
في المنتدى الاسبوعي الذي يعقده مركز منارات وفي الخلقة الثانية من محاضرة الباحث التاريخي على جار الله الذيب والتي تحمل عنوان: النهضة اليمنية في العاهد الاسلامي العثماني" والتي حضرها الدكتور محمد ابوبكر المفلحي وزير الثقافة.
وتناول الباحث الذيب تجليات من معالم وشواهد نهضة اليمن في العهد العثماني؛ وما أحدثته العثمانيون من تنوير وإحداث نقلات نوعية وإضافات إثرائية بحضارة اليمن؛ وإعادته إلى عهود إزدهاره بما أقاموه من تحولات كبرى.
واوضح الذيب في ندوة"شواهد وثائقية مصورة على النهضة اليمنية في العهد العثماني" التي نظمها مركز منارات للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل مساء أمس؛ أهم الأعمال والإصلاحات التي قامت بها الخلافة الإسلامية العثمانية في اليمن ومنها دحر العدوان والطامعين عن اليمن عندما هبت لنجدته إبان تعرضه للغزو الأجنبي ومنع الغزاة من تحقيق أهدافهم في إذلال اليمن ونهب خيراته؛ وحماية وتحصين المدن والجزر اليمنية حيث أقامت- بحسب الباحث- المنشئات العسكرية الضخمة؛ وأهمها ما كان يعرف بالعرضي المسمى حاليا مجمع الدفاع الكائن أمام السور الجنوبي لمدينة صنعاء بباب اليمن.
ويضيف الذيب الذي يشغل مستشارا لوزارة الثقافة أن من معالم الانجازات المهمة توحيد اليمن كاملا تحت قيادة موحدة بعد أن كانت مبعثرة ومجزئة بين الأئمة والمشيخات المختلفة والتي جعلت منه كيانات هزيلة متناحرة فيما بينها.
ويشير الباحث إلى جملة من مجالات النهضة ؛ ومنها المتعلقة بالمجال التشريعي والانتخابي عندما عرفت اليمن الحياة الشوروية ونظام الانتخابات والمجالس النيابية والتشريعية منذ وقت مبكر؛ وعلى أرقى المستويات قبل أن يعرفها العالم في حينه من مجالس البلدية لإدارة شئون المدن وتنظيمها وتخطيطها؛ فضلا عن مجالس الإدارة في المحافظات والمجلس العمومي للولاية.
وفي مجال النهضة الصناعية -يسلط المؤرخ- الضوء على مصنع الحديد والصلب الإسلامي بصنعاء والمصنع الحربي ؛ومصانع الغزل والنسيج الكهربائية؛ بالإضافة إلى مصانع وورش النجارة المختلفة.
أما في مجال المواصلات والنقل -يقول الباحث- إن اليمن عرفت السكك الحديدية وإدخال القطارات منذ بداية القرن العشرين في عهد السلطان عبد الحميد الثاني؛ وإنشاء الطرق والجسور العملاقة والتي يجسدها الجسر الحديدي العملاق الواقع في طريق حجة عبس بمنطقة تسمى الطور، ولايختلف الحال في المجال العسكري والأمني حيث يرى الذيب انة تم بناء جيش إسلامي حديث؛ وإنشاء مباني ضخمة له بجانب عمارة الحصون والقلاع في الجبال الشاهقة؛ فيما تم تشييد وإنشاء المدارس والجامعات في المجال التعليمي والتربوي.
ويرى الؤرخ الذيب أن النهضة في المجال المالي والمحاسبي قد شهت ازدهارا كبيرا ووفق نظم حديثة من نظام التجارة والبنوك وإصدار العملات إلى السندات المالية المختلفة؛ كما أن معالم النهضة والتطور قد شمل أيضا مجالات الطب والشئون الصحية التي كان في صدارتها إنشاء مدارس الطب والشئون الصحية؛ وصناعة الادوية والمستلزمات الطبية.
فيما كان دخول المطابع إلى اليمن عام1872؛ إنجازا غير مسبوق في تاريخ المنطقة في المجال الإعلامي كما يقول الباحث.
واختتم محاضرتة بالحديث عن النهضة في المجالين القضائي والعمراني اللذين شهدا تطورا كبيرا في إنشاء المحاكم الشرعية والتجارية؛ فيما تجلت ابرز الحركة العمرانية المتطورة في تخطيط المدن وإنشاء أسوار المدن اليمنية المختلفة؛وبناء المساجد والقباب الضخمة.
من محمد القاضي
__________
نشوان-خاص




