
لليوم الرابع على التوالي، تواصلت المواجهات بين قوات الأمن اليمنية وأنصار الحراك الجنوبي في محافظتي الضالع ولحج، الواقعتين شمال مدينة عدن، وهي المواجهات التي أسفرت عن مصرع شخص وإصابة ثلاثة آخرين في مدينة الضالع،
وفيما لم تسفر المواجهات التي وقعت في منطقة كرش عن أية إصابات، في الوقت الذي اكد فيه رئيس الحكومة الدكتور علي محمد مجور أن اليمنيين سيدافعون عن وحدتهم بالدم .
وكانت المواجهات في الضالع قد بدأت عند العاشرة صباحاً عندما خرج المئات من المواطنين في تظاهرة صاخبة قبل أن تندلع أعمال عنف أدت إلى مقتل ناصر علوي صالح وجرح ثلاثة آخرين هم: مبخوت علي العصيمي، عبدالعزيز حسن علي وفضل أحمد عبدالله. وبذلك، يرتفع إلى ثمانية، بينهم اربعة جنود، عدد القتلى جراء تلك المواجهات التي تشهدها اربع محافظات في اليمن الجنوبي السابق، وفق حصيلة ادلت بها مصادر رسمية.
وانضم القتيل والجرحى في الضالع إلى قتيل وجريحين سقطوا السبت في مواجهات في الحبليين.
وانقسمت محافظة لحج بين مؤيدين للحكومة وأنصار الحراك الجنوبي، حيث شهدت مدينة الحوطة بالمحافظة مسيرة نسوية حاشدة بمشاركة ناشطات وسياسيات ومنظمات نسوية ومواطنات. وقالت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في محافظة لحج عائدة عاشور إن النساء والأطفال خرجوا من اجل الحفاظ على الوحدة اليمنية المباركة التي تحققت بدماء الشهداء وأرواحهم التي امتزج فيها دماء أبناء الشمال بدماء أبناء الجنوب عند تحرير اليمن من الحكم الإمامي في الشمال والاستعمار البريطاني في الجنوب . وأكدت أن “خروج المرأة في هذه المسيرة يؤكد تضامنها مع نساء وأطفال مدينتي حالمين وردفان الذين استخدموا فيها دعاة التمزق والتخريب المواطنين دروعا بشرية”.
وفي منطقتي كرش التي كانت تفصل بين الشمال والجنوب قبل الوحدة تظاهر مواطنون تضامناً مع صحيفة “الأيام” العدنية التي تمت مصادرتها أمس قبل أن تتحول التظاهرة إلى مواجهات مع قوات الأمن التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يرددون شعارات انفصالية .
وفي السياق ذاته، عينت وزارة الدفاع اللواء فيصل رجل لقيادة اللواء الثالث مدرع المرابط بالضالع عوضاً عن قائد اللواء السابق محمد عبد الله حيدر.
سياسياً، جدد رئيس الوزراء د. مجور موقف السلطة الداعي للحفاظ على الوحدة، وقال في مهرجان شعبي عقد بمحافظة إب، الواقعة وسط البلاد “الوحدة في أعيننا، وسندافع عنها بالدم”.
وعلى ذات الصعيد، حذر وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي من مخاطر المساس باستقرار اليمن، واعتبر أن الوحدة اليمنية خط أحمر. وأضاف لدى لقائه سفراء الدول العربية المعتمدين لدى اليمن أن “أية دعوات لإعادة تشطير اليمن لا تهدد أمن واستقرار اليمن فحسب بل والمنطقة برمتها”، وقال “أي عمل أو قول يمس بالوحدة اليمنية يعتبر تجاوزا للخطوط الحمراء”. وأطلع القربي السفراء العرب على حقيقة ما يجري من أحداث في المحافظات الجنوبية والشرقية من البلاد في ضوء ما قال عنه “اندساس بعض العناصر الخارجة على القانون والنظام للقيام بأعمال العنف وتحويل المظاهرات السلمية إلى أعمال خارجة على قيم وأخلاقيات شعبنا اليمني”، في إشارة إلى الهجمات التي يتعرض لها الجيش من قبل عناصر مسلحة تطالب بالانفصال. وقال إن الرئيس صالح دعا ويدعو إلى وحدة الصف وتجاوز الخلافات والتمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها الوحدة اليمنية وحثه الحكومة والأحزاب السياسية وكافة القوى الشعبية للعمل معا لمعالجة أية اختلالات إدارية والحوار الجاد في إطار الحكم المحلي واسع الصلاحيات الذي سيعزز من الوحدة الوطنية ويعالج كافة الاشكالات على المستوى الوطني.
وكانت مصادر رسمية قد أكدت أن الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية أعلنت رفضها واستنكارها لكافة الأعمال والممارسات التي تمس أمن واستقرار ووحدة البلاد. ونسبت إلى أمناء عموم الأحزاب والتنظيمات السياسية المشاركين في لقاء تشاوري مع لجنة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية عقد أمس بصنعاء ادانتهم العنف والعنف المضاد وكل الأعمال التخريبية للأموال العامة والخاصة التي تستهدف أمن واستقرار البلاد. وشدد الأمناء على أن الأوضاع التي تعيشها البلاد حالياً تستوجب وقفة جادة من المنظومة السياسية برمتها بغرض معالجة جادة وشاملة لمشكلات ومعاناة الوطن والمواطنين عبر إصلاحات شاملة وجذرية.
* صادق ناشر
* الخليج





