
اعتبر المحلل السياسي الروسي "ستانيسلاف تاراسوف" إن الولايات المتحدة الأمريكية بتحركاتها الأخيرة في اليمن والشرق الأوسط ضد ما تسميه "الإرهاب الإسلامي" تسعى للخروج من الأزمة المالية عبر "تعيين عدو خارجي
ثم العمل على الحماية منه عبر تعزيز هياكل السلطة، وتطوير المجمع الصناعي العسكري واقناع الناس بضرورة المعاناة والتحمل".
موضحاً في تصريح لراديو "صوت روسيا": لقد اثبتت التجارب التاريخية أن الولايات المتحدة لم تستطع الخروج ولا مرة بهذا الاسلوب من المازق الاقتصادي و لكن هناك قوى تدفع الادارة الاميركية الحالية في هذا السبيل و هدفها هو الشرق الإسلامي بمشاكله وتناقضاته وتياراته الاسلامية الراديكالية".
وفي رد على سؤال آخر لمراسل اذاعة "صوت روسيا" للمحلل السياسي حول الأزمة الاقتصادية بانها ستنتهي عاجلا أو آجلا فما الضرورة بعد ذلك لصورة العدو الخارجي؟ الاجابة يقول "تاراسوف" :
"في واقع الامر تتغير الظروف في العالم وتظهر مراكز جديدة للقوة العالمية مثل الصين والهند وليس من المستبعد ان تظهر مثلهما مستقبلا في الشرق الاوسط والادنى واميركا اللاتينية، و في الوقت نفسه بدأ التأثير السياسي والاقتصادي للولايات المتحدة في العالم ينخفض تدريجيا وقد تحدث الرئيس أوباما في المؤتمر وقال انه لم يتخذ المركز الثاني لأميركا في العالم، اي يدعي بان الزعامة العالمية لاميريكا لا تزال قائمة، ولكن كيف الحفاظ على القيادة في ظل الظروف الراهنة؟ لقد حاولت الادارة السابقة القيام بذلك عن طريق استعراض القوة العسكرية حيث اختارت لهذا الاستعراض الشرقين الادنى والاوسط بعد ان خلقوا صورة العدو الخارجي من الاسلام والعالم الاسلامي".
وختم إجابته بالقول: "جاء بعد ذلك الرئيس اوباما ليعد بتغيير هذه السياسة. ولكن حتى الآن كل شيء يسير وفقا للمخططات القديمة.وهنا يضفوا سؤالا اخر عن سبب ذلك فهل هي ايضا وعود لاتقترن بالافعال؟ ام ان التيار الجمهوري في اميريكا مازال يحافظ على نفوذه ولم يعط اوباما اي فرصة للتصرف؟ ان هذه الاحتمالات في رأيي ليست بلا اسس واقعية".




