
دعا نواب في البرلمان اليمني من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة إلى توحيد الصفوف في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد عقب تصريحات أوباما بتدمير القاعدة في اليمن. مشيدين بتصريحات الرئيس علي عبدالله صالح في المؤتمر الصحفي أمس..
وأكد النواب أن اليمن اليوم في أمس الحاجة للحوار وتوحيد الصفوف تجاه هذه التحديات، مطالبين بتحقيق شفاف في ما نشر عن إرسال طرود من اليمن كان يراد إرسالها لتفجير معابد يهودية في أمريكا.
وأعلن النواب رفضهم الكلي والكامل لأي تدخل ينتهك سيادة اليمن، مطالبين في ذات السياق الحكومة بعدم اللعب بورقة القاعدة، مؤكدين أن ما يتعرض له اليمن اليوم من هجمة عالمية شرسة كان إحدى أسبابه هو التضخيم والتهويل من حجم القاعدة في اليمن.
وجاء في بيان اصدره المجلس خلال جلسته اليوم برئاسة نائب رئيس المجلس حمير عبدالله الأحمر " وقف مجلس النواب في جلسته المنعقدة اليوم أمام ما تناقلته وأشيع في وسائل الإعلام حول الطرود البريدية التي أثارتها وسائل الإعلام وانها تحوي مواد متفجرة كانت مرسلة من اليمن لإستهداف منشآت في الولايات المتحدة الأمريكية ".
وأضاف البيان :"ومجلس النواب إذ يدين ويرفض الأعمال الإرهابية بكافة صورها وأساليبها ويقف مؤازراً ومناصراً للسياسة العامة للدولة في مواجهة الأعمال الإرهابية ويؤيد ما جاء في حديث فخامة الأخ رئيس الجمهورية في المؤتمر الصحفي يوم امس والذي اكد فيه أن الإرادة السياسية اليمنية كفيلة بمواجهة الإرهاب، ورفض اليمن لأي تدخل خارجي في الشأن اليمني الداخلي وترحيبه بالتعاون والشراكة مع المجتمع الدولي في مواجهة ظاهرة الإرهاب التي ادت إلى إلحاق الخسائر والأضرار الجسيمة بمصالح اليمنيين في كافة المجالات وكذا التشويه الذي لحق بسمعة اليمن واليمنيين نتيجة للأعمال الإجرامية الرعناء التي نفذتها العناصر الإرهابية في الفترة الماضية ".
وتابع البيان :" ويدعو مجلس النواب في بيانه إلى الإصطفاف الشعبي والرسمي لمواجهة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع اليمني ، كما يدعو كافة وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والأهلية وكذا خطباء وأئمة المساجد ورواد العملية التعليمية إلى التعامل مع هذه القضية بموضوعية ومهنية عالية والقيام بدورهم التثقيفي التنويري لخلق الحصانة اللازمة التي تمنع النشئ من الوقوع في براثن الأفكار المدمرة التي تضر بمصالح اليمن وتتنافى مع قيم الدين الإسلامي ومبادئه السمحة".
وكان النائب علي العنسي قد أشاد خلال الجلسة بحديث رئيس الجمهورية يوم أمس والذي أكد أن اليمن يرفض التدخل في شئؤونه الداخلية وأن مكافحة الإرهاب شأن يمني داخلي.
وقال العنسي: "إن هناك لعبة اسخباراتية أديرت بها هذه العملية، وهناك شيء خطير يدبر لليمن لذا يجب علينا توحيد الصفوف في مواجهة العدوان الذي يستهدف بلادنا".
وحمل العنسي مجلس النواب المسئولية أمام الله وأمام هذا الوطن بأن يقفوا وقفة جادة حول التطورات الأخيرة والخطيرة التي برزت مؤخرا وأن لا يسكتوا عن أي محاولة تستهدف انتهاك سيادة بلادنا".
