‏«حامسة ناشر» التي قنصها الحوثيون في دماج

‏«حامسة ناشر» التي قنصها الحوثيون في دماج

(حامسة بنت ناشر بن علي، 85 عاماً) عجوز من أهالي دماج بمحافظة صعدة في اليمن .. ‏قُنصت قبل مغرب أمس أمام بيتها برصاصة قناص حوثي في فخذها الايمن مما أصابها بكسر ‏عظيم مقداره أربع اصابع حسب ما اخبرني الشيخ عبدالوهاب الشميري المعني بتوثيق ‏معلومات شهداء وجرحى دماج.‏

يقول لي محمد الوادعي آل إبراهيم: هي أم اعمامي، نزح أهلها إلى قرية العبدين الأكثر أمانا ‏في بداية الحصار والقصف، لكنها بقيت متمسكة بدارها ورافضة تماما الخروج منه، في ليلة ‏قصف شديد دخلتُ عليها في الـ2 فجرا كي اخرجها إلى مكان آمن فقلتُ لها هيا يا جدتي ‏سأحملك أنا واصحابي، لكنها رفضت بشدة وقالت هذا داري وهذه بلادي وأنا راضية بقضاء ‏الله.‏

لا يفرق بين بيتها وبين البيوت المحتلة من قبل الحوثيين سوى بيت واحد، ومع ذلك وبسبب ‏شدة القصف كنا إذا تأخرنا عليها بجلب الماء تخرج بنفسها للبحث عن الماء فإذا زاد عن ‏حاجتها جلبته إلى مواقع المرابطين المدافعين عن دماج!‏

حين جئنا إليها اليوم (أمس) نتفقدها بالطعام وجدناها امام منزلها ملقية على وجهها والدماء ‏تسيل منها، وربما انها زحفت قليلا كي تحتمي من رصاصة أخرى فساعد ذلك على تهشم أكبر ‏في عظامها إلى حد انه تم تجميع العظام في منديل!‏

يقول محمد: فوجئنا بصبرها العجيب لم نسمعها تتأوه مرة واحدة أو تدمع، لا لحظة اسعافها ‏وحملها على نقالة ولا لحظة مجارحتها.‏

القناص بلا شك يرى بالعين المجردة انها مرأة، وبحسب عادات المنطقة يعلم ان المرأة ‏المسنة فقط هي التي تخرج أمام البيت وحوله لتفقد أمور معيشة الأسرة، وبواسطة المنظار ‏المقرب الذي يمتلكه الحوثي يعرف ايضا معرفة تامة ان أمامه امرأة عجوز، وبرغم ذلك ‏قنصها وهو يعلم أن التعدي على النساء عار كبير في أعراف القبائل!‏

ولأن "الحصار الغاشم على دماج يجعل التفريط في اللقمة الواحدة نوعا من السفه فقد كان هم ‏هذه العجوز الجريحة بعد الانتهاء من مجارحتها ان تطلب من محمد الذهاب إلى بيتها لأخذ ‏حصتها من الخبز والطحينية والعصير ويعطيه للمرابطين في مواقعهم!".‏

إنها لا تفتأ تدعو على "الشر الحوثي" بدعوتها البسيطة: "جعل لهم البلاء .. اسأل الله أن ‏يأخذهم".‏