[esi views ttl="1"]
رئيسية

السياسي اليمني محسن العمودي: البيض يمثل الحراك وعلى السلطة التحاور معه

الإصلاح حزب المستقبل

الحراك خطابه عاطفي ولا يملك مشروعاً

فرقاء العمل السياسي الجنوبي يجمعهم تذمر المواطن

توقع السياسي اليمني محسن العمودي في حوار مطول مع صحيفة "الغد" وينشر هنا في "نشوان نيوز" وجود حوار يدور حالياً خلف الكواليس بين أقطاب المنظومة السياسية، وسيفاجأ اليمنيين بالتوقيع على الاتفاق الذي سيتمخض عنه، ويأمل أن يكون لصالح اليمنيين، وقال أن علي سالم البيض اليوم يمثل الحراك الجنوبي وعلى السلطة إشراكه في الحوار.

حاوره/ خالد الهروجي

- بداية كيف تقرأ المشهد السياسي اليمني اليوم..؟
* صراع يدور وحراك يتصاعد سواء على المستوى المكتبي أو الميداني، الكل يبحث عن السلطة أو الشراكة فيها، بينما الإنسان اليمني مغيب تماما، عن كل المشاريع المطروحة الآن.

- هل تقصد المشاريع المطروحة من قبل المعارضة والحراك..؟
* المعارضة والسلطة والحراك وبعض القادة السياسيين، سواء داخل الوطن أو خارجه.

- لكن الوصول للسلطة غاية كل حزب باعتبارها الوسيلة التي من خلالها ينفذ خططه وبرامجه..؟
* بالتأكيد، لكن من يتزعمون ما يسمى بالحراك أو المعارضة تم تجريبهم من قبل ولم يكونوا أفضل من النموذج الموجود حاليا.

- والسلطة الحالية ألم تجرب..؟
السلطة تتحمل المسؤولية، صحيح هي ورثت تركة كبيرة وثقيلة، لكنها في نفس الوقت لم تبدأ بالمعالجة، وإن بدأت فالمعالجات كانت قاصرة ومتأخرة.

- إذا فما هو المخرج..؟
* المخرج في نظام اللامركزية، وهناك مخرج سريع وعاجل يقتضي قراراً سياسياً من فخامة الأخ الرئيس، بإعادة الاعتبار لتقرير "باصرة هلال".

- هل يكفي التقرير خصوصا وهناك من يرى بأنه لم يعد ذا أهمية..؟
* كخطوة أولى إعادة الاعتبار لتقرير "باصرة هلال" والعمل بما جاء فيه سوف يمتص الكثير من النقمة الحاصلة تحديدا في المحافظات الجنوبية والشرقية، لأن الأمر يتعلق بالأراضي التي تم الاستيلاء عليها ونهبها بطرق غير مشروعة، وأيضا بالتوظيف، فبالتالي هذه خطوة إن بدئ بها أو صدر بها قرار أعتقد بأنها سوف تكون خطوة إيجابية.

- ماذا عن المتقاعدين والمبعدين من وظائفهم..؟
* حسب علمي، أن الكثير منهم قد عولجت ملفاتهم، لكن للأسف الشديد، أنت عندما تكون كسلطة وتتأخر في المعالجة تتيح المجال للطرف الآخر ليستثمر هذه المشاكل، أيا كان هذا الآخر، تأخرك وبطؤك في المعالجة يؤجج المشاعر.

- قد يكون مفهوما ما يدور الآن في أبين أو في الضالع، لكن بالنسبة لحضرموت لم يكن الكثير من المراقبين يتوقعون ما يحصل فيها،.. كيف هو الوضع في حضرموت اليوم..؟
* يبدو بأن اللاعبين في اليمن ليسوا محليين فقط، فهناك لاعبون إقليميون وجدوا ساحة للأسف الشديد مهيأة ليفعلوا ما يشاءون، فمولوا، وهناك دول نعلم جميعا بأنها تقوم بتصفية حسابات مع اليمن ولا داعي لذكرها.
أما بالنسبة لحضرموت فأعتقد بأن الحراك استمد قوته بظهور النائب السابق علي سالم البيض.

