
عندما يتوحد اليمن إما أن يصبح قوياً فيضل موحداً.. أو أن تضيع على أهله البوصلة ويأكله الفساد والأنانية والارتهان والتآمر ليتمزق من جديد ويصيبه ضعف أشد.. ليسعى الجميع بعدها نحو الوحدة على درب من الجماجم والشهداء وأغاني الشوق وأناشيد الحنين.
وعادة عندما يتمزق اليمن يمسك الجزء الشمالي منه بوحدة نسبية لصنعاء وما جاورها وغالباً ما تخضع لها إب وتعز والحديدة ومأرب.. لكن الجزء الجنوبي والشرقي يتحول إلى دويلات وسلطنات، وفي كلا الجزأين حالئذِ.. يذيق اليمنيون بعضهم بأس بعض.. ويشتاقون لبعضهم البعض.
هذه صورة لا نريدها أن تعود من جديد.. والأعلام الموجودة فيها كلها حقيقة (سابقاً)..
هذه خريطة مشؤومة نوردها هنا من باب قرع الأجراس لأن المخاطر والتحديات التي من المؤكد بروزها في ظل خارطة كهذه أكبر ما لا يقاس من مجموع المآسي والمظالم والتحديات التي يجابهها يمن اليوم..
لقد كان التحدي الذي انتصر عليه آباؤنا قبل الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر أكبر بكثير من التحدي الذي نجابهه اليوم..
"ربنا لا تباعد بيننا وبين أسفارنا" فليكن هذا هو دعاءنا الجديد..
تصحيح مسار دولة الوحدة أسهل بكثير من الخيارات الأخرى التي لن تورثنا إلا الخزي ولن تبقي الأمة اليمنية إلا أشقياء.. تعساء في بلادهم أو مهاجرين مشردين في بلاد المهجر..
تصحيح مسار دولة الوحدة، تغيير رئيس أو نظام ودستور دولة الوحدة، كل ذلك أسهل مما عداه من خيارات إعادة التمزيق الذي لن يصب إلا في صالح كهنوت الإمامة البشعة وجبروت الغازي اللئيم..
حافظوا على اليمن..
ملاحظة: نشرت الخريطة في الذكرى الـ17 لقيام الجمهورية اليمنية في صحيفة "الوحدة".. مع تعديلات من "نشوان نيوز".