من جهته أكد النائب علي العمراني أن اليمن أصبحت في خطر، داعيا المجلس إلى توجيه رسائل إلى كل من الجهات الأمنية والعلماء للقيام بدورهم في مواجهة هذا التحدي.
وأكد أن الأجهزة الأمنية تأخذ نصيب الأسد من الموازنات، والمجلس لم يبخل عليها في هذا الجانب، غير أن أداءها دون المستوى المطلوب.
ودعا العلماء إلى "مصارحة أبناءنا بخطورة مثل هذه التصرفات، وأن يقولوا لهم أن هذا الجهاد أضر بسمعة بلادنا وبالأمة جمعاء".
من جهته أكد عبدالله العديني الحاجة اليوم إلى دراسة ظاهرة الإرهاب أسبابه وعلاجه، مشيرا إلى أن الخطباء يؤدون رسالتهم في هذا المجال.
وأكد العديني على دور وسائل الإعلام الذي أصبحت تأثيرها أكبر من دور المسجد، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام تخوض معارك في قضايا هامشية في حين أن الأصل على الإعلام أن يوجه رسائله في هذه القضية الخطيرة.
ودعا العديني إلى إعادة النظر في مناهج التعليم وبما يعزز قيم التدين السمحة، داعيا الأنظمة إلى إصلاح المناهج التعليمية وعدم الإستجابة للضغوط الغربية في هذا الاتجاه.
وقال: إن الشعوب تتعرض لمسخ في هويتها من خلال التدخل في مناهجها، داعيا إلى الإهتمام بالإرشاد والتوعية الدينية ورفع الميزانية الخاصة بهذا الجانب.
وشدد على ضرورة إقامة العدل ورفع الظلم ومعالجة الفقر والبطالة باعتبار أن تلك عوامل تساهم في انتشار ما يسمى بالقاعدة.
إلى ذلك اتهم النائب صخر الوجيه الحكومة باتخاذ سياسة إعلامية وأمنية هولت من القاعدة في اليمن وجعلتها لصيقة باليمنيين.
وقال: إن الضربات الأمريكية التي وجهتها الطائرات الأمريكية والتي كان آخرها بحسب اعتراف القربي ضربة المعجلة، فتحت الشهية أمام الولايات المتحدة الأمريكية للتدخل المباشر في اليمن خصوصا بعد سكوت اليمن عن هذه الضربات.
وطالب الوجيه الحكومة باتخاذ سياسة بعيدة النظر لمواجهة هذه القضية وعدم البحث وراء حفنة من الدولارات.
من جهته قال محمد الحزمي إن المسألة جد خطيرة وإذا كان هناك أفرادا سلكوا مثل هذا السلوك فهو مرفوض.
وأرجع الحزمي ما تواجهه اليمن اليوم إلى التضخيم الإعلامي والأمني للقاعدة، متمنيا أن لا تكون اليمن هي السبب وراء فوز أوباما مثلما كانت العراق سببا لفوز بوش.
وأكد الحزمي أنه حان الوقت للتوافق السياسي ونبذ الخلافات، مشيرا إلى الحاجة إلى تجفيف منابع التطرف الذي ألحق الأذى بالعالم الإسلامي.
من جهته تمني سعيد دمان أن يوصي مجلس النواب بأخذ التهديدات التي صدرت عن أوباما محمل الجد والاستعداد الجدي لمواجهتها.
وطالب المجلس بشجب الإرهاب الدولي الذي يمارسه الغرب في الكثير من الدول الإسلامية، داعيا إلى تحام شعبي ورسمي لمواجهة هذه التحديات.
واعتبر الدكتور صالح السنباني أن ما يجري اليوم هو محاولة للإمتداد إلى اليمن، واصفا ما يجري بأنه مسرحية هزيلة.
وعبر السنباني عن أسفه أن اليمن تنجر وراء اللعبة التي تحيكها المخابرات الصهيونية، حيث تسارع اليمن إلى تقديم الأدلة على ضلوعها والدليل على ذلك هو اعتقال إحدى الطالبات في كلية الهندسة بالأمس.