- برأيك، في حضرموت أو في غيرها من المحافظات، هل السبب يكمن فقط في الأراضي وفي المبعدين عن وظائفهم، أم أن هناك أسبابا أخرى..؟
* هذا سبب من الأسباب، وعندما طالبت بإعادة الاعتبار لتقرير "باصرة هلال"، كخطوة أولى، وليست نهائية، فهناك خطوات أخرى مطلوبة، واللامركزية مخرج حقيقي لأزماتنا، سواء للمحافظات الشمالية أو الجنوبية، لأنه من غير المنطقي مثلا أن تأتي بمدير إدارة ليست ذات أهمية في حضرموت أو في صعدة من غير أبناء المحافظة، هذا كلام غير منطقي، فأنا أتقبل مثلا أن يأتي مدير أمن سياسي من صنعاء إلى حضرموت، فهناك حسابات سياسية، لكن أن يأتي مدير بريد فهذا شيء غير منطقي، وهذه الأشياء تثير حساسية، والمخرج كما قلت من قبل في نظام اللامركزية، لأن هناك طرحاً الآن حول الفيدرالية، لكن أرى خطورة في هذا، فإذا كانت فيدرالية لكل محافظة وليس بمفهوم شمال جنوب أعتقد بأنها قد تكون حلا إيجابي، لكن المنطق القائم على أساس فيدرالية "شمالية جنوبية" أعتقد بأنها مستقبلا قد تؤدي إلى التشطير.

- ما تطرحه الآن يتعلق بالسلطة الحالية، فأين هي المعارضة.. ألا ينبغي أن يكون لها دور..؟
* هل تقصد المعارضة التي تعمل في إطار الشرعية الدستورية..؟
- نعم..
* أنا أفهم المعارضة بالفهم الصحيح، فالمعارضة ليست أن تتصيد أخطاء سلطة أو نظام حاكم وتعمل على تكبيرها وتهويلها، وأنا أفهم المعارضة بأنها لا بد أن تقدم برامج، ولم أرى برنامجا يقدم من حزب معارض حول قضية الثأر مثلا، أو قضايا الأراضي أو قضايا التوظيف، وكل ما يقدم هو برامج سياسية بهدف الوصول إلى السلطة أو المشاركة في السلطة.

- هناك مشاريع قدمتها أحزاب المعارضة، واللقاء المشترك يدعو إلى الحوار وشكل لجاناً للتشاور الوطني أليست هذه خطوة إيجابية..؟
* الحوار يا أخي يبقى مطلوبا، لأن هناك مقولة جميلة تقول بأنه "كلما اتسعت دائرة الحوار ضاقت دائرة العنف"، ولهذا فالحوار يبقى مطلوبا سواء على مستوى القيادات السياسية في الداخل أو في الخارج.

- قلت بأن أحزاب المعارضة لا تقدم مشاريع ولا تقدم بدائل..؟
* تقدم مشاريع سياسية، لكن لا تقدم مشاريع اقتصادية اجتماعية ثقافية، الفعل الذي يحدث هو فعل سياسي فقط.

- ألا تعتقد بأن له انعكاسات اقتصادية واجتماعية وثقافية..؟
* ما يقدم كطرح هو طرح سياسي، إنما الجوانب الأخرى المهمة والمتعلقة بحياة الإنسان مهملة في خطابنا الحزبي بأكمله، سواء سلطة أو معارضة.
الجانب الثقافي في طرح أحزابنا أيضا مفقود، كل ما يحدث هو فعل سياسي، أو طرح سياسي لا أكثر ولا أقل، وللأسف أيضا الكل ينطلق من حساباته الحزبية أو الفردية أو الشخصية، ولا يوجد طرح يشمل الوطن ككل سواء على مستوى الأرض أو الإنسان.

- أنت تتهم أحزاب المعارضة.. فهل ترى أن السلطة قامت بدورها..؟
*للأسف السلطة لو قامت بدورها بعد سبعة يوليو 94 لما وصلنا إلى هذا الحال، فالسلطة كما يقال ورثت تركة ثقيلة من أيام الإمامة والاستعمار والتشطير، ولكنها للأسف كانت بطيئة جدا في المعالجة، وكان ينبغي بعد السابع من يوليو 94 أن تكون المعالجة سريعة جدا.

