
وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كيلنتوناليوم الثلاثاء إلى اليمن لاجراء مباحثات في الحكومة اليمنية في مجال مكافحة الارهاب وراب الصدع بين الحكومة والمعارضة وتمرير الانتخابات والتوافق حول التعديلات الدستورية .
وقالت كيلنتون قبل وصولها صنعاء اليوم "لا يكفي أن تكون هناك علاقات عسكرية بين الجانبين ، نحن بحاجة إلى توسيع الحوار ، نحتاج لفتح هذا الحوار مع الحكومة".
وذكرت مصادر سياسية ان أن زيارة كلينتون تمثل مرحلة جديدة من التدخل الأمريكي ، وسط تلميحات أنها تحمل وساطة لرأب الصدع بين أحزاب المعارضة والحزب الحاكم في اليمن للجلوس على طاولة حوار شامل يفضي إلى اتفاق لتمرير الانتخابات البرلمانية القادمة و التوافق حول التعديلات الدستورية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس يمر بها اليمن بسبب ما تعانية البلد من اوضاع امنية متدهورة جراء اتخاذ تنظيم القاعدة لليمن مقرا له ، اضافة إلى الحراك الجنوبي الذي يطالب بتقسيم البلاد .
ويتوقع ان تلتقي كيلنتون بالرئيس علي عبدالله صالح والتباحث معه عن تعزيز العلاقات بين البلدين وخاصة في مجال مكافحة الارهاب وجهود اليمن في هذا الاطار ، وكذلك دعم عجلة التنمية في البلاد ،بالاضافة إلى التزامات اليمن التي سيقدمها في مؤتمر الرياض المزمع عقده في شهر فبراير القادم .
وستلقتي وزيرة الخارجية الأمريكية اعضاء مجلس النواب بالاضافة إلى اعضاء من منظمات مدنية .
من جانبها اكدت لسفيرة الأمريكية السابقة لدى اليمن باربارا بودين أن تركيز الولايات المتحدة الأمريكية في علاقاتها مع اليمن على المقاربة الأمنية وحدها غير مجدية لأن التحدي الذي يواجه اليمن على المدى البعيد هو الاستقرار .
وقالت بودين "ينبغي على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتعاطي مع مجمل التحديات التي تواجه البلاد بمقاربة شاملة تنطلق من أن الاستقرار على المدى البعيد ذو أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية لأن المقاربة الأمنية وحدها لا تفرض الدولة".
وربطت السفيرة بين دعم الأطراف الخارجية لجهود الحكومة اليمنية وبين تقديم هذه الأخيرة لأهداف واضحة ودقيقة على مدار العشرة الأعوام القادمة موضحة في هذا الصدد أنه إذا لم تكن مدركة إلى أين تذهب ولا ماهي أهدافها فإن ذلك يعرقل التعاون والشراكة مع المجتمع الدولي داعية إلى تبني مقاربة برجماتية .
وحول العلاقات اليمنية الأمريكية ذكرت بودين " أن العلاقات بين اليمن وأمريكا لم تكن متينة قبل سنة 97 لأن الجانبين لم يقم كل منهما بما ينبغي القيام به في الوقت الذي ركزت فيه هذه العلاقة خلال السنوات الأخيرة على محاربة الإرهاب فقط". معتبرة أن هناك قصر نظر تجاه اليمن.
وأكدت أن اليمن ليس دولة فاشلة وان اليمنيين لن يتخلوا عن بلادهم. مشيرة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعلمت من العراق وأفغانستان دروسا مؤداها أنه لا يمكن خلق الأنظمة وإنما يمكن المساهمة في تعزيز قدراتها للتعامل مع مختلف القضايا التي تواجهها الشعوب في جانب التنمية والتعليم والصحة والديمقراطية وتمكين المرأة في إطار الإصلاحات الدستورية المنتظرة.
وكانت وزارة الداخلية اليمنية قد وجهت الوحدات الامنية باتخاذ اجراءات امنية لاحكام السيطرة على الحزام الامني في امانة العاصمة .
الجدير بالذكر ان هذه الزيارة تعتبر الاولى منذ عام 1990 حين زار اليمن وزير الخارجية الأمريكي الاسبق جيمس بيكر




