي التوسع الفكري السلس للثورة الشيعية في إيران ومحاولة ترميم ماء وجه طهران أمام دول المنطقة.
__________
نشوان-(أ ف ب)