- بطيئة أو أنها لم تعالج..؟
* في البداية أهملت تماما، أو لم يكن مشروع المعالجة في عقل السلطة، وعندما بدأت نتيجة بعض التحركات كانت المعالجات أيضا بطيئة ولم تكن حاسمة، وحتى المعالجات لم تكن برؤية صادقة وحقيقية.

- كيف تقيم ما يعتمل الآن في المحافظات الجنوبية، من حيث الحجم والتأثير..؟
* بالنسبة للحراك.. خطاب عاطفي غرائزي لا يملك مشروعا أو برنامجا، بمعنى أنك ترى تحركا ورفع علم دولة الجنوب سابقا لكن عندما تسأل: ماذا بعد..؟، الكل يفتقد الإجابة على هذا السؤال.
"نريد الانفصال.."، أوكيه.. تريد الانفصال.. لكن ماذا بعد..؟، واهم من يعتقد أن اليمن سوف يعود شمال وجنوب، أو أن الجنوب سوف يعود جنوبا فقط، الكل سوف يتشطر، وهذه نقطة لا بد أن يستوعبها الجميع سلطة ومعارضة.

- من حيث مساحة التحرك في المحافظات الجنوبية، هل كل الناس الآن منضوون تحت لافتة الحراك..؟
* لا.. ليس كل الناس، فالغالبية العظمى من المواطنين التي لا تهتم بهذا الشأن وبالجانب السياسي لا صوت لها، وغالبية الناس نتيجة الأمية مستقلون وغير منتمين لأحزاب سياسية، وبالتالي لا يعنيهم غير الجانب المعيشي اليومي، وما يحدث يثير ضجة لأن التغطية الإعلامية المكبرة له أعطته حجما كبيرا.

- الملاحظ أن فرقاء العمل السياسي في المحافظات الجنوبية قبل الوحدة بدؤوا يجتمعون حول طاولة الحراك..؟
* يجمعهم اليوم تذمر المواطن، فهم يستثمرون ذلك ويستغلونه لحسابات سياسية أعتقد أنها ضيقة جدا وأحيانا للأسف الشديد ذاتية، وكما قلت من قبل، الكل يسعى للشراكة في السلطة، لكن هل الكل يملك مشروعاً..؟، مشروعاً سياسياً اقتصادياً اجتماعياً تنموياً ينهض باليمن ككل، لا اعتقد، المشروع غائب تماما عند الكل سلطة ومعارضة.

- هل هذا التقارب حقيقي ومنطقي..؟
* لا اعتقد بأنه منطقي، حقيقي الآن قد يكون حقيقيا، لكن إن تحقق لهم ما أرادوا فسوف يتقاتلون اليوم الثاني، وقد جربناهم من قبل.

- ولكن الناس يلتفون حولهم الآن..؟
* التفاف الناس ليس حبا بقدر ما هو كره في ممارسات حصلت.

- تقصد كرها في ممارسة السلطة..؟
* كرها في ممارسة السلطة، في بطئها في المعالجة، في تأخرها في المعالجة، إنما هؤلاء قد جربوا، والجنوبيون تحديدا يعرفونهم كلهم، ويعرفون ما خلفوه لهم، ويكفينا 13 يناير، لكن رغم ذلك الحوار يبقى مطلوبا للحفاظ على اليمن.
- الآن الرئيس يدعو للحوار، واللقاء المشترك يدعو للحوار، وكثير من الأحزاب السياسية المعارضة الغير منضوية في تكتل المشترك تدعو للحوار، وكل الناس يدعون للحوار.. كيف نبدأ الحوار..؟
* أعتقد بأن هناك حوارا يدور، لكنه خلف الكواليس، واليمنيون سوف يفاجؤون قريبا بلقاء يعقد في مكان ما، يلتقي فيه الجميع ويوقعون، فقط آمل أن يكون ما يوقع عليه لصالح الإنسان اليمني.

- تقصد بأن هناك تحركات خلف الكواليس..؟
* نعم، تدور بهدوء، وأحيانا تتسرب إعلاميا وينفيها طرف ويؤكدها طرف آخر، لكن أؤكد بأن هناك أشياء تدور، وقد يتم اللقاء قريبا في عاصمة عربية.

- هل تلمح إلى الوساطة المصرية السعودية..؟
* الكل يعمل الآن، والساحة مفتوحة، وأولا وأخيرا هل ما يطرح هو لصالح الإنسان اليمني..؟، أعتقد بأنه ينبغي للفرقاء السياسيين أن يضعوا ذلك في حسبانهم.

