النظام الإيراني و مأساة غزة...!

كعادته في الجعجعة الإعلامية الفارغة, واللعب على حبال الكلام واللجوء لأساليب الإثارة الإعلامية والمزايدات الرخيصة لجأ النظام الإيراني كعادته إلى اسلوب التهديد المباشر للدول العربية من خلال توجيه التظاهرات الموجهة ضد السفارات العربية , وتوجيه الخطاب الإعلامي العدواني ضد العالم العربي, ومحاولة إستغلال الأوضاع الإقليمية السيئة من أجل المزايدة الرخيصة التي لا تعني أي شيء سوى المتاجرة

بدماء الشهداء والأبرياء في غزة المنكوبة, ومحاولة إستثمار هول المأساة الإنسانية المريعة هناك لتسويق الخطاب الفكري والسياسي والمنهجي "التعبان" للنظام الإيراني المتهالك, والذي لا يملك من حلول سوى صب المزيد من الزيت على النار, وتغذية نيران الفتنة الداخلية الفلسطينية ومحاولة إستغلال حالة التناقض السياسي القائمة في المنطقة من أجل تحقيق أهداف خبيثة , لقد عودنا النظام الإيراني منذ زمن طويل على إستعمال عضلات اللسان , كما عودنا قادة الحرس الثوري الإرهابي الإيراني على اللجوء للغة التهديدات اللفظية ضد أنظمة, وشعوب المنطقة, وعودوا أسماعنا على إطلاق التهديدات الصارخة ضد إسرائيل والتصرف الميداني بشكل معاكس ومغاير تماما لكل الأقاويل والشعارات الحماسية الكاذبة , وقد بات واضحا بشكل جلي بإن النظام الإيراني يستهدف النظام الإقليمي العربي, وبأن كل مظاهر التضامن والتأييد ليست سوى مناورات واهية ومكشوفة لكل من يعرف عقلية وتاريخ وأسلوب النظام الإيراني في التعامل مع أزمات المنطقة , ففي حرب يوليو اللبنانية عام 2006 بين "حزب الله" وإسرائيل إنتفخت أوداج قادة النظام في التهليل لتلك الحرب التي كانت كارثة على لبنان وشعبه, ولم نر قوات الحرس الثوري الإيراني في المعركة وهي تدخل المعركة في لبنان, بل شاهدنا حملات التحريض فقط لا غير ثم الدفعات المالية " المباركة "! والتي هلل لها البعض من دون أن يهتم بحجم الدماء والأرواح البريئة التي أزهقت في معارك وحروب لا مبرر لها أبدا, بل أن من أشعلها تستوجب محاكمته! ولكن طواطم السياسة والطائفية المقيتة قد أجهزت على كل مستحقات الشعوب! , وللنظام الإيراني خبرة طويلة في الجدل والخداع, ولعل البعض لا زال يتذكر ممارسات النظام ذاته أيام الغزوالإسرائيلي لبيروت صيف عام 1982, وحيث كان الإيرانيون وقتها يعدون العدة لغزوالعراق ونقل الحرب التي كانت محتدمة داخل العمق العراقي ومع إشتداد الهجمة الإسرائيلية على بيروت وقتذاك نفذ الحرس الثوري هجومه الستراتيجي في العمق العراقي في عمليات شرق البصرة, والتي يالسخرية الأقدار كان قد أطلق عليها إسم "عمليات كربلاء" والتي كانت تهدف وفق التوجيه الستراتيجي لتحرير القدس عن طريق كربلاء! وهي عملية هلوسة فكرية وشعوذة سياسية وكان شعار تلك العمليات "يا مهدي إدركني"! وكانت المأساة وقتذاك رهيبة, دماء آلاف المحاصرين في بيروت ودماء مئات الآلاف من المقاتلين في جبهات الحرب العراقية- الإيرانية, ولم يرسل النظام الإيراني حرسا ثوريا واحدا لفك حصار بيروت أوإنقاذ المخيمات الفلسطينية! وكانت فضيحة كبرى تجاهلها أونسيها التاريخ وتجاوزها حلفاء النظام الإيراني من العرب. والمأساة تستنسخ ذاتها اليوم وتكررها بصورة مزعجة وقاتمة , وشعوذة النظام الإيراني قد بلغت الذروة بينما دماء شعب فلسطين تستباح وتراق بالجملة... فهل يرعوي الدجالون!

* كاتب عراقي

بقلم: داود البصري

[email protected]