لا.. للوحدة

مشكلة اليمن عويصة للغاية.. لقد أصبح أعداؤه الحقيقيون جزءاً من تركيبته الاجتماعية، وليس كأي جزء بل أصبحوا أشرافاً فيه وسادة عليه.. يستوطنون أماكن التأثير ويمتصون لباب الأرض ويعيشون على إثارة المشاكل بين اليمنيين، واستغلال سذاجتهم المزمنة.

هكذا هي المشكلة في الشمال والجنوب والشرق والتهائم على حد سواء، في الشمال هم سادة وفي مناطق الصحراء أشراف وفي مناطق الشرق حبايب.. هؤلاء هم المشروع الوحيد الموجود في هذه اللحظة التي يتحطم فيها اليمن.

لا أحد في اليمن أو خارجها يريد أن يصدق ذلك.. ولهذا يبدو أن كارثة ما ستحدث لكنها لن تصب في صالح هؤلاء الأشرار ولا في صالح اليمنيين، لأن الله لا يهدي كيد الخائنين، كذلك لأن اليمنيين لم يبذلوا وسعهم في معرفة الخلل، كما أنهم تركوا كتب التاريخ يعلوها الغبار..

ليتهم يعرفون ما الذي حوته الأجزاء المسروقة من كتاب "الإكليل".. ووحدهم اليهود والهاشميون يعلمون ذلك.

أيها اليمنيون: حدقوا في أسماء قادة المأساة شمالاً وجنوباً، اعرفوا من يحرضكم على بعضكم في منابر الأحزاب والندوات والجوامع.. إنهم: هم.

هنالك منافق عليم اللسان في أكثر من مكان في اليمن، مهمته الرئيسية أن يبقي اليمنيين كما هم يدورون حول أنفسهم ك"جمل المعصرة".. والله تع إلى لا يعذب الناس إلا بما اكتسبت أيديهم.

هؤلاء هم الشياطين التي وفدت إلى اليمن على هيئة ملائكة، وادعت أنها تمت إلى السماء بصلة، ومنذ أن وفدوا علينا امتلأت كل مقابر البلاد باليمنيين، وأحرقت كتب العلماء وحل الجدب والتشرذم، وحلت الطائفية والمناطقية والجهل والصراع والسرقة والجشع.

هذا النفر الخبيث قام بمهمة ذات حدين: بعضهم سوّل لهذه السلطة الجاهلة ضرورة تسريح جيش الجنوب وكوادر ومشائخ الجنوب، حتى لا يسيطر الشوافع على مقاليد الأمور، والبعض الآخر راح يستغل هذا التسريح.

لقد تحول أهل الجنوب بعدها إلى لاعبي "كوتشينة" وظلوا سنوات كذلك، لكنهم ملوا هذه اللعبة، وملوا قمصانهم التي اهترأت وأحذيتهم التي تقطعت، فقرروا أن يقولوا: لا. وأكمل الشياطين العبارة فأضافوا: "للوحدة".

كتبها اليوم: نشوان بن سعيد الحميري

___________

نشوان - خاص