- هل تعتقد بأن الوساطات الخارجية قد تفيد اليمن..؟
* أعتقد بأنها قد تفيد، لسبب بسيط هو أن اليمنيين فشلوا في الحوار أو الجلوس مع بعضهم البعض، وبالتالي في العمل السياسي كما تعرف يا أخي الدوائر الثلاث متشابكة سواء محلية أو إقليمية أو دولية، ويتدخل الإقليم ويتدخل الدولي في الدائرة المحلية، لكن الأهم هل ما سنخرج به في صالحنا كيمنيين..؟، أتمني ذلك.

- قلت أن الأحزاب السياسية فشلت في الجلوس على طاولة الحوار.. ما هو السبب..؟
* يبدو أنها طبيعة يمنية، أو طبيعة عربية ونحن في اليمن جزء من الأمة العربية، لا نتحاور مع بعض إلا عندما تحدث كارثة أو مصيبة، أو أن يكون هناك ضغط خارجي، وبالتالي علينا أن نتحاور قبل أن يفرض علينا مالا نريد.

- هل تقصد يفرض علينا الحوار من الخارج..؟
* هو الآن بالفعل يفرض من الخارج، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.

- تقول أن الجميع يسعى للوصول إلى السلطة أو المشاركة فيها، ألا يكون الاتفاق الذي يمكن أن يتم لصالح الأطراف المتحاورة بغض النظر عن الإنسان وبغض النظر عن الوطن..؟
* هنا الخوف، ولو حدث ذلك فنحن لم نفعل شيئا، ولم نعالج أي مشكلة، عالجنا مشكلة ألف شخص، ولكننا أهملنا مشكلة خمسة وعشرين مليون يمني، وبالتالي ما سنتحاور عليه أن يشمل كل اليمن من المهرة إلى صعدة.

- كيف وما هي الآلية التي تجمع الناس على طاولة الحوار..؟
* أولا علينا أن نتفق بأن اللامركزية أصبحت ضرورة من ضرورات حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن، فاليمنيون يعانون من المركزية الشديدة المفرطة، صنعاء نفسها تعاني وهي العاصمة، لأن الكل يعودون إلى صنعاء لمتابعات صغيرة، وينفقون عليها أكثر مما يجب.
اللامركزية هي المخرج لنا، الحكم المحلي الواسع الصلاحيات، الكامل الصلاحيات، أيا كان المسمي، لكن المركزية يجب أن تخفف من حدتها.

- البلاد الآن تمضي في هذا الاتجاه، والسلطة تقول بأن هناك حكماً محلياً..؟
* كما قلت، عملت حكماً محلياً، أعطت صلاحيات للمحافظين، لكن المعالجة كانت متأخرة، يعني قد تجاوزها الزمن.

- ما هو حاصل الآن في ما يتعلق بالسلطة المحلية، هل هو كاف..؟
* بالشكل الراهن ليس كاف أبدا، حتى في اختيارات بعض المحافظين المنتخبين والمعينين للأسف الشديد لم يكونوا بذات المستوى، فبعض المحافظين الجادين أو الصادقين أو الذين لديهم نية للعمل هم يعانون من المركزية الشديدة، المجالس المحلية بعض أعضائها لأنها كانت تجربة مفاجئة هم أيضا غير مستوعبين لمهامهم كأعضاء مجالس محلية أو حتى كأمين عام للمجلس المحلي، فالعملية تراكمية ولا تحسم في يوم وليلة.

- في حال تم البدء بالحوار، من سيمثل الحراك، هل تمثلهم معارضة الخارج أم زعماء الحراك، وهل هؤلاء يمثلون الجنوب..؟
* بالنسبة للسلطة الحوار الآن سوف يكون مع علي سالم البيض تحديدا الذي ظهر يوم 21 مايو بعد غياب 15 عاما أو أكثر، وعلي سالم البيض ظهر باعتباره ممثلا لهذا الحراك، وأعتقد بأن الحوار سوف يكون معه، وينبغي أن يكون معه.

- هل من الممكن أن تتحاور السلطة مع علي سالم البيض..؟
* لا بد، وينبغي ذلك.

- لكن البيض يقول بأنه لم تعد له علاقة بالوحدة ويطالب بالانفصال..؟
* عندما نقرأ خطاب علي سالم البيض بشكل مركز ودقيق، الخطاب من وجهة نظري هو دعوة للتفاوض، لكن عادة في المفاوضات سواء السياسية أو الاقتصادية دائما ترفع سقف مطالبك لتصل إلى ما تريد.

- هل ستقبل السلطة بالتحاور مع البيض وهو محكوم عليه بالإعدام..؟
* أعتقد بأن الأحكام سقطت، بقرار جمهوري، والقضية هي أننا إذا عاندنا وكابرنا سوف تتصاعد الأمور إلى ما هو ليس في صالح السلطة نفسها، والرجل له الكثير من السلبيات والسيئات، كقرار إعلان الانفصال وخطابه الأخير، لكن أولا وأخيرا يحسب له أنه من وقع مع فخامة الأخ الرئيس في نوفمبر 89 على اتفاقية الوحدة، وينبغي على الجميع أن يدرك وبخاصة علي سالم البيض أن الحوار أو العودة أو المصالحة لا تعني استحقاقات سلطوية، فهذا جيل أدى مهمته وعليه أن يتوارى.

- كيف لا تعني استحقاقات سلطوية والجميع الآن يطالبون بشراكة في السلطة والثروة..؟
* نعود للموضوع أولا، الخلاف أو التباين سياسي، لكن قضية عودة فلان وتنصيبه نائبا للرئيس أو عودة فلان وتعيينه رئيسا للوزراء هل هذا سوف ينهي المشكلة..؟، لا أعتقد، اللامركزية هي التي سوف تنهي المشكلة، المشروع المتكامل السياسي الاقتصادي الاجتماعي الذي ينهض بالإنسان اليمني هو الذي سوف ينهي المشكلة..

- لكن هؤلاء يطالبون بالشراكة..؟
* هذا لا ينهي المشكلة، وبخاصة أنه قد تم تجريبهم من قبل، اليمن بحاجة إلى شيئين اثنين الآن اللامركزية، والمشروع المتكامل.

- تقول بأن هؤلاء تم تجريبهم، والسلطة جربت أيضا..؟
* لكنها إلى الآن تعمل في إطار الشرعية الدستورية، وهناك رئيس منتخب، وأعضاء مجلس نواب منتخبون، وهناك مجالس محلية منتخبة، إما أن تعمل في إطار الشرعية الدستورية أو أن تخرج بأي مسمى آخر، على السلطة مسؤولية كبيرة، والمسؤولية الأكبر بنسبة 90 بالمائة على السلطة وعليها أن تبدأ بالمعالجة..

- إذا كانت السلطة إلى الآن وبعد مرور 19 سنة من الوحدة و 15 سنة من حرب 94 لم تقدم حلولا للمشاكل، ولم تصلح أوضاع البلاد.. هل تستطيع من الآن وصاعدا أن تحل هذه المشاكل المتراكمة..؟
* إن توفرت الإرادة السياسية تستطيع.

- وما أدراك بأن الإرادة السياسية متوفرة..؟
* أنا اشترطت، وقلت إن توفرت الإرادة السياسة بالفعل وبخاصة لدى فخامة الأخ الرئيس أعتقد بأنها تستطيع، وقد تكون هناك معوقات من داخل السلطة نفسها.

- تقصد أن هناك أطرافاً في السلطة لا ترغب بحل هذه الإشكالات..؟
* بالتأكيد، فنحن في الوطن العربي لدينا أناس لا يعيشون إلا بالأزمات، ويتعيشون بالأزمات، وأي استقرار قد يقصيهم أو ينهي أدوارهم.

- لمن تلمح..؟
* إلى كثيرين.. وعموما هذا ليس في اليمن فقط ولكن في الوطن العربي ككل.

- الآن تكتل اللقاء المشترك، ألا ترى بأنه يتجه ليقدم بديلاً حقيقياً..؟
* تجربة اللقاء المشترك في اليمن تجربة جميلة ورائعة، لكن أعتقد بأن المستفيد الأول والأكبر منها هو التجمع اليمني للإصلاح.

