الحراك وانصياع رأس الدولة..

هناك تغييرات جذرية في طبيعة الدولة وثقافة الحكم في اليمن والفضل في ذلك يعود لحراك المحافظات الجنوبية.

هنالك تغييرات جذرية بعضها سيتحقق بشكل عاجل، والبعض الآخر تستوجب الحكمة تقسيطه في قادم الشهور والسنوات، والأهم من ذلك كله أن الحراك أحدث هزة كبيرة في صدور الشعب في كل مناطق اليمن. وهذا كله يمكن إدراجه ضمن مسمى "انتصارات الحراك".. تلك التي لا يجب التقليل منها أو المزايدة عليها.

لقد نجح الحراك في مهمة ذات حدين: الأولى إرسال مذكرة لفت نظر شديدة الوطأة للدولة والنخب الحية في المجتمع مفادها أن الاستمرار على نفس السياسات مستحيل، والحد الآخر تزويد الوحدة الوطنية بمصل يكسبها المناعة ضد أية مخاوف قادمة حول الوحدة.

لقد اكتسبت وحدة الشعب لقاحاً يجعلها أكثر متانة وقوة ويجعل الجسد اليمني في قادم الأيام أكثر حيوية وتماسكاً، والمؤكد أن نزول الرئيس علي عبدالله صالح في لحظة غير متوقعة وفي ظرف بالغ الحساسية إلى المديريات والقرى الملتهبة هو انصياع جاد من رأس الدولة لمطالب الحراك، والأنصات المباشر في منبت الأنين.. وهذا ولا شك له ما بعده.

يعتقد أن لا يعود الرئيس علي عبدالله صالح ليشهد احتفال العيد الوطني في صنعاء إلا بعد أن يصل المكلا، والتي لا يستبعد أن يلقي خطابه التاريخي عشية الوحدة منها، وبالتالي، وستكون بإذن الله إجراءات نوعية (بعضها ليس معلناً بالضرورة) تعطي للعيد الوطني الـ19 مذاق آخر.

مع هذا، فإن المكاسب المؤملة من الحراك لم تأت مكتملة، بسبب الهدّر الذي سببته بعض الشعارات التشطيرية.

هذا كلام للتاريخ وإن غداً لناظره لقريب،،

كتبها: عادل الأحمدي

__________

نشوان - خاص