منذ الساعات الأولى على تحطم الطائرة اليمنية المنكوبة التي تحطمت في طريقها إلى جزر القمر كان المسؤولين في مكتب الأمم المتحدة وضباط الجيش في جزر القمر يصرحون لوكالات الأنباء ويرفضون الكشف عن اسمائهم ما يدل على أن هناك لغزاً ما في الحادثة..
حيث قال مسؤول بالامم المتحدة في المطار طلب عدم نشر اسمه ان برج المراقبة تلقى بلاغا بأن طائرة تقترب للهبوط ثم فقد الاتصال معها. كما نقلت مصادر مختلفة عن شهود كانوا في مطار موروني عند تحطم الطائرة ان الطائرة تحطمت بعد ان فشلت في الهبوط. وقال عنصر في حرس الحدود رفض الكشف عن اسمه "كانت الطائرة على ارتفاع نحو 50 مترا من الارض مع اقترابها من المدرج، وعوضا عن الهبوط عليه انحرفت باتجاه البحر". وهذا يدل على ان الطائرة كانت قريبة جداً من المطار ولم تكن بحاجة إلى اكثر من 12 ساعة للعثور على مكان تحطمها.
هناك مؤشرات عديدة تدل على تورط الفرنسيين في القضية، منها ان فرنسا وجهت الاتهام فوراً لشركة الطيران اليمنية قبل أية تحقيق.. في محاولة منها للتحكم مسبقاً في التحقيق، رغم انه فور سقوط الطائرة إيرباص (310) أقلعت طائرتان عسكريتان فرنسيتان إلى مكان الحادث، ولم تقم بأية عملية إنقاذ للضحايا بل ربما قامت بإخفاء الأدلة..
وما لم ينتبه إليه كثيرون الخبر الذي تم تسريبه إلى مواقع مقربة من السلطات اليمنية يتحدث عن نجاة كابتن الطائرة.. حيث يرى البعض إن البحرية الفرنسية قد تكون عثر على كابتن الطائرة سليماً معافى لكنها تخلصت منه حتى لا يكشف عن التفاصيل..
والأهم من ذلك هو ما كشف عنه المسؤول القمري وهو احتمال تعرض الطائرة اليمنية لصاروخ فرنسي أطلقته إحدى قطع البحرية الفرنسية المرابطة في مكان الحادث حيث قال المسئول القمري لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية (رفض الكشف عن أسمه) إن السفير الفرنسي في موروني أكد لبعض كبار مسئولي الحكومة القمرية أن قطعا حربية تنتمي إلى الأسطول الفرنسي كانت موجودة في مكان الحادث قبل يوم واحد من تحطم الطائرة.
وقال المسئول القمري أن البحرية الفرنسية عملت على نقل الغواصين المكلفين بالبحث والإنقاذ إلى مكان غير المكان الموجود فيه حطام الطائرة، وأضاف (لا نستبعد هذا .. ليس عملاً إجرامياً, لكن يبدوا أن الطائرة وجدت في الوقت الذي لا يجوز فيه أن توجد).
وأكد المسئول القمري أن اجتماعا حكوميا خلص إلى أن السلطات الفرنسية لا تتعاون بما فيه الكفاية , وأضاف أن هناك كلاما يدور بقوة في وسط الحكومة حول وجود مناورة حربية غير معلنة للبحرية الفرنسية في منطقة سقوط الطائرة, واستغرب من سرعة سحب الناجية الوحيدة من الحادث إلى فرنسا , خصوصا بعد ما تردد عن قول الطفلة لأحد المسعفين أنها سمعت ضجة كبيرة وانفجار كبير أتى من خارج الطائرة, مما دعا فرنسا إلى سرعة إرسال وزير إلى جزر القمر, وخافوا من أن تتحدث هذه الناجية الوحيدة رغم صغر سنها, بكلام لا يعجبهم.
إلى ذلك كشفت إشارات الصندوق الأسود عدم وجود خلل فني حيث صرح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد حامد احمد فرج انه تم الاستماع إلى شريط التسجيل مابين برج مراقبة مطار موروني وكابتن الطائرة المنكوبة والذي اثبت انه لا يوجد فيه أي شيء يشير إلى أن هناك مشاكل أو خلل فني عانت منه الطائرة .
مشاركة الأمريكيون في التحقيق ربما كانت لصالح الجانب اليمني، فقد انسحب الجانب الأمريكي من فريق التحقيق المشترك الذي كان يحقق في ظروف تحطم الطائرة، وبدون إعلان، واعتبره البعض مؤشراً جديدة على عدم براءة الفرنسيين من الحادثة.
وما يؤكد ذلك هو أن الحكومة اليمنية اليوم طلبت من حكومة الولايات المتحدة الأمريكية عودة فريق البحث الأمريكي للمشاركة في عملية البحث وانتشال جثث ضحايا الطائرة.
وأبلغ وزير النقل خالد إبراهيم الوزير السفير الأمريكي بصنعاء ستيفن سيش خلال لقائة اليوم طلب الحكومة اليمنية استمرار ذلك التعاون الأمريكي والمشاركة في عملية البحث عن ركاب الطائرة . ووعد السفير الأمريكي بإبلاغ حكومته بهذا الطلب.
مسارعة الاتحاد الأوروبي إلى القاء التهم على اليمنية ومهاجمتها وكل ما تلا ذلك من ردود من الجانب اليمني والقمري .. كل ذلك يشير على ان قادم الأيام ستحمل مفاجآت حول هذه الحادثة المؤسفة التي راح ضحيتها 152 بريئا.