أَغِثْنا يا ربّ..

 أَغِثْنا يا ربّ..

من الواجب أن يشغل احتباس المطر أذهان الناس في اليمن .. إنها فرصة كي نتوجه لله عز وجل بعد أن ذهل الكثيرون عن التماس رحمة الله وسؤاله ورفع الأكف إليه بضراعة وتوبة نصوح..

علينا أن نستغفر مالك الملك وأن نسأله المغفرة والغيث العميم.. الأرض من تحتنا صارت لهباً لا يطاق والريح من حولنا لا تنام..

رحماك يا الله.. كيف حال الناس في القرى.. لقد يبس الزرع وجف الضرع وعز العلف وضاقت الأرض.. الناس طوابير على الماء والمشاجرات لا تكف..

وفي أيام الجذب تزداد "المصايحات" بين الفلاحين، وتمتلئ المحاكم بالشرائع.. ويختلف المرء مع ولده وزوجته..

هنالك جفاف أصاب قلوب الناس وأمحلت السماء على إثره.. ولا من يستغفر..

أيها المؤمنون برحمة ربهم ادعوه وألحوا بالدعاء ولتكن قلوبكم أهلاً لغياث الرحمة الذي عز منذ أشهر مديدة في بلد يعيش على المطر المعتاد في وقته المعلوم.. لابد أن تخضوضر القلوب بالود وبالصفاء وبالتوبة والتراحم لكي تخضوضر الأشجار والأرجاء.. لابد أن نروى القلوب بدمعة الرجاء لمن بيده خزائن كل شيء.. رحماك يا رب..

في بني عمرو بالحجرية قبل 4 سنوات شهد الناس موسمين من الجدب توفيت على أثرهما فتاتان بلدغ الثعابين الظمأى التي لم تجد ما تشربه سوى الدم.. وفي مناطق أخرى هاجر البعض من بيوتهم هرباً من الجفاف اللاهب والجدب المقيم.. وللجدب علاقة بمنع الناس الزكاة، وشيوع البغضاء والحسد وكذا التكبر والتعالي عن سؤال الكريم الوهاب، فيا علماء الأمة، ويا خطباء الأمة، ويا وجهاء الناس فلتكونوا في مقدمة الصفوف في صلوات الاستسقاء قطعاً لدابر هذا الجدب وانهاءً لهذا الدبور الذي لا يزيد القلوب إلا جفافاً وجفاءً وليدع كل منا ربه جل وعلا في سره وجهره، أن يرزقنا غيث الرحمة في قلوبنا، وغيث المطر في أوطاننا وأن يجلجل صدورنا برعد الإجابة، وأن يلهمنا دوام الإنابة إليه وجميل الاستعانة به أنه حليم كريم..

أغثنا يا مغيث.. نسألك اللهم بعزك وذلنا إلا رحمتنا.. اللهم لا تجعلنا من القانطين، وأصلح اللهم فساد قلوبنا يا جابر القلوب يارب.

أيها الأحبة.. تنقصنا دمعة بين يدي القاهر العزيز.. دمعة تغسل أدران الروح وتعيد إليه بهاء الإنابة.. ما أفدح المصيبة.. وما أسهل الحل!!

"ادعوني استجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين"