حول صورة أشعلت النقاشات في فيسبوك وتويتر

حول صورة أشعلت النقاشات في فيسبوك وتويتر

تداول بعض الناشطين (ومنهم السيدة توكل كرمان) صورة مجهولة الزمان والمكان والشخوص لتوظيفها في حملة الاحتجاج على ترحيل آلاف العاملين اليمنيين في السعودية الذين لم يستطيعوا تسوية اوضاعهم خلال فترات التمديد.

ظروف اليمن القاسية وذاكرة مأساة عودة مليون مغترب يمني في عام 90 ووجود اطراف سياسية في ابط مشاريع اقليمية ودولية معادية للسعودية كلها عوامل ألهبت التناولات حول عودة قرابة 25 الف مغترب من مجموع يفوق مليوني مغترب. واسهمت شبكات التواصل الاجتماعي في فتح المجال واسعا امام التحريض غير المسؤول وبأدوات ظنية (او بالاصح كيدية) الدلالة.

الشاهد هنا هو انتفاء الاذن الناقدة لدى قطاع واسع من الجمهور المغرد في فيسبوك وتويتر حيث وقف القليل من المغردين موقفا مسؤولا ليتساءلوا عن حيثيات الصورة التي تم ايرادها على انها دليل تأثير الدعاية الرسمية "المعادية للمغترب"، تلك التي جعلت صاحب السيارة يمسك بأحد الفارين ريثما يصل الجندي للقبض عليه. ومن ثم كانت التساؤلات الوجيهة التي هدفت لتمحيص الحقيقة وتفويت الفرصة على من يحاولون الصيد في الماء العكر:

هل حقا الصورة لمغترب يمني؟ هل حقا هو فار بسبب الحملة الاخيرة؟ واذا كانت الاجابة القطعية بنعم: هل يعني ذلك ان المجتمع السعودي كله يقف ضد اليمنيين؟ وهل يسري ذلك على الجميع ام على المخالفين منهم؟ وهل من واجبنا وواجب مواطني المملكة تشجيع المخالفات ام تشجيع تطبيق الانظمة والسعي لتعديل الجائر منها على قواعد المحبة والمودة والجوار الحسن؟

المعروف هو انه رغم العقوبة المشددة على المتسترين الا ان تعاطف أغلب المواطنين السعوديين مع (طالبين الله) من اليمنيين امر واضح لاغلب المغتربين.

وايا تكن الملابسات فالمفترض أن لا يترك الرأي العام لتصنعه حوادث فردية تمثل استثناء نادرا والنادر لا حكم له.

ويبدو لازما مثل هذا التنبيه لأن الاعلاميين مستأمنون على عقول الناس وتبصيرهم، ولان وشائج المصالح ومبادئ الجوار بين اليمن والسعودية تفرض التعامل المسؤول جدا تجاه أية اثارة غير مسؤولة.

ملاحظة إضافية:

نشرت الصورة في الصحف السعودية في مارس العام الحالي، قبل نحو 7 أشهر، وعلق عليها بأنها أثناء ملاحقة أحد الأفارقة المقيمين بالمخالفة.