
أريد ( بيادة ) شهيد فاضت روحه الطاهرة إلى باريها في احد ميدان الرجولة والقتال في أي من مديريات صعدة لكي أضرب بها بعض الرؤوس في الدولة وأصفع بها خدود الذين عطلوا أعمالنا وأحرقوا أعصابنا وأتلفوا أجهزتنا وأفسدوا علينا صيامنا في هذا الشهر الكريم نتيجة عجزهم في متابعة أداء وزاراتهم وفروعها في عموم محافظات الجمهورية ..
فمن غير المعقول أن يستطع أي تاجر استيراد عشرات الآلف من المولدات الكهربائية بمختلف القدرات التوليدية في أوقات قياسية في الوقت الذي تعجز فيه الدولة بكل قدراتها ومقوماتها عن استيراد بضعة محطات توليد كهربائية إضافية تواكب وتلبي ازدياد الحاجة والطلب على استخدام الطاقة وتغطي العجز الفادح الموجود في قدرة المحطات التوليدية العاملة حاليا في اليمن والتي انتهى عمرها الافتراضي التشغيلي منذ سنين خلت..
إن بإمكان أي رجل أعمال ناجح أو مجموعة تجارية رائدة في اليمن مثل الأخوة في مجموعة هائل سعيد انعم - طيب الله ثراه - يمكنها توفير طاقة كهربائية اسعافية في فترة زمنية قياسية لا تتعدى( 45) يوما - إذا أعطوا التفويض والصلاحيات اللازمة - وبقدرة ( ألف ميجا وات) على هيئة محطات كهربائية عائمة قدرة كل محطة (250) ميجا وات من أي شركة عالمية متخصصة وباستطاعة هذه المحطات العائمة أن تدعم القدرة التوليدية لمحطات الكثيب في الحديدة والمخاء والحسوة في البريقة وستبقى كمحطات راسية تغطي هذا العجز المخيف والغير قابل للحل في المستقبل القريب كما هو واضح ..
إن فكرة إنشاء المحطة الغازية الكهربائية في مآرب قد بدأ الحديث عنها في العام (1995) يوم بدأت مشكلة العجز الكهربائي تطفو على السطح في عهد الوزير/ عبد الله الأكوع بعد حرب صيف 94م مباشرة وبعد أكثر من 15 سنة إلى اليوم ولم تنجز .. في الوقت الذي خسرت فيه الدولة آلاف المليارات من الريالات قيمة ساعات الإطفاء المفقودة ومعها خسر المواطنين أضعاف ما خسرته من الريالات نتيجة تقطع أعمالهم المعتمدة كلية على الكهرباء دون أن تقوم منظمات المجتمع المدني برفع دعوى حسبة باسم المجتمع ضد الدولة تحملها فيه المسؤولية وتطالبها بالتعويض عن الأضرار التي أصابت المجتمع بأكمله في اقتصاده وصحته وأعصابه وتفكيره وإنتاجه وحتى أخلاقه ناهيك عن عدد الجرائم التي تستغل الظلام ..
إن دولة بكل مقوماتها تعجز عن مجرد توفير ابسط الخدمات الأساسية لمواطنيها وتحتكر بحكم تسلطها خدمة توفير الكهرباء لذاتها ولا توفرها أو تسمح للمنافسين بتوفيرها هي سلطة لا تستحق الطاعة والولاء والاحترام .. ولا هي الدولة التي ناضل الشرفاء من اجلها ..
كما أن تلك الدماء الزكية التي تنزف في معارك الشرف والكرامة دفاعا عن هذا ا لوطن وثورته وجمهوريته اليوم في صعدة ليس من أجل أن يبقى هؤلاء الرموز الفاسدين في مواقع صنع القرار وهم يعجزون عن مجرد تأمين الجبهة الداخلية بتوفير مقومات الصمود والحياة لها وحمايتها من الاحتكار والاستغلال..
وليس الحوثيون هم من يقطع عنا الكهرباء أو يتقاعس عن توفيرها ويمنع وصولها .. فالأبطال الذين يجودون بأرواحهم الزكية الطاهرة فداء وتضحية في المواقع وعلى مختلف الجبهات لا يمكن لهم أن يتحملوا الشعور المفجع أن أسرهم وعائلاتهم خلفهم تعيش في ظلام دامس أكثر من ( 20) ساعة خلال اليوم والليلة وأن أولادهم يهيمون على وجوههم في الشوارع بحثا عن اسطوانة (غاز) يطهون بها طعامهم وأن أطفالهم من مسجد إلى آخر يبحثون عن بضع لترات من الماء ويتعرضون لحوادث الدهس بالسيارات بينما القائمين على الآمر مشغولوين بملء أحواض مسابحهم وسقي مزارعهم داخل الفلل والقصور ولديهم من المولدات الكهربائية الضخمة ما يغنيهم عن انتظار الكهرباء العمومية وإن جاءت فهي لتدفئة مياه المسبح وحمامات الساونا والجاكوزي فقط ..
فهل من أجل راحة هؤلاء الفاسدين يستشهد الأبطال في المعارك اليوم؟! إن قضية الكهرباء صارت شبيهة بقضية صعدة ذاتها قابلة للحل ولكن باستئصال الفاسدين واجتثاثهم فهم لا يقلون جرما وإجراما عن الحوثيين وأتباعهم.
ذات مرة سمعت عن حفل توقيع عقد إنشاء مصنعا للاسمنت في وادي ( صاعم) في الحبيلين بطاقة إنتاجية تغطي نصف احتياج الجمهورية تقريبا وخلال مدة لا تتجاوز عام واحد ..
لم اصدق ذلك .. حيث مطلوب مراضاة الأهالي وتمهيد المواقع وتوريد معدات المصنع كل جزء من دولة وإنشاء البنية التحتية الأساسية ونقل وتركيب المعدات من ألمانيا وغيرها وتفجير الجبال ونقل الحجر الجيري وتوفير بقية الخامات المحلية ووقود الفحم من جنوب إفريقيا وغيرها مع وجود ألف مشكلة وعرقلة وبشكل انتحاري منها اندلاع أربعة حروب بين قبيلتين في نفس الموقع يتضاربون على الملكية .. في كل جزئية منذ التأسيس وحتى التشغيل ومع ذلك أنجز العمل في موعده المحدد رغم كل العراقيل والحروب ..
واليوم يعمل على مدار الساعة دون توقف مع أكثر من 1000 موظف وعامل .. بينما الدولة بكل مقوماتها وصلاحياتها وسلطاتها ووسائلها لم توفر مجرد محطات اسعافية لتوليد الكهرباء كانت تستطيع توفيرها جوا لا بحرا لو كان هناك أدنى شعور بالمسؤولية لديها تجاه مواطنيها منذ أكثر من ( 15) سنة ..
إن محافظات مثل عدن وابن ولحج تتحول إلى أفران شواء على الهواء لمدة( 9 )أشهر في كل عام رغم وجود الكهرباء فكيف يكون الحال بدونها ؟؟ وما حدث مؤخرا من انعدام الماء في عدن إلى جانب الكهرباء هو جريمة لا تغتفر ويجب إقالة كل أعضاء المجلس المحلي والمحافظة ومحاكمتهم .. ولا عليهم أهلنا وإخواننا وأحبابنا في عدن إن تذكروا غصبا عنهم أيام الماء الذي لم يفارقهم والكهرباء التي لم تنقطع سوى في مجزرة يناير 86م وعندها لا عتب عليهم إن قالوا مكرهين ( رحم الله النباش الأول ).





