دفاعاً عن السلاطين!!

 دفاعاً عن السلاطين!!

منذ أعلن الشيخ طارق بن ناصر الفضلي انضمامه للحراك الجنوبي ارتبكت مخيلة المدافعين غير البريئين عن الوحدة، وراح البعض يجمعون الحوثي في صعدة شمال الشمال، والسلاطين في الجنوب بسلة واحدة. وفي ذلك ظلم كبير يزيد الطين ابتلالاً والوضع اعتلالاً.

الفارق بين الأئمة والسلاطين، فارق بين الثرى والثريا.. فسلاطين الجنوب اليمني هم من صد غزوات البرتغاليين وحافظ على هوية الجنوب. يمانية عربية أصيلة. ومد يد التوحد مراراً إلى الأئمة المحنطين في صنعاء، الذين كانوا يراوغون مراراً في مسألة الوحدة.. وكان الأئمة يجهلون أبناء المناطق الشمالية ويسفهونهم ويمارسون الخرافة والدجل والتضليل عليهم، ويفسدون عليهم دينهم ودنياهم. على عكس السلاطين في الجنوب الذين بذلوا وسعهم في مقاومة الاحتلال وقدموا قوافل من الشهداء ثم وضعوا خطاً أحمر لأعتى إمبراطورية في العالم جعلها لا تتجاوز دائرة المعلا وكريتر من الناحية العسكرية، وإن حاول الإنجليز الدس بين سلاطين الجنوب، وكانوا ينجحون حيناً ويفشلون أحياناً كثيرة.

لقد حافظ السلاطين على قدرة قبائل جنوب اليمن على التبلور باتجاه أي مشروع وطني قوي، ولو كانوا بالفعل مؤمنين بمشروع بريطانيا المسمى "اتحاد الجنوب العربي" لكان من الصعب إسقاطه. لكنهم من أسقطوه، وأرسلوا أبناءهم ضمن كتائب التحرير لطرد المستعمر.

وحينما حكمت المنظومة الاشتراكية جنوب اليمن بعد الاستقلال هؤلاء المشائخ انزووا في منافيهم خارج الوطن غير ملحقين بالبلاد أي سوء. بل كان لهم إسهام معتبر في إعادة تحقيق الوحدة وفي الحفاظ عليها.

والله إذا كانت السياسات الخاطئة قد اضطرت بعض السلاطين لاعتماد تكتيك سياسي ينضوي تحت شعارات تنادي بعودة البراميل.. فهذا يستوجب أولاً إصلاح هذه السياسات. ويومها سيكون هؤلاء أول من يعزز مداميك اليمن الجديد الواحد الموحد.

أما إذا استمرت هذه السياسات، فنتمنى أن لا يصدق الشيطان ظنه فينا.. مع هذا يمكننا النظر من زاوية أخرى إلى ما يحدث في الجنوب اليوم على أنه تعبير لاإرادي عن رغبة أبناء الجنوب في إحداث التوازن الاجتماعي بعيداً عن مؤثرات شوكة الدولة.. الجنوب اليوم يتأكد من قدرته على الرفض ويعيد إنتاج نخبه التي تمثله بشكل حقيقي.

إن المقارنة الفادحة بين السلاطين والأئمة هي مقارنة بين مشروع يمني أصيل وأخر غير يمني، ولا بد لهذا الشعب من أن يأتي اليوم الذي يستبين فيه أعدائه من أصدقائه.

والخير كل الخير لا زال كامناً في كل يمني جسور يقلب على الدوام معادلات السياسة ويمتلك القدرة الهائلة على تغيير مجرى الرياح.

يقول الشاعر:

حواجبنا تقضي الحوائج بيننا ... فنحن سكوتٌ والهوى يتكلمُ

كتبها اليوم: عادل الأحمدي

__________

نشوان - خاص

المزيد من كلمات نشوان

اضغط هناااا