تقديرا لمواقف الشيخ طارق الفضلي!!

لا أظن أن الحوثي غبي إلى درجة أن يتمسك بشعار أفقده تعاطف الخارج, أو صادق إلى درجة أن تهون عليه التضحية في سبيله, وأغلب الظن أنه يتعامل معه كورطة ورثها من أخيه حسين ..

فبدافع من وفاء لشعار أخيه وللدماء التي سالت من أجله, ظل متمسكا به .. وإلا لما لجأ قبل أيام إلى مؤسسة تابعة لمن يتقرب إلى الله بلعنهم ليل نهار (الأمم المتحدة) ..

ما دفعني للحديث عن الغباء والذكاء السياسي لدى عبد الملك الحوثي, هي الحركة الأخيرة التي قام بها عندما أطلق سراح الأسرى الجنوبيين تقديرا لمواقف الشيخ طارق الفضلي من النظام (بحسب كلامه) حيث يأتي هذا في ظل مأزق فعلي يعيشه الحوثي, تمثَّل في المساندة الخارجية الواسعة للنظام في حربه بصعدة, وكان لا بد من فتح ثغرات أخرى تخفف الضغط عنه