
صوّت البرلمان الأوكراني اليوم الأحد لصالح تسليم رئيسه ألكسندر تورتشينوف مهام رئاسة البلاد خلفا لفيكتور يانوكوفيتش الذي عُزل أمس، وطلب تورتشينوف من النواب الموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية بحلول الثلاثاء القادم، بينما يسود فراغ أمني البلاد بعد انسحاب المسؤولين الأمنيين.
واختار البرلمان تورتشينوف (49 عاما) المقرب من زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو لتولي مهام الرئاسة بعد عزل يانوكوفيتش, وستمتد مهام تورتشينوف حتى 25 مايو/أيار القادم موعد الانتخابات الرئاسية.
وطلب تورتشينوف من أعضاء البرلمان الموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية بحلول الثلاثاء القادم، وأكد أنه يجب إعطاء الأولوية لهذه المهمة.
وصوّت البرلمان اليوم أيضا لصالح عزل وزير الخارجية ليونيد كوجرا وهو حليف ليانوكوفيتش، وقد خاض كوجرا عن قرب المناقشات مع القوى الأجنبية بشأن قرار يانوكوفيتش رفض الاتفاقات السياسية والتجارية مع الاتحاد الأوروبي وإعادة بناء علاقات اقتصادية مع روسيا بدلا من ذلك.
وأصدرت السلطات أمرا بالقبض على وزير الداخلية السابق ألكسندر كليمنكو والنائب العام السابق فيكتور بشونكا.
جرائم خطيرة
وأبلغ أرسين أفاكوف القائم بأعمال وزير الداخلية البرلمان أن الشرطة تتعاون مع أمن الدولة ومكتب النائب العام للتحقيق "في جرائم خطيرة ضد الشعب الأوكراني بما في ذلك جرائم ارتكبها مسؤولون كبار سابقون بالدولة".
وأصدر أفاكوف أوامره بالإفراج عن 64 متظاهرا تم احتجازهم خلال المظاهرات التي شهدتها كييف خلال هذا الأسبوع.
وأكدت وزارة الصحة اليوم أن 82 شخصا قتلوا وأًصيب 645 آخرون خلال أعمال العنف على مدار الأيام الخمسة الماضية، في أسوأ موجة عنف تشهدها البلاد منذ أن حصلت على استقلالها عام 1991.
وشهد ميدان الاستقلال اليوم هدوءا بعد يوم مضطرب عرف عزل يانوكوفيتش وإطلاق سراح معارضته تيموشينكو.
وتعيش البلاد حاليا فراغا أمنيا بعد انسحاب قوات الأمن، ويتولى المحتجون حماية المقار الحكومية والمنشآت بما غنموه من أجهزة الأمن من وسائل وتجهيزات.
وقال المفوض البرلماني لمتابعة عمل الأجهزة الأمنية فالنتين ناليفايشينكو إن رئيس جهاز أمن الدولة ونوابَه تركوا عملهم وأغلقوا هواتفَهم، وأكد أن كلّ الجهاز القيادي لأمن الدولة ترك عمله بشكل فعلي. وأوضح أن الجهاز بقي دون اتصالات أو قيادة أو خطة لحماية المنشآت النووية في البلاد، وخاصة المحطات النوويةَ لتوليد الطاقة الكهربائية.
مصير يانوكوفيتش
ومازال مكان يانوكوفيتش غير معلوم، فقد قال حرس الحدود إنهم منعوه من مغادرة البلاد أمس على متن طائرة كانت تحاول الإقلاع من بلدة دونيتسك مسقط رأسه في شرق البلاد. وقالت مراسلة الجزيرة رانيا دريدي إن رجل أعمال على صلة بجهاز المخابرات أكد أن يانوكوفيتش نجح أمس في الخروج باتجاه روسيا عبر الحدود البرية.
وبدا التأثر على يانوكوفيتش (63 عاما) في مقابلة تلفزيونية بثت أمس، وقال إنه يتجاهل التصويت ولا زال يعتبر نفسه الرئيس، وأكد أن كل القرارات التي اتخذها البرلمان غير قانونية، ووصف نواب المعارضة "بالعصابات، والذين يقومون بإرهاب البلد بأكمله ويلحقون العار بأوكرانيا" وتعهد بألا يقدم استقالته.
وشهد حزب الأقاليم الذي ينتمي إليه الرئيس انشقاقات مما قلص دعم الحزب ليانوكوفيتش في البرلمان، وقال مراسل الجزيرة ناصر البدري إن مسؤولين في الحزب أكدوا أنه سيتحول إلى صفوف المعارضة بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها البلاد.
الاتحاد الأوروبي
من جانب آخر، سيكون لتحول السلطة لصالح معارضي يانوكوفيتش دور في دفع أوكرانيا إلى استئناف مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقالت تيموشينكو بعد إطلاق سراحها من السجن أمس "أنا متأكدة من أن أوكرانيا ستكون عضوا في الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب، وسيغير هذا كل شيء".
وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات مالية كبيرة لكييف من أجل تجاوز أزمتها الاقتصادية، وقال مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية بالاتحاد الأوروبي أولي رين إن الاتحاد مستعد لتقديم
المساعدات عقب تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال رين بعد اجتماع لوزراء مالية مجموعة العشرين في سيدني "من وجهة النظر الأوروبية ثمة ضرورة لتقديم منظور أوروبي واضح للشعب الأوكراني الذي أبدى التزاما بالقيم الأوروبية".
ويأتي موقف الاتحاد الأوروبي بعد موقف كل من الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي اللذين عرضا مساعدة أوكرانيا في تجاوز آثار أزمتها الحالية.
وفي مؤشر على تغير في موقف موسكو، قال مسؤول برلماني روسي رفيع إن تولي زعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو رئاسة الحكومة سيساعد على تحقيق الاستقرار في أوكرانيا.





