![](https://nashwannews.com/uploads/default-image.jpg)
خيّمت الدهشة وسيطر الذهول على الناس بل وعلى كثير من المراقبين وهم يشاهدون نفراً من قيادة الإشتراكي اليمني يقفون في ساحة الحرية بدعوى مناصرة الحراك الجنوبي. وتساءل الناس: تُرى ماذا حصل بهؤلاء القوم؟ عن أي حراك يتحدثون؟ هل هم حقاً يتحدثون عن الحراك الجنوبي؟ متى يا تُرى سمعوا عن الحراك الجنوبي؟ قبل يوم، قبل أسبوع، قبل شهر؟ أين هم عن الحراك منذ عام 2006 ؟ أليس هذا الحراك هو الذي اعتادوا على نعته في إعلامهم "بالمشاريع الصغيرة"؟
أليس هذا المقالح المشرف على موقع " الاشتراكي نت " هو الذي أثار الكراهية وزرع الحقد والبغضاء في نفوس الشماليين ضد الحراك وقياداته حين زعم زوراً وبهتاناً أن الشيخ طارق الفضلي قال إنه سيعامل الشماليين كما يعامل الصوماليين والهنود؟
وبعد أن تأكد للناس أن هؤلاء الواقفين في ساحة الحرية يوم الأحد (21 يونيو الجاري) هم حقا نفرٌ من قيادات الحزب أخذوا يتساءلون: ما هو السبب الذي دفع هؤلاء للخروج اليوم لإعلان مناصرتهم للحراك الجنوبي؟
إن هؤلاء القادة الاشتراكيين يرغبون أن يصوروا الأمر وكأنهم فعلا خرجوا لنصرة الجنوب وأبنائه ولكن القصة الحقيقية ليست كما يزعمون وإلا فكيف نصدق أنهم بين ليلة وضحاها تحرك لديهم الضمير ودفعهم حرصهم على الحراك الجنوبي إلى الخروج إلى الشارع؟
أما الحكاية الحقيقية فهي أن حميد الأحمر قد قفل عائداً نهاية الأسبوع السابق من دمشق خائب الآمال بعد أن فشل في اقناع الرئيس علي ناصر محمد بالانضمام إلى حوار الغرف المغلقة وتشاور الصالات المغلقة. وقد سمع من الرئيس علي ناصر خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما خروج المشترك إلى الشارع وقيادة جماهير الشعب لتغيير النظام والحفاظ على الوحدة، إذ لا وحدة حقيقية في ظل النظام القائم، وإما انتظار التشطير إذ أن الشعب الجنوبي لا يمكنه العيش في ظل نظام سياسي كالنظام القائم. ولهذا وحين أ ُسْقِط َ في يده لم يكن أمام حميد الأحمر من خيار سوى الدفع ببعض قيادات الاشتراكي وبعض أعضاء الاصلاح من أمثال الفنان فهد القرني والكاتبة توكل كرمان ورئيس دائرة الاصلاح السياسية في أمانة العاصمة وغيرهم للخروج والوقوف قليلاً من الوقت في ساحة الحرية.
وبهذا يريد حميد الأحمر أن يقول للرئيس علي ناصر وكذلك لبقية القيادات الجنوبية في الخارج هاقد بدأنا نقل نشاطنا من الصالات المغلقة إلى الشارع بداية بسيطة ثم سنطور ذلك أسبوعا بعد أسبوع حتى نؤكد لكم أننا صادقون في تأييدنا للحراك، وأننا عازمون على تضييق الخناق على النظام ولهذا فلا داعي لأي تعجّل من جانبكم في دعم الحراك وتأييد مطلبه بفك الارتباط.
من المفيد أن نذكّر هنا أن قيادات المشترك قد ظلت طوال العام الماضي 2008 ونصف العام الجاري تقوم بزيارات مكوكية للقيادات الجنوبية في الخارج تحت حجة الحوار من أجل حل القضية الجنوبية، وتقديم مقترحات ومبادرات مرة عن نظام فيدرالي ومرة عن حكم محلي (كامل الدسم) تحت سقف الوحدة، مطمئنة قادتنا الجنوبيين أنها ستمارس الضغط على النظام حتى يقبل بما يُتّفَق عليه من أفكار. ولكن الغرض الحقيقي لكل ذلك النشاط المحموم من جانب قيادات المشترك هو فرملة أي تقدم في مواقف قيادات الجنوب في الخارج باتجاه دعم الاستقلال وفك الارتباط. وهم بهذا يسعون إلى تفجير خلاف بين قياداتنا في الخارج من جهة وبين الشارع الجنوبي وقيادات الداخل من جهة ثانية. وفي حال نجح قادة المشترك في ذلك المسعى الخبيث يكونون قد ضربوا عصفورين بحجر: فمن ناحية يؤدي تمسك القيادات الجنوبية في الخارج بخيارالوحدة إلى جلب السخط عليهم في أوساط شعبهم وحرقهم كقيادات سياسية وجعلهم قيادات بلا شعب ولا جماهير وهو مايضعف موقفهم، ومن ناحية ثانية يؤدي ذلك إلى خسارة شعبنا الجنوبي قياداته السياسية المخلصة والغنية بتجربتها وعلاقاتها الاقليمية والدولية.
وعليه فإن قادة المشترك إذ يدفعون اليوم ببعض اعضائهم للخروج إلى ساحة الحرية فإنهم يريدون أن يعيدوا الكرّة ويكسبوا مزيداً من الوقت يكون كافياً لأن تطفش جماهيرنا في الجنوب ويضعف حماسها لفكرة فك الارتباط ويتسرب الملل واليأس إلى نفوسها. هذا هو رهان المشترك. ولهذا وجب التنبيه والتحذير لئلا تنخدع قياداتنا بهذا الخروج الرمزي المبرمج على أمل أن تتطور حركة ساحة الحرية إلى أمواج متدفقة من الجماهير.
إن مقارنة بسيطة بين هؤلاء النفر الذين أخرجوا إلى ساحة الحرية يوم 21 يونيو وبين الآلاف المؤلفة التي دفع بها الاصلاح يوم 18 يونيو في المهرجان الجماهيري الحاشد لطلب الافراج عن محمد المؤيد ورفيقه زايد الموقوفين في أمريكا، تكشف حقيقة تعامل الاصلاح وقيادات المشترك مع الحراك الجنوبي وحقيقة تضامنهم مع مطالب شعب الجنوب برفع الظلم والغبن والقهر والطغيان الذي يتعرض له. أمن أجل فرد واحد تزحف الآلاف المؤلفة بينما من أجل شعب بكامله يخرج بضع عشرات للتظاهر والتقاط الصور؟! يالها من وقاحة وياله من خبث وسوء طويّة! لقد أخرج الاصلاح مسيرة نسائية مزلزلة في مدينة تعز تضامنا مع شعب غزة إبان العدوان الصهيوني عليه، أفلا يستطيعون إخراج نصف تلك المسيرة أو ثلثها أو ربعها نساء أو رجالا للتضامن مع شعبنا في الجنوب؟!!!
هذا هو المضمون وهذا هو الغرض الحقيقي لمسرحية ساحة الحرية يوم 21 من يونيو، وسيسجل تاريخنا الجنوبي أسماء أبطالها بما يستحقونه من ذكر سواء كانوا على علم بمخطط تلك المسرحية أو أنهم استُغفِلوا ولكن شعبنا لن يقبل أن تنطلي عليه مثل هذه المسرحية على الاطلاق أو توقف مسيرته الظافرة، فنضاله ودماء أبنائه التي يريقها النظام الديكتاتوري المحتل، والرجال الأبطال من قادته سيقودونه إلى برّ الحرية والاستقلال والغد الزاهر ان شاء الله.
•سياسي يمني
•قيادي بارز في "الحراك الجنوبي"
![ياسين سعيد نعمان](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2024/05/nashwannews-2024-05-23_18-01-09_765955.jpg)
![خالد سلمان](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2024/01/nashwannews-2024-01-20_20-06-57_161308.jpg)
![خليل القاهري](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2023/01/nashwannews-2023-01-09_20-27-38_726559.jpg)
![خالد غيلان العلوي](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2011/10/2011-10-11-nashwannews-160842-1318380525.jpg)
![عادل الأحمدي](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2024/06/nashwannews-2024-06-15_04-28-43_699745.jpg)
![فيصل حواس](https://nashwannews.com/ar/secontna/uploads/2024/07/nashwannews-2024-07-22_18-54-14_315395.jpg)