القيادي الناصري زيد عرجاش: الحوثي يرى في محافظة حجة مكملاً لإقليم شمال الشمال

القيادي الناصري زيد عرجاش: الحوثي يرى في محافظة حجة مكملاً لإقليم شمال الشمال

أحد قيادات التنظيم الوحدوي الناصري وعضو اللجنة المركزية وأمين سر التنظيم في محافظة حجة, رئيس الفرع/ زيد عرجاش في حوار مع (الجمهورية) يقدم رؤية مختلفة حول طبيعة الصراع الذي تقوم به جماعة الحوثي في محافظة حجة ومنطلقاته وأهدافه, فإلى نص الحوار.

أهلاً وسهلاً بكم أولاً، وأقول لك: محافظة حجة كغيرها من المحافظات تعيش لحظة التحولات عقب الثورة، وهي محافظة سلمية ومتميزة في عملها الثوري السلمي منذ اندلاع الثورة، تسود فيها لغة الحوار والود بين مختلف فرقاء العمل السياسي، تم تشكيل لجنة السلم والتضامن أثناء الثورة لتحافظ على السلم الأهلي خلال الفترة السابقة ونجحت والحمدلله في ذلك، وتعاطى الجميع مع مختلف الأحداث السياسية بوعي سياسي وثقافي عالٍ، محافظة حجة مدنية وتتطلع كغيرها من المحافظات إلى الدولة المدنية، دولة النظام والقانون، يسودها قانون العدل والمساواة على الجميع.. طبعاً المحافظة مرت بأزمة كبيرة تسيست كثيرا، ولكنها حلت، ومتفائلون بالمرحلة القادمة.

>

تم تعيين المحافظ، وواجه مشكلة تمثلت في منعه من دخوله المحافظة، ولكن المشكلة تم تجاوزها، لكنه مؤخراً أقدم على رفض تعيين مديرين عامين هما المالية والأمن العام معتبراً ذلك تجاوزاً في حقه..!!

بصرف النظر عن هذا العرف السابق، نقول اليوم : إن دستور اليمن معلق، الشرعية شرعية المبادرة الخليجية والوفاق الوطني والشراكة، نحن نمر بمرحلة انتقالية ووضع استثنائي، وفي تقديري مسألة الرفض مسيسة بالدرجة الأولى، لا علاقة لها لا بقانون أو غيره.

>

قد يكون ذلك، المعطيات تقول ذلك. وهذه المشكلة لا تزال قائمة وقد تم تكليف اللواء علي محسن الأحمر لمعالجة الوضع والتقى بالأخ المحافظ والتقى بمدير الأمن، وليس عندي تفاصيل في مسألة النتائج المترتبة على ذلك.. وطبعاً جاء المدير الجديد مصحوباً بالعديد من المرافقين القبليين المسلحين وحصل إطلاق نار يومذاك، ونحن في الواقع ندين مثل هذا التصرف والسلوك لأنه لا يعبر عن مسئولية ولا عن التزام سياسي أو أخلاقي تجاه الآخرين، وندعو لأن تسوى الخلافات عبر القنوات الرسمية أو الاجتماعية، عبر الهيئات، نحن في مرحلة انتقالية علينا أن نحرص على الوفاق والمشاركة والتفاهم بين الجميع، وإذا كان هناك اعتراض لأية جهة حزبية أو رسمية يجب أن تطرح على المستويات العليا، وهناك حكومة وفاق، تطرح في هذا الإطار، هذا ما يجب أن يكون، أما المظاهر المتخلفة فنحن كلنا ندينها.

p>

الحوثيون هم المشكلة الحقيقية أمام البلاد، الحوثي لديه مشروع يسعى لتنفيذه وهو يستهدف الآن المحافظة كاملة، مشروعه طبعاً عنصري، وهو يسيء للوطن وللهاشميين وللزيديين والزيدية بشكل عام، الحوثي يرى أن حجة ستكون المكمل لإقليم في شمال الشمال اليمني, تكون نواة للدويلة الهاشمية التي يسعى إليها.

p>

هو يقول هذا وأكثر من هذا، وطبعاً تعرف أن لديه “لوبي” يسوقه سياسياً و”لوبي” آخر يسوقه إعلامياً، وهذا معروف، لديه لوبي متغلغل في كثير من المؤسسات، الميليشيات التي أتى بها إلى حجة هي من خارج المحافظة بالدرجة الأولى، القيل منهم من داخل المحافظة، والحقيقة أن الذي خلق الحوثي هي الحروب السابقة، كانوا مجموعة صغيرة عزلة في مديرية في صعدة، حروب صعدة العبثية أظهرته إعلامياً وكذا الصراع الذي كان دائراً داخل أركان النظام وتصفية الحسابات، جعلت من الحوثي رقماً وإلا فليس شيئاً، وطبعاً عندما تشكلت حركته استطاع أن يسوقها للخارج بأنهم شيعة ظلموا، حتى يحصل على الدعم الإقليمي ومن ثم يعمل على صناعة مشروع شيعي في اليمن. فدعمته الحوزات العلمية في إيران، وغيرها، وبعد أن قامت الثورة، طبعاً انضموا إليها، وقد استفاد منها كثيراً، كما ظل أيضاً من جهة ثانية ممسكاً بنوع ما من العلاقة مع طرف أو تيار داخل حزب ما، وهذا معروف، تحالف مع بعض الأجنحة فيه، ووجد عنده مبتغاها، مثلما وجدت فيه مبتغاها، ونأمل أن تتعقل هذه الجماعة وألا تنجر إلى التعاطف مع الحوثي.

من حيث المبدأ الحوثي لا يؤمن بشيء اسمه ثورة، كما لا يؤمن ابتداء بالنظام الجمهوري، هو يعتبر النظام الجمهوري من سلبه حقه المقدس، هو يراها أنها استلاب لحقه المقدس في الحكم، باعتبار أن الحكم هو حق لسلالة مقدسة هي التي تحكم العباد والبلاد، وتسيطر على كل شيء، يرون في أنفسهم الأسياد وغيرهم دون ذلك، وهم أولى بحكم الأمة، وأخبر بمصالحها وهم من يفكرون لها وما على المجتمع إلا السمع والطاعة والتبعية العمياء.

هذه من المزايدات التي يمارسها والاعتصام طبعاً سلوك حضاري وراقٍ، لكن كيف يجمع بين الاعتصام بصنعاء وبين الخندق والبندقية والألغام في حجة أو غيرها؟ هذا لا يتفق. من يهجر الناس ويشردهم من مساكنهم ويهدم عليهم بيوتاً ليس ثورياً. الثورة والساحات تعبر عن سلوك حضاري، وهذا السلوك لا يجتمع مع يرتكبونه في حجة أو صعدة، هذه مزايدة منه لا غير.. السلمية وحمل السلاح لا يجتمعان، خاصة وهم اليوم يتوسعون بقوة السلاح وفرض أنفسهم بديلاً عن الدولة. فهل لهذا علاقة بالثورة، الثورة بمفهومها المثالي والحضاري؟ لا أظن.

/p>

أنا أريد أن أنقل هنا وعبر صحيفتكم الموقرة وأرجو أن يخيب ظني، فأقول: إن قبول الحوثي بالحوار هو لشرعنة وجوده فقط، لا أكثر من ذلك، وأتوقع أنه سيخرج من الحوار، ولن يقبل نتائجه، هو من المزايدين دائماً، لا يلتزم باتفاقيات.. لا يلتزم بوعود أو عهود قطعها على نفسه تجاه الآخرين، لا يؤمن بالشراكة، لا تحكمه الأعراف السائدة أو القيم القبلية أو الاخلاقية، مواقفه خداع ومكر ودجل على الدوام، الاتفاقيات معه موثقة وأعماله التي غدر بها موثقة أيضاً، لم يصدق في أية اتفاقية عقدها مع أي طرف أبداً، كل الاتفاقيات التي وقعها الناس معه نكثها وغدر بها.

