
هدأت وتيرة القلق التي انتابت الشارع اليمني، خصوصاً في مقر سكن الوفود والبعثات المشاركة في "خليجي 20" في عدن، وذلك بعد مرور عدة أيام على افتتاح الحدث الرياضي الأهم في تاريخ الرياضة اليمنية.
وبدأ الكثير من أفراد البعثات ورجال الإعلام بوسائله المختلفة والجماهير الخليجية القادمة من خارج أرض اليمن بالتحرك بحرية أكثر في شوارع عدن وزيارة المولات والمراكز التجارية والتنقل إلى تدريبات المنتخبات في ظل انتشار الأمن. وتبددت مخاوف الزائرين من حدوث أي عملية تخريب كما كان يتوقع كثيرون خارج اليمن.
ووُجهت العديد من الانتقادات لوسائل الإعلام الخارجية التي صورت عدن على أنها مكتظة بأعمال التخريب، مما أثر على زوار كثر كانوا ينون القدوم باكراً قبل بداية خليجي 20 بأيام.
في المقابل كانت هناك بعض المخاوف من زيارة محافظة أبين التي تحتضن بعض مباريات البطولة، إذ تعتبر وكر عناصر القاعدة إلى قبل أسابيع قليلة من افتتتاح "خليجي 20" قبل أن ينجح الأمن اليمني في فرض سيطرته على المحافظة.
الزائر لمدينة عدن يتعجب للوهلة الأولى من الانتشار الأمني، فيُخيل له أنه يمشي داخل منطقة عسكرية، لكنه سرعان ما يتعود على منظر الجنود في كل شبر من كل شارع، وعلى رؤية السيارت العسكرية والمعدات الثقيلة والطائرات المروحية التي تحلق في سماء عدن بين فينة وأخرى، ناهيك عن وضع 7 نقاط تفتيش ما بين عدن وأبين، كما وضع آلاف الجنود على الطريق إلى جانب استخدام الكلاب البوليسية.
واستطاع الأمن إحكام قبضته على مداخل المدينة ومخارجها، وتواجد بقوة في المقاهي والمطاعم والمراكز التجارية وداخل الفنادق والملاعب رغم تنوع الزي العسكري، حيث يرتدي بعضهم الزي المدني، ناهيك عن الفتيات المجندات.
وفي أماكن عدة داخل الفنادق والملاعب ومراكز التفتيش يعمل الجنسان كل وفق تخصصه على حفظ الأمن والتأكد من المواطن والزائر، وملاحظة ما قد يبدو عليه إلى جانب استخدام الكلاب البوليسية في بعض الأماكن.
"حدث تاريخي"
اليمنيون أكثر ابتهاجاً بتنظيمهم "خليجي 20" رغم التحذيرات الأمنية التي سبقت البطولة، وأكدوا أنه حدث تاريخي يُسجل لمصلحة بلادهم ورياضتهم لأول مرة، وهو ما أكده الإعلامي اليمني بشير سنان، "حدث تاريخي أن يتم انعقاد هذه الدورة في بلادنا التي وبلا شك ستسهم إسهاماً مباشراً في النهوض بمستوى الكرة اليمنية كما في دول الخليج أيضاً، واتساع رقعة انتشارها أمام المجتمع الدولي، خصوصاً الاتحاد الدولي لكرة القدم".
هذا الرأي وافقه عبدالإله المروي الذي اعتبر ذلك انعكاساً لما يتمتع به اليمنيون من قدرة على التميز في التنظيم، خصوصاً في البطولات المقبلة، وأضاف "ذلك النجاح لم يأت من فراغ وإنما بجهود الجميع قيادة وحكومة وشعباً، ولعل إشادة الإخوة الخليجيين بذلك وسام نعتز به رغم المصاعب في البداية".
محمد العبيدي من الموقع الرسمي للاتحاد القطري أكد قائلاً "نجحت اليمن إلى حد كبير في كسب التحدي واستضافة البطولة في موعدها دون حدوث مشاكل جوهرية تعيق صفو هذا العرس الخليجي الحافل، وبذلت الجمهورية ما بوسعها من أجل توفير مناخ آمن يسهل سير فعاليات البطولة والمحاولة قدر الإمكان لتجنب أي ظرف أمني لا سمح الله، بمعنى أن اليمن وفرت سبل نجاح البطولة في أول تجربة ميدانية لها في هذا المجال".
محمد الجزار من "الوطن" القطرية أكد أنه "رغم كل التوقعات قبل بداية البطولة بوجود صعوبات ومشاكل أمنية، إلا أن الصورة التي ظهرت كانت مختلفة تماماً على أرض الواقع، فقد لمست اهتماماً كبيراً على مستوى الأصعدة كافة من الناحية الأمنية التي كانت ولا تزال تمثل الهاجس الأمني لكل ضيوف خليجي 20، فاليمن نجح في كسر جبل الجليد وعبرت بنجاح حتى الآن كل المطبات الصعبة، وفي حال استمرار الوضع كما هو عليه ستنجح البطولة بنسبة 100% وتخرج إلى بر الأمان".
"حقيقة في غاية الروعة"
ميرفت العبسي، وهي متطوعة في المركز الإعلامي، أكدت أن انعقاد البطولة الخليجية في اليمن كان حلماً وأصبح حقيقة جاء في غاية الروعة، وأضافت "لم يتم ذلك الحلم إلا ببذل الجهود الحثيثة من القيادة السياسية وكل المواطنين الذين ساهموا في إظهار هذا العرس التاريخي الكبير".
وأضافت: "خليجي 20" فرصة لإظهار الصورة الحقيقية لليمن ولكل الشعوب المجاورة. إن اليمن بلد الخير والأمان كما عهده العالم قديماً، وهي فرصة لتسويق السياحة في اليمن من خلال البعثات الإعلامية لتغطية البطولة.
وكان الشيخ طلال الفهد، رئيس الوفد الكويتي، أكد أن النية موجودة في وقت باكر للمشاركة في "خليجي 20" حتى لو كانت الأحداث الأمنية غير جيدة، ولو اعتذر المنتخب لكنه سيحضر بنفسه لأن البطولة تحمل اسم والده، وعاد ليؤكد أن الوضع الأمني مطمئن وجيد وليس هناك ما يدعو للقلق وليس هناك أي مشاكل.
هذا الكلام هو ما أكده في وقت سابق رئيس الوفد السعودي سعود بن عبدالعزيز الذي طمأن الجميع أن الوضع الأمني مستقر في اليمن، والجميع يتحرك في يسر وسهولة، معتبراً أن كثيرين صوروا الوضع الأمني بخطير قبل انطلاق البطولة، "ولكن عندما حضرنا وجدنا الأمر مختلف تماماً".




