نواب يطالبون بوقف الغارات الأمريكية وتحذير من استهدافها للجان الشعبية

أدان أعضاء مجلس النواب في اليمن الضربات التي تشنّها الطائرات الأمريكية على محافظة أبين، وعبّروا عن استنكارهم الشديد للتدخلات الأمريكية بالشأن اليمني والتي زادت الوضع فيه تعقيداً وسكوت الحكومة اليمنية عن ما يحدث لمواطنيها وأراضيها من استهداف واضح ودون أي مبررات؛ مع أن القوات المسلحة اليمنية قادرة على كبح جماح "القاعدة" سواء في أبين أم غيرها..

وقالوا في جلسة المجلس يوم أمس: نستغرب أن ترتفع أصوات مجلس النواب عالياً فيما يخص القضايا الخارجية فيما القضايا الداخلية لا يعيرها أي اهتمام وكأنه لا يمثّل الشعب اليمني؛ وقضاياه لا تهمه لا من قريب ولا من بعيد، مطالبين رئاسة المجلس بإصدار بيان يدين هذه التدخُّلات، وقال علي المعمري: إن مجلس النواب يقف اليوم موقفاً مخزياً إزاء التدخُّل الأمريكي السافر في قضايانا الداخلية ولا يبدي نحوها أي اهتمام، ويبدو أن هناك تصريحاً مفتوحاً لقتل اليمنيين، لا يمكن للأمريكيين التدخُّل في قضايانا أو التحليق بطيرانه في سمائنا.

وأبدى سنان العجي استغرابه الشديد لغياب دور القوات المسلحة والأمن في مقارعة الإرهاب والإرهابيين، وقال: أين القوات المسلحة والأمن؛ يجب أن يقوموا بدورهم، نرفض أي تدخُّلات خارجية في شأننا الداخلي؛ فنحن أقدر على مقارعة "القاعدة" وتلقينهم الدروس والعبر، ولن نتوانى في تطهير أراضينا من هؤلاء الإرهابيين.

وقال نبيل باشا: ال "سي أي إيه" تبحث عن وسائل جديدة لقتل اليمنيين؛ ولا نستبعد أن تستهدف اللجان الشعبية في أبين وتعتبرهم إرهابيين بعد أن حقّقت انتصارات ضد تنظيم "القاعدة" ونحن نقول لا تستبيحوا البلد أكثر مما هي مستباحة، وعلينا أن نعد استراتيجيتنا الوطنية لمواجهة الإرهاب.

وأبدى عبدالرزاق الهجري استياءه الشديد لعدم إعارة هيئة رئاسة مجلس النواب هذه القضية أي اهتمام، وقال: نستغرب أن ترتفع أصوات المجلس عالياً حول القضايا الخارجية وتصدر بيانات بشأنها "نستهجن فيها وندين ونستنكر" فيما الأمريكيون يتدخلون في قضايانا الداخلية ولا يعيرها المجلس أي اهتمام.

وقال نبيل باشا لصحيفة "الجمهورية": إن القوات المسلحة واللجان الشعبية في أبين تسجّل اليوم أروع البطولات ضد تنظيم "القاعدة" وحقّقت نجاحات كبيرة؛ ولهذا لا نريد أن يكون هناك تدخُّلات أمريكية وغيرها تؤثر على سير هذه النجاحات، عندما تكون هذه التدخُّلات الأجنبية غير دقيقة من شأنها أن تكون أخطاؤها وعيوبها أكثر من فائدتها؛ وهو ما يحصل حالياً في أبين، وتصبح بذلك هدية للإرهاب والإرهابيين من خلال كسبهم الكثير من التعاطف في المناطق التي يتعرّض أبناؤها الأبرياء إلى مثل هذه الضربات؛ الأمر الذي سيكون له انعكاسات كبيرة على قضية محاربة الإرهاب..

وقال باشا: إن اليمن مازالت تدفع حتى اليوم فاتورة الضربة الأمريكية التي استهدفت أمين عام محلي مأرب جابر الشبواني قبل ثلاث سنوات عن طريق الخطأ؛ الأمر الذي جعل قبيلته تعمل على قطع التيار الكهربائي، ولهذا فإن المناطق القبلية كمأرب وشبوة وأبين وغيرها من المناطق القبلية الأخرى حينما تخطئ ضربات حملة مكافحة الإرهاب الدولية تتحوّل هذه المناطق إلى مناطق حاضنة للإرهاب، وتصبح خارجة عن سيطرة الدولة، وأبناؤها متمردين في نظر الخارج ومطالبهم حق..

وأضاف: أبين ذهبت ضحية للمعجلة نتيجة ضربة أمريكية خاطئة استهدفت أبناء هذه المنطقة الأبرياء، ونظراً لذلك الخطأ الجسيم وعدم تعويض أبنائها وعدم وجود موقف حاسم من الحكومة اليمنية حينها سقطت أبين كلها في يد الإرهابين، ووجد أبناؤها أنفسهم في حضن الإرهاب رغم أنفهم، ودُفع بهم ظلماً إلى أحضان الإرهابيين للدفاع عن أنفسهم لما يلحق بهم من هجمات وأعمال تعسفية، ومن المؤسف جداً أن نجد اليوم الكونجرس الأمريكي يناقش قضية القتل خارج القانون، والقتل بالشبهة؛ فيما يحدث خلاف وانقسام داخل البرلمان اليمني، والجهات المعنية تلتزم الصمت!!.