
قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن بلاده "سترد بحزم" على أي اعتداء، مؤكداً في كلمة خلال استعراض عسكري ضخم في ذكرى الانتصار على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية أن العبر المستخلصة من تلك الحرب ما تزال صالحة "ضد كل من تسول له نفسه اليوم القيام بمغامرات عسكرية".
وقدم صباح اليوم أكثر من تسعة آلاف جندي ونحو مائة قطعة حربية وسبعين طائرة حربية نفاثة استعراضاً ضخماً في الساحة الحمراء بموسكو عد الأكثر ضخامة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وكشفت موسكو في الاستعراض لأول مرة عن نماذج من منظومة الدفاع الجوي (أس 400) التي تضاهي في قدراتها وفقا للخبراء العسكريين مثيلاتها الأميركية من طراز باتريوت.
كما شاركت في العرض مروحيات ميل مي 28 الهجومية المضادة للدبابات، بالإضافة إلى استعراض الصواريخ البالستية التي يزيد مداها على عشرة آلاف كيلومتر والقادرة على حمل رؤوس نووية.
ويأتي هذا بمناسبة الذكرى الـ64 للانتصار السوفياتي على ألمانيا بالحرب الكونية الثانية والتي تسميها موسكو الحرب الوطنية العظمى، وسط ارتفاع حدة التوتر مع جورجيا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) على أثر المناورات المشتركة التي تعارضها روسيا.
وقال ميدفيديف من خلف منصة أمام قبر لينين بالساحة الحمراء وبجواره رئيس الوزراء فلاديمير بوتين "انتصارنا على الفاشية مثال ودرس عظيم لكل الأمم، درس لا يزال صالحا اليوم عندما يظهر من جديد الأشخاص الذين يتورطون في مغامرات عسكرية".
وأضاف إن "حماية روسيا هي واجبنا المقدس، إنه قاعدة أخلاقية لكل الأجيال" مضيفاً أن "روسيا ستكون آمنة وسعيدة وناجحة". وقال "نحن متأكدون بأن أي اعتداء ضد مواطنينا سيتم التصدي له بحزم".
ويشير الرئيس بذلك إلى جورجيا التي خاضت معها موسكو حرباً سريعة استمرت خمسة أيام، وأوصلت علاقات موسكو بالناتو إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة.
وتقول روسيا إنها اضطرت بتلك الحرب إلى الدفاع عن قوات حفظ السلام التابعة لها والمواطنين بإقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي بعدما حاولت تبليسي فرض سيطرتها على المنطقة الموالية لموسكو بالقوة.
ما وراء الاحتفال
وحضر الاستعراض وزير الدفاع أناتولي سيرديكوف الذي يسعى بدعم من الكرملين إلى تنفيذ خطة إصلاح للجيش تتضمن تقليص حجم القوات إلى مليون بدلاً من 1.1 مليون، وتخفيض عدد الضباط بأكثر من النصف ليصبح 150 ألفاً وذلك بعد اختبارات وتقييمات صارمة.
ويرى مراقبون أن الاحتفالات تخفي في طياتها استياءً عميقاً في صفوف الجيش من خطة الإصلاح المذكورة والتي تستهدف تحويل الجيش المثقل والسيئ التجهيز ذي الطابع السوفياتي إلى جيش أصغر، لكنه أفضل تسليحاً وقدرة على الحركة لكسب حرب حديثة.
وبحسب هؤلاء المراقبين فإن الحرب الأخيرة مع جورجيا رغم الانتصار الروسي السريع فيها، قد كشفت عن عيوب في الجيش كان لا يمكن تلافيها لو كانت الحرب مع دولة أقوى.
ويرون أن استقالات العديد من كبار القادة وإقالة ميدفيديف لقائد المخابرات العسكرية الذي انتقد الإصلاحات، تشير إلى المعارضة في قلب القوات المسلحة.
___________
الجزيرة-وكالات