- لماذا..؟
* لأنه هو الذي يقود اللقاء المشترك، وهو الذي يموله، وأيضا أعتقد بأن الإسلاميين في اليمن وتحديدا في التجمع اليمني للإصلاح أدركوا اللعبة الدولية، وبأن النموذج الإسلامي المطلوب هو النموذج التركي، وهم يسيرون على هذا المنوال، وأعتقد بأن التجمع اليمني للإصلاح سيكون حزب مستقبلي.

- لكن البعض يقول بأن الاشتراكي استفاد كثيرا من شراكته في اللقاء المشترك مع الإصلاح..؟
* الكل استفاد، لكن المستفيد الأكبر هو التجمع اليمني للإصلاح، الذي وجه رسالة للراصد السياسي بأنه يستطيع أن يتعايش مع أعداء الأمس ومع من كان يكفرهم في الأمس.

- هل تعتقد أن هذا التحالف سوف يستمر..؟
* سوف يستمر، لأن الطرف الأقوى فيه هو التجمع اليمني للإصلاح.

- تحدثت عن لقاء مرتقب للمنظومة السياسية، وقد لا يتم اللقاء، فما هو الحل..؟
* اللقاء لا بد أن يتم، وإذا لم يتم لا قدر الله فاعتقد بأن اليمن مقبلة على حرب أهلية، وعلى الحكماء والعقلاء أن يتداركوا الأمر، من خلال التعجيل بالحوار وباللقاء وبالتوقيع.

- ما مدى تأثير ما يعتمل الآن في المحافظات الجنوبية والشرقية من تغذية لمشاعر الكراهية والمناطقية..؟
* هذا الخطاب سيء جدا، وسبب شرخاً نفسياً واجتماعياً داخل المجتمع اليمني الواحد، وأنا لا أتخيل مثلا بأن ابن حضرموت الذي يمتلك محلا تجاريا أو مكتبا تجاريا في كل مكان في العالم يستهدف لأنه حضرمي، فمن غير المنطقي أن يأتي ابن حضرموت ليستهدف أحدا لأنه من إب أو من تعز، هذه فكرة غير مقبولة، لكن هناك مغذيات لهذا الأمر، ويجب أن تعالج قبل أن تتفاقم.

- مثل ماذا..؟
* هناك ممارسات خاطئة حصلت، وهناك نهب للأراضي حصل، وهناك غياب للعدالة في التوظيف.

- هل التركيبة الحالية للسلطة أو النظام القائم الآن قادر على إحداث مثل هذه المعالجات..؟
* كما قلت الإرادة السياسية يبدو بأنها متوفرة لكن هناك من يعرقل، مشكلتنا في اليمن هي غياب الولاء والانتماء لهذا الوطن، فنحن نغلب ولاءاتنا الشخصية والحزبية والمناطقية والطائفية على حساب ولاء أعم وأشمل.

- إذن ما هي المعالجات..؟
* المعالجة هي في اللامركزية، بأي مسمى كانت.

- اللامركزية، هل ستأتي بالحل السحري، وتوظف الناس وتعيد المبعدين وتعيد الأراضي..؟

- يا خالد من غير المنطقي أن تأتي لي بإدارة مرور كاملة لمحافظة مثل حضرموت من محافظة أبين، إدارة مرور ليس مشكلة أو معجزة، وأنا لا أتحدث الآن عن شمال وجنوب، حتى داخل الجنوب نفسه، فالقضية قضية ممارسات، أعط الناس صلاحيات وهامشاً، فاللامركزية سوف تقضي على كل هذه الأشياء.

- بالنسبة للمحافظين كانت هناك انتخابات، وأنت الآن تقول بأن الأمور كانت غير موفقة..؟
* قد تجد محافظاً جيداً يستطيع أن يعمل، لكن المركزية الشديدة الموجودة، والتركة الثقيلة من الملفات التي لم تعالج منذ 90 إلى يومنا هذا أصبحت عبئا عليه، ولهذا تجد محافظاً يقيم في محافظته شهراً وشهرين في صنعاء.

- كلامك هذا يتهم السلطة بالفشل في إدارة البلاد بشكل غير مباشر..؟
* كسلطة محلية فشلت، ليس بشكل كامل لكن هناك محافظون أكفاء وأثبتوا جدارة وعملوا رغم المركزية الشديدة.

_____________________
خاص بصحيفة الغد+ نشوان نيوز

زر الذهاب إلى الأعلى