الصحف السعودية تحذر من محاكاة الثورات

الصحف السعودية تحذر من محاكاة الثورات

تناولت أغلب الصحف السعودية الصادرة اليوم تداعيات الثورات التي يشهدها حاليا أكثر من بلد عربي، ونشر بعضها القتوى التي أصدرتها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تحرم المظاهرات في المملكة وتدعو للتصدي لها،

كما نشرت أخرى بعض التفاصيل المتعلقة بالإجراءات والترتيبات التي أعلنها الملك السعودي بعد عودته قبل أيام من رحلة علاجية والمتعلقة بمنح قروض وعلاوات وتوظيف لصالح السعوديين.

سقف المطالب

الافتتاحية الرسمية لصحيفة المدينة حذرت من محاولة البعض في السعودية محاكاة ما يدور في بعض بلدان المنطقة لتحقيق غايات غير مشروعة.

واعتبرت أن ذلك يشكل مشهدا ناشزا لا يمكن فهمه أو تبريره على الإطلاق، إلى جانب تعارضه مع الشريعة الإسلامية وقيم المجتمع السعودي وأعرافه، وإخفائه نوازع شر للمساس بأمن البلاد والعباد، وهو ما ينبغي وضعه في الاعتبار لدى كل إنسان عاقل سليم القلب والعقل والوجدان، على حد قول الصحيفة.

لكن الكاتب في نفس الصحيفة عبد العزيز علي السويد تحدث عن موضوع الثورات العربية ومطالب الشعوب قائلا إنه كلما كان سقف الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية أسرع بالمبادرة والارتفاع والمجيء أولا والنزول للشارع قبل الشعوب, انخفض سقف المطالب، مشيرا إلى أن مطالب الشعوب العربية هي أساسا القضاء على الفساد والعدالة في توزيع الثروة، وإرساء قواعد دولة القانون وضمان استقلالية القضاء.

ثورة الشارع

وفي صحيفة الرياض قال الكاتب بالصحيفة د. عبد الله القفاري إن ما حدث في 2011 هو أعظم زلزال سياسي هز المنطقة العربية ولازال، وستظل توابعه بعيدة المدى وعميقة التأثير لسنوات طويلة قادمة.

وقال إن الثورات الحالية التي عصفت بثلاثة أنظمة أمرا يمكن احتواؤه وعبوره للعودة إلى إنتاج نظام عربي له نفس السمات والملامح التي ظلت تلقي بظلالها على مدى أكثر من نصف قرن على المنطقة العربية.

وقارن بين الثورتين المصرية والليبية، مشيرا إلى أن الوضع في ليبيا يختلف عما عليه الحال في مصر وتونس، لأن القذافي أفرغ ليبيا من مؤسسات الدولة الثقيلة القادرة على قراءة الخيارات في مواجهة ثورة شعبية كاسحة، بما فيه خيار إزاحة رأس النظام لإبقاء جسد الدولة.

وخلص إلى أنه في كل الأحوال لا يجب أن نتصور أن كل هذه الثورات ستنجز أهدافها بسرعة وبلا كلفة، ومن الطبيعي أن تكون هناك تحديات مختلفة تواجهها داخليا وخارجيا. كما أن هناك انقسامات يمكن أن تظهر بين القوى الفاعلة والمؤثرة فيها، قبل أن تنجز أهدافها.

دروس

وفي صحيفة الجزيرة كتب جاسر الجاسر مستخلصا بعضا من الدروس مما جرى ويجري حاليا في المنطقة.

وقال إن الأهم في هذه الدروس أن تعي الأنظمة والحكومات أن الشعوب حتى وإن استكانت فإنها لا بد أن تهب وتثور لاستعادة حقوقها التي غيبها بعض الحكام.

لكنه أكد أن على الشعوب أيضا أن تكون عادلة ومنصفة هي الأخرى فليس مقبولا من شعب ما "أن يتبنى مخططات وأجندات من خارج الحدود لمجرد أن من يطلقها ويوجهها له امتدادات عرقية أو طائفية، إذ لا يمكن أن يكون للشعب مرجعية توجهه سوى من داخل وطنه".