
ما يمكن قوله أن في ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية 23 سبتمبر – أيلول 1932م، يوم أعلن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود اسم الدولة الجديد بعدما وحّد أطرافها وربطها بقلب الجزيرة، ثم أمّن حدودها، وتفرد بإرساء أسس نظام دولة تجددت وتوطدت أركانها على يد خلفائه.
يمكن القول أن في ذكرى هذا اليوم أهدى خادم الحرمين الشريفين الملك المجدد عبدالله بن عبدالعزيز إلى ذكرى والده الملك المؤسس وإلى الشعب السعودي والعرب والمسلمين والعالم كله، الصرح العلمي العملاق جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) مضيفاً بذلك بهجة جديدة على ابتهاجات المناسبات الدينية والوطنية المتزامنة.
لقد أسس المؤسس بالأمس نظاماً قائماً على تحالف براجماتي بين علماء الدين وأعلام الحكم أضفى عليه الشرعية واستند في أساسه على إيمان صادق بأهمية صون المقدسات في أرض الحرمين المعتبرة "قبلة دينية".
واليوم ذات النظام المتين يروده الملك الإنسان، بوعي وإدراك لمتطلبات المستقبل واحتياجات استمرار ذات النظام مع مراعاة حكيمة لمتغيرات الحاضر وثوابت المجتمع، فجدد المجدد التحالف بين بلده وبين متفوقي العالم كله ممن يشكلون نواة لقاعدة علماء عصريين جامعين بين علوم الدنيا والدين. فاتجهوا للانتهال من "القبلة العلمية الجديدة"، في موطن "القبلة الدينية الروحية والتاريخية السياسية". وأكسب النظام خاصية "الاستمرارية العصرية".
في ذكرى اليوم الوطني السعودي يتجدد صون المقدسات بتنمية المقدرات. فلا صون بدون تنمية، وحسب من توجهوا شطر الحرم الشريف ما أثمرته المقدرات من توسعة في رحاب المقدسات ذللت المشاق والصعاب أثناء ممارسة طقوس العبادات.
استعداد الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمستقبل في مختلف المناحي الإجتماعية والاقتصادية والإنسانية والتنموية والثقافية والسياسية والعلمية يجمع بين الأمرين ولا يفرط في أحدهما، فيجعل لخطاه في مناسبات عدة معنىً يقارب المستقبل ويعتز بالماضي وتجربة المؤسس، ويوازن بين مختلف الرؤى الحاضرة ويصبها في بوتقة منتجة لاستقرار دائم لا يشقه أدنى احتمال لنشوء أي اختلاف، ويمزج بين مختلف الأجندات الإصلاحية بسعة أفق استوعبت المرأة ومختلف الأجيال السعودية في مراكز قيادية مهمة، ويذهب بسياساته "من التوحيد إلى التجديد".
وكما نواياه الصادقة التي فتح بها حفرة ألقى فيها العرب الطارئ من خلافاتهم، ونفسه الصافية النقية أراد توفير بيئة صافية ونقية لإبداع عربي وإسلامي وعالمي يناسب حلمه الصائر حقيقة جامعته الكبرى الواقعة في قلب الجزيرة.
فخير هدية في أجلِّ ذكرى.