الذي قال: إن الحوثي ملتزم بأي اتفاق واهم ومخدوع، ولا يعرف الحقيقة، الصلح الحاصل اليوم أو الهدوء هو نتيجة لتوازن القوى لا أقل ولا أكثر، ذات مرة وقع اتفاقية مع قبائل حجور ونقض الصلح في نفس اليوم الذي وقعه فيه، ولا يزال حبر الكتابة سائلاً، كل ما في الأمر توازن، مع أن المنطقة إلى اليوم لا تزال موبوءة بالألغام، الطرقات لا تزال محاصرة من قبل ميليشياته يخطف الناس من الطرقات العامة. يقيم نقاط تفتيش إلى اليوم.

p>

هذه مثل وضعه وحاله في صنعاء يقول إنه ثائر، وفي حجة هو متخندق، فكيف تصدقه؟ وانظر التناقضات بين أقواله وأفعاله، هو يحاول أن يبدو مدنياً وحضارياً من خلال الاعتصام في صنعاء، لكن طبعه يغلب تطبعه في حجة أو صعدة حين يحمل السلاح على الآخرين. الحوثي صراعه مع المجتمع.. مع من لا يدين له كائناً من كان. هل المهمشون الذين رحلهم وشردهم.. هل هم من الإصلاح؟ لما ذا حرق بيوتهم وعششهم؟ رحلوا تحت نيران الحوثي. وإذا كان صراعه مع الإصلاح فأين وجود الإصلاح في سفيان؟ أين الإصلاح في وشحة؟ أين الإصلاح في مستبأ؟ أين الإصلاح في كشر؟ هذه مناطق لا يكاد يوجد فيها الإصلاح. وهذه كلها دمرها.

/p>

يا أخي الحوثي يستقدم ميليشيات من خارج المحافظة، وعنده قليل جداً من داخل المحافظة من بعض الأسر الهاشمية وخاصة من الشباب الجهلة الذين لم يتعلموا. هو يقاتل “كشر” من “مستبأ”. أغلب مليشيات الحوثي من خارج المحافظة. غرر بالبعض فقط من ذات السلالة التي لا تزال جاهلة حتى اليوم.

p>

مناطق التماس بين قبائل حجور ومليشيات الحوثي كانت في حدود مديرية كشر مع مديرية مستبأ، من الجبهة الغربية، هو عمل ثلاث جبهات، جبهة صامتة وجبهتان أخريان شرقية وغربية على أساس أن يعمل طوقاً على المديرية، وعنده الجبهة الخلفية من الجهة الجنوبية على حدود مديرية كحلان الشرف مع كشر هذه هادئة، وقصده أن يطبق على مديرية كشر من كل الجهات.

كشر طبعاً لقربها من وشحة التي تم تسليمها لها من النظام السابق وبعض المشايخ, فهو يريد أن يضمها إليه من أجل التوسع والسيطرة أكثر. وكشر هي على جنوب وشحة، ومنها تأتي على السلسلة الجبلية جبال الشرفين عدة مديريات وحتى مبين حجة، وهو يستهدف السلسلة الجبلية على أساس يسقط محافظة حجة ومن ثم تسقط ميدي وعبس بعدها تلقائياً، إذا سقط مركز المحافظة يضمن سقوط ما بعدها، وهو لا يريد أن يتغول في مديريات الساحل قبل أن يسقط السلسلة الجبلية لأن أبناء القبائل سيتبعونه وسيلاحقونه في حال هجم على مديريات الساحل قبل أن تسقط السلسلة الجبلية. هو يريد أن يسيطر على ميدي باعتبارها ميناء على البحر، وطبعا له بعض التكوينات التابعة له لكنها مرصودة تماماً ويتم متابعتهم أولاً بأول.

>

نعم.. كان القبائل يرفضون الهجوم على الحوثي إلى أماكنهم وكانوا يتبعون استراتيجية معينة في الحرب معهم أن يتركوهم يتوغلون أولاً ثم يلتفون عليهم حتى بلغ هجوم ميليشيات الحوثي 83 هجوماً وكل الهجوم هذا يفشل فيه ويتم دحره مباشرة , بعض الهجوم كان قد توغل في حدود 13 كيلو متراً، لكن سرعان ما يتم الالتفاف عليه من قبل القبائل وطرده، في إطار هذه الاستراتيجية، عمل هجوما شاملا على مستوى الجبهة الغربية، وطبعاً كل هذه القرى هي حول سوق “عاهم” الشهير، وطبعا لما عرف خطط القبائل توغل ثم لغّم كل هذه القرى، حتى قدرت الألغام بأكثر من أربعة آلاف لغم، وقد حصدت هذه الألغام العديد من الضحايا والأبرياء بل والماشية، لغّم الطرقات، لغّم آبار المياه، حتى المساجد في القرى لغّمها..!!

>

في الحقيقة لم نستطع أن نرصدها كاملة، إمكانياتنا محدودة، وبعض القرى لا نستطيع الوصول إليها.

p>

القبائل طبعاً عندهم الآليات، لكن الحوثيين عندهم الرشاشات والمدافع والصواريخ والعربات، وغيرها.

/p>

مظلمة الحروب الستة في صعدة أعطتهم هذه الكمية من الأسلحة كلها للأسف، هي من الدولة مؤكد، وقبل فترة قليلة أثناء حرب سفيان، مصادر مؤكدة تقول إنهم حصلوا على تسع شاحنات محملة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، من مخازن أسلحة الدولة أثناء الحرب على دماج. وقد حاربوا أهل دماج من أجل أن يحصلوا على الدعم الخارجي لهم على أساس أنهم يحاربون الوهابية، مع أنه ليس شيعياً ولا زيدياً بقدر ما هو حركة عنصرية مقيتة.

/p>

والله كثيرة ولا تقدر بثمن، وهناك مناطق معطلة ولا تزال معطلة إلى اليوم. مخازن المواد الغذائية في سوق عاهم الشهير التي ترفد أكثر من عشرين مديرية تم استهدافها بصواريخ حارقة فأحرقت وكان الحصار قائماً حتى على الدواء، حتى بعض الجرحى كانوا ينقلونهم عبر خيران أو أفلح أو أسلم أو عبس بعضهم كانوا يموتون وهم ينزفون في الطريق.

/p>

النازحون أكثر من خمسة آلاف أسرة، بعضهم في مديرية خيران وبعضهم في كشر، وبعضهم في حرض، وبعضهم في عبس وآخرون إلى مركز المحافظة.

p>

والله للأسف بعض المنظمات هذه التي تتكلم عنها الفساد الموجود فيها أكثر من الفساد الموجود في الدولة، وقد تعبنا ونحن نتواصل معهم.

>

محلية ودولية، بعضها منظمات ينخرها الفساد بصورة جنونية.

/p>

الأحزاب السياسية مثل الذي راكب على القارب في العاصف بالكاد يمسك نفسه!!

>

هذه من المزايدات، ربما أراد الحوثي هذه اللجنة لذاتها لا للصلح ليجعل من نفسه نداً لهم، وليشرعن وجوده. والقبائل قالوا لا يعنينا أي اتفاق بين الحوثي والمشترك، نحن نمثل أنفسنا، والمشترك لا يمثلنا، لأن القبائل أصلاً يعرفون أن الحوثي لا يلتزم بوعوده.

/p>

قابلنا الأخ الرئيس وطرحنا عليه قضايا المحافظة بشكل عام، كقضية الحوثي وغيرها، والأخ الرئيس وضعنا في الصورة العامة لما هو جار على مستوى اليمن، وطبعاً في باله حجة وغير حجة، ووعد أن يعالج مشاكل المحافظة، وفق الأطر والإجراءات الرسمية والقانونية.