
دعت السلطة المحلية في محافظة حضرموت شرقي اليمن أبناء المحافظة إلى الاحتكام لصوت العقل وضبط النفس من أجل الأبقاء على حضرموت آمنة ومستقرة..
وعبرت، السلطة المحلية في بيان نقله موقع "هنا حضرموت"، عن آسفها البالغ للأحداث المؤسفة التي شهدتها مدن المكلا والشحر وغيل باوزير صباح السبت الموافق 23 فبراير منوهة بأن الخاسر الأول والأخير من هذه التداعيات هي المحافظة ومصالح أبناءها ..
وجددت السلطة المحلية في بيان صادر عنها اليوم موقفها الثابت في اعلاء شأن المحافظة ومراعاة مصالحها وتجنيب أبناءها كل صنوف التناحرات والصراعات التي لا تجلب له غير الفتن والدمار والمزيد من الحقد والكراهية مشيرة إلى أن التعدي على الآخرين وقطع الطرقات وأشعال الحرائق لم يمكن قط في يوم من الأيام الوسيلة لتحقيق الأهداف والمقاصد أو للوصول إلى النتائج المرجوة بقدر ما تؤدي إلى المزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار والتي يتأثر بها مواطنو المحافظة بشكل مباشر – حسب وصفه -
فيما يلي نشوان نيوز يعيد نشر نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
أيها الأخوة المواطنون..
يا أبناء محافظة حضرموت الأعزاء..
أيها الغيورين على أمن وسلامة حضرموت .
أيها العقلاء قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمشائخ والأعيان والعلماء والشخصيات الاجتماعية في كل شبر من تراب هذه المحافظة الطاهرة .
لقد تابعت السلطة المحلية بالمحافظة ومعها كل الخيرين من أبناء هذه المحافظة تداعيات الأحداث المتسارعة والمفاجأة التي شهدتها أحياء الديس والمكلا والشحر وغيل باوزير الناتجة عن الصدامات المباشرة بين أبناء المحافظة وبصرف النظر عن الانتماءات السياسية للمتصادمين فأننا نشعر بأن ذلك لن يكون في مصلحة أحد سواء أولئك المشاركين أو سواهم , فالخاسر الأول والأخير هي المحافظة ومصالح أبناءها .. أن موقفنا سيظل ثابتاً ووجهة نظرنا لن تتغير وهدفنا لن يتزعزع وهو اعلاء شأن هذه المحافظة ومراعاة مصالحها وتجنيب أبناءها كل صنوف التناحرات والصراعات التي لا تجلب له غير الفتن والدمار والمزيد من الحقد والكراهية بين أبناءها, وبينهم وبين الآخرين من المواطنين الذين جعلوا من مدن وقرى محافظة حضرموت المكان الآمن والمستقر لطلب الرزق وقبلة للعيش الكريم ولإدراكهم بأن أبناء محافظة حضرموت ومنذ أقدم العصور هم من يتعايشون وبسلام مع يختلطون بهم سواء في داخل المحافظة أو خارجها .. ولأن التعدي على الآخرين لم يمكن قط في يوم من الأيام الوسيلة لتحقيق الأهداف والمقاصد ولا قطع الطرقات وأشعال الحرائق يمكن أن يقود إلى النتائج المرجوة بقدر ما تؤدي إلى المزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار التي يتأثر بها مواطنو المحافظة بشكل مباشر ..
أيها الأخوة والأخوات..
أيها الشباب ..
إنكم اليوم تقفون وللأسف الشديد موقفاً لن يؤثر سوى على محافظتكم وأهلها الطيبين الذين ينظرون اليكم وبكل تفاؤل وأمل لبناء مستقبل هذه المحافظة ومعالجة كل مصاعبها ونواقصها واختلالاتها وهو الأمر الذي لا يمكن بلوغه بمثل هكذا تصرف بقدر ما يتأتى عن طريق الحوار وتقبل الآخر كما يتقبلنا فأبناء حضرموت يتواجدون وبمصالحهم على طول وعرض ساحة الوطن اليمني ولم نسمع في يوم من الأيام بأن أيٍ قد تعدى عليهم وعلى مصالحهم .. لذا فأن تحكيم العقل والمنطق والتعايش هي الطريق الأمثل في تجنبنا لمخاطر وويلات تلك الصراعات التي لم نجني منها سوى خلق الحقد والكراهية بين أبناء هذا الجيل في هذا الوطن ..
ولقد برهنت أحداث السبت 23/2/2013م التي شهدتها بعض أحياء مدينة المكلا والشحر وغيل باوزير بأن هنالك من يغذون ويدفعون بأبنائنا للعودة إلى المربع نشوء الأزمة السياسية التي أصطلينا وأكتوينا بنارها وتسببت لنا الكثير من المتاعب والمصاعب التي أثرت تأثيراً بالغاً بمستوى حياة ومعيشة الناس وبالأقتصاد الوطني على حد سواء.
إننا ندعو أبناءنا الشباب إلى التحلى باليقظة والحذر من ذلك الاتجاه الذي يدفع بهم لأن يقفوا ضد مصلحة محافظتهم وأهلها أو يزجون بهم في خندق المواجهة وأستخدام العنف ضد أخوانهم في الأجهزة الأمنية التي تقوم بواجبها في حفظ الأمن والاستقرار وتوفير السكينة العامة للمواطنين والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة , كما ندعو أولئك الذين يدفعون بأبنائنا إلى أن يتقوا الله في أنفسهم ويراعوا مصلحة هذه المحافظة , إن كانوا فعلاً حريصين عليها كما يدعون , ندعوهم للابتعاد عن ذلك المنزلق الخطير الذي يتمترسون خلفه ويدفعون باتجاهه , لأن مواطنينا قد أدركوا مقاصد وأطماع ممن يغامرون به ويتاجرون بأسمه.. ونود أن نذكرهم بأن محافظة حضرموت لم ولن تكن فريسة سهلة الاصطياد لكنها عصيبة وهذا ما أثبتته جميع المراحل التي مر بها الوطن , وسيقف أبناءها موقفاً موحداً ضد كافة الدعوات الداعية إلى إثارة القلاقل والفتن .. وسيؤكدون من جديد بأنهم لن يكونوا إلا مع الحق والحل العادل للقضية التي يناضلون من أجلها .
ونجدها مناسبة هذا اليوم أن نجدد موقف السلطة المحلية بالمحافظة الذي يرفض رفضاً قاطعاً كل أشكال العنف والتخريب والوقوف إلى جانب كل شكل من أشكال التعبير السلمي عن المطالب الحقوقية لأبناء المحافظة والوطن .. ونطالب المتحاورين في مؤتمرهم الوطني الشامل بأن يضعوا نصب أعينهم القضايا الحيوية والملحة وعلى وجه التحديد ما يأتي في مقدمتها وهي القضية الجنوبية ووضع المعالجات والاتفاق على الحلول وبما يؤمن رضى جميع الأطراف ..
ختاماً فأننا نتوجه إلى أبناء محافظة حضرموت بأن يحتكموا لصوت العقل وضبط النفس للابقاء على حضرموت آمنة ومستقرة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




