
اعتبر المتمردون الحوثيون في شمالي اليمن إن السلطة في اليمن شنت عليهم ست حروب بالوكالة "تنفيذاً لأجندة أمريكية ضمن مخطط يسعى لإشعال الفتن والحروب" كاشفاً أن لديهم أدلة على تورط السعودية وأمريكا في الحرب "سيعلن عنها في الوقت المناسب"..
وأوضح المتمردون في مقالة مطولة وقعت باسم الشقيق الأكبر لزعيم التمرد محمد بدر الدين الحوثي نشر الأسبوع الماضي في موقعهم الرسمي.. إن ذلك "تجلى ذلك بوضوح خلال الحرب السادسة حيث اطلع الجميع على بعض الشواهد على ذلك من خلال تصريحات بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية الذي أعلن دعم أمريكا للحكومة اليمنية في حربها علينا، وكذلك تنفيذاً لتوجيهات سعودية بل لقد ثبت وتأكد لنا التورط المباشر للسعودية من خلال القصف بالطيران السعودي لعدد من المناطق اليمنية إبان الحرب السادسة بالذات، كما تم العثور على كثير من الأسلحة السعودية المتنوعة التي خلفها الجيش اليمني في عدد من المواقع التي دحر منها".
وقال في المقالة التي عنونت ب" أضواء على مسيرة (أنصار الله)".. قال لقد "تبين ذلك للجميع حينما عرضت بعض تلك الأسلحة عبر بعض وسائل الإعلام الخارجية، ولا تزال بحوزتنا الكثير من الأدلة سنعلن عنها في الوقت المناسب، ولسنا بصدد هذا الموضوع الآن".
وتحدث الحوثي عن أهداف الجماعة وعقيدتها وبرنامجها المستقبلي معتبراً أنهم لا يريدون قائلا: "فنحن لا نطمح للسلطة، وإن كنا لا نريدها حكراً على المفسدين، وما يهمنا هو العدالة وليس مجرد الأسماء والألقاب، ومطالبنا معروفة معقولة".
ونفى ارتباط الجماعة بأي أطراف إقليمية أو دولية كاشفاً في الوقت ذاته أنهم يريدون الاستقلال، أو دولية قائلاً: "نحن مجرد توجه ومسيرة قرآنية ثقافية لا حاجة لنا في مد جسور علاقات دولية، ولا نريد التحرك إلا على ضوء إمكاناتنا حتى نضمن استقلالنا، وحريتنا في توجهنا ومسيرتنا التي قد لا تروق للكثير في الداخل ولا في الخارج ممن لا يرون مصلحة لهم في دعمنا والعلاقة بنا ما دام الأمر كذلك"..
وقال: "روجت السلطة - وبما تملكه من وسائل إعلام كبيرة ومضللة - لاتهمامنا بأن لنا علاقات مع جهات وقوى داخلية وخارجية، ونتلقى دعماً من هنا وهناك، وسخرت أمولاً طائلة لشراء ذمم الكثير من الكتاب والمحللين ووسائل الإعلام الداخلية والخارجية، وهددت وتوعدت كل من لا يتحدث بما يحلو لها وخاصة حيال هذا الموضوع، واستدعت سفراء وأرسلت وزراء لبعض الدول الإقليمية وكأننا أمام واقع لا يقبل الشك أو التشكيك"!!.
واستدرك: "وعلى كل حال.. فإننا لا نرى محظوراً ولا عيباً في العلاقة والتعاون مع أي إنسان أو بلد مسلم مخلص في علاقته وتعاونه لا يريد بذلك إلا نصر دين الله والمستضعفين، بل إن ذلك هو ما ندب إليه ديننا الحنيف، وحث عليه الشرع"..
وذكر أن مطالب الجماعة معروفة، وأن الحرب فرضت عليهم مطالب جديدة، محذراً من أي عرقلة أو ضغط على اللجان الإشرافية قد "يعكر الأجواء ويؤدي إلى تجدد الحرب كما حصل في الماضي". وتتمثل مطالبهم الجديدة فيما يلي:
"أولاً - وقف الحرب وسحب الجيش من جميع المواقع التي استحدثت خلال الحروب، وعودته إلى معسكراته المعروفة من قبل الحرب الأولى.
ثانياً - إطلاق جميع السجناء بلا استثناء، والكشف عن جميع المفقودين.
ثالثاً - إعادة إعمار ما دمرته الحرب، وإعادة جميع المنهوبات على المواطنين. وتعويض المتضررين في أي مجال كان الضرر، ومعالجة الجرحى ورعاية المعوقين.
رابعاً - التحلي بالحكمة والعقلانية والشفافية في معالجة كل الأزمات التي تمر بها البلاد، والتخلي عن نهج التخوين والافتراء وخلط الأوراق، واتخاذ ذلك كمبرر لضرب المعارضين لسياسة الحزب الحاكم ونهجه في إدارة البلاد، أو المنادين بحقوقهم المشروعة ممن يئنون تحت وطأة الظلم والقهر في شمال اليمن وجنوبه، كون ذلك النهج، وسياسة العصا الغليظة هي التي أشعلت الحروب، وأججت المشاكل، وزرعت الفتن في ربوع اليمن، مع أن التجربة قد أثبتت استحالة حل الأزمات الداخلية بالذات عبر تلك الوسيلة الحمقى، كما يشهد التاريخ وكل العقلاء بذلك، خصوصاً ونحن أبناء بلد الإيمان والحكمة، فلماذا نتخلى عن هذا الوسام الرفيع الذي منحنا واختصنا به الرسول الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم دون سائر الأمم؟!!.
خامساً - المسارعة وعدم المماطلة في تنفيذ ما ذكرنا من المطالب، تحت رعاية لجنة مشكلة من الناس المخلصين الأوفياء الصادقين، ومنحهم كامل الصلاحية في تنفيذ مهمتهم دون ممارسة أي ضغوط عليهم مما يعكر الأجواء ويؤدي إلى تجدد الحرب كما حصل في الماضي.
وحول موقفهم وعلاقتهم تجاه أمريكا والغرب قال: "أما موقفنا العملي تجاه السياسة الصهيوأمريكية فهو ينحصر في الدعوة لمقاطعة بضائعهم، ومنتجاتهم، دون فرض ذلك على أحد، إضافة إلى تبيين خطرهم، وتعرية خداعهم، ومكرهم ضد الإسلام والمسلمين، حسب قدراتنا وإمكاناتنا الإعلامية المحدودة".
وقال: "مشكلتنا هي مع التسلط والإستعباد والقهر الذي تمارسه السلطة، لا مع النظام كنظام جمهوري (إن جاز التعبير)، ولم نسع يوماً، أو نخطط للإطاحة به، أو نتآمر ضده. كما أن مشكلتنا هي في الأساس مع أمريكا وإسرائيل العدو اللدود للإسلام والمسلمين"..
وهاجم الزعماء العرب بقوله: "إن المراهنة – في تحقيق أي خير لهذه الأمة – على الحكام الطغاة إنما هو تغفل وغباء ,أو تهرب من المسئولية الملقاة على كاهل الشعوب والتي أثبت التأريخ أنها هي صاحبة القرار,وأنها هي المعنية بقضاياها ,كونها هي المستهدفة أصلا".
واعتبر مراقبون مختصون في أزمة صعدة لـ"نشوان نيوز" أن تلك المقالة المطولة تعد بمثابة برنامج عمل مستقبلي للجماعة المتمردة يقدمون من خلاله أنفسهم ككيان سياسي بعد هذه الحرب.




