السلفيون.. قيادات في تيار الإحسان تلتحق ب«الحكمة» وتنسحب من «اتحاد الرشاد»

السلفيون.. قيادات في تيار الإحسان تلتحق ب«الحكمة» وتنسحب من «اتحاد الرشاد»

بعد شهرين تقريباً من إعلانه رسمياً، يواجه "اتحاد الرشاد اليمني" أول مشروع كيان سياسي للسلفيين في اليمن خلافات حادة قد تعصف به؛ أقطابها تيارا الحكمة والإحسان منذ بدء الترتيبات لإعلان الحزب وبروز أخطاء في مسيرة الإعداد التي كان مشائخ في التيارين قد طالبوا بعد مناصحة الهيئة العليا للاتحاد بالرجوع عنها وامتلاك الشجاعة للاعتراف بها ثم ما تلا ذلك من رغبة بعض الشخصيات في الهيمنة على مفاصل القرار العملية في الحزب.

المهيمنون على القرار في اتحاد الرشاد وصفهم مشائخ في تياري الحكمة والإحسان بالفوضويين والارتجاليين ذوي نزعة سيطرة كانت وراء تقديم استقالات أولئك المشائخ بصورة فردية من الهيئة العليا أو التأسيسية..

وصدر أمس بيان – تقلته صحيفة "الجمهورية" - ومذيّل بتوقيع الشيخ الدكتور عقيل المقطري والشيخ عبدالله الحميري ومراد القدسي من تيار "الحكمة" والشيخين عبدالرحمن البريهي وأنور الخضري من "الإحسان" يؤكد انسحاب التيارين من اتحاد الرشاد؛ وهو ما يعني غياب جناح من أهم الأجنحة المكونة للاتحاد والفاعلة في تأسيسه..

وقال البيان إن اتحاد الرشاد الذي أسهمت فيه أطراف من قيادات الحكمة والإحسان وبعض القوى الثورية والشخصيات السلفية المستقلة وشخصيات اجتماعية ونخب مثقفة إنما كان المقصود منه أن يكون تياراً جامعاً لكافة أبناء الشعب اليمني ومظلة لكل السلفيين الراغبين في العمل السياسي بعيداً عن لغة المحاصصة والتعصب..

وحذّر البيان من تجيير الاتحاد لصالح أفراد أو شريحة أو قبيلة أو أية جهة كانت، داعياً إلى الجلوس مرة أخرى مع المؤسسين الذين أطلقوا الفكرة وتبنوّها؛ لا الذين يريدون قطف ثمارها..

وأكد البيان أنه لا تنافس بين (الإحسان) أو (الحكمة) على إلغاء الآخر أو إقصائه أو حكر الحزب على السلفيين فضلاً عن فصيل سلفي، وأن ما جرى من مواقف وأخطاء مردود على أفراد بعينهم ولا يمثل تياراتهم سواء من الحكمة أم الإحسان، وأن على الجميع الترفع عن الولاءات الضيقة والتعصب الأعمى والبعد عن الشائعات..

واعتبر البيان أن الاتحاد بصفته الحالية لا يمثل كياناً مؤسسياً بقدر ما هو عمل مرتهن لإدارة بعض الأفراد الراغبين في احتكاره عليهم وإدارته بطريقتهم الخاصة.

المشائخ الأربعة الموقّعون على البيان حذّروا الاتحاد في حال لم تتم المراجعة عن الأخطاء السابقة فإنهم سيعلنون مجدداً استقالتهم من الهيئة التأسيسة والانسحاب من الاتحاد جملة وتفصيلاً، مؤكدين أن مواقفهم تلك لا تمثل أية نزعة نحو المناصب أو المكاسب، وأنهم في حال تمت الاستجابة لملاحظاتهم وقبول مقترحاتهم في العودة إلى صناديق الانتخابات لتكون هي الفيصل في إيصال من يستحق إلى المناصب وفق المعايير التي ينص عليها النظام الأساسي والتي أغفلت مراعاتها في الانتخابات السابقة.

وقال الشيخ حسن الحاشدي لصحيفة "الجمهورية" إن هناك آخرين من تيار الإحسان متذمرون من الأوضاع الحاصلة في الاتحاد.

الحاشدي - وهو من مؤسسي اتحاد الرشاد وإعلامي في تيار الحكمة - يبدي تفاؤلاً رغم الأوضاع الخلافاية في الاتحاد، وقال: (لعل الذي حدث هو أن السلفيين يمرّون بتجرية سياسية جديدة عليهم.. وقد يكون هذا الوضع من الحراك الإعلامي عبر المحاورات المختلفة بين الطرفين، هو كما أعتقد إفرازات لمخاضات تبشّر بالخير).

ذات التفاؤل حاول المشائخ الأربعة المصدرون لبيان يوم أمس تعزيزه في روح بقية المنتسبين إلى اتحاد الرشاد، حيث قالوا إن السلفيين اليوم من النضخ بحيث إنهم لن يكرّروا أخطاء الآخرين بالارتهان إلى زعامات متفردة، أو الولاء لأنظمة استبدادية أو التنازع على صغائر، وسوف يواصلون جهدهم في التأسيس لعمل سياسي جاد وفاعل ومتطور مهما كلفهم ذلك.. وأضافوا: (الواقع اليمني والإسلامي لا يحتمل إيجاد كيانات هزيلة وأحزاب مشرذمة لا تخدم الفكرة ولا تحقق الغاية.. وتؤدي إلى صراعات بينية ونزاعات داخلية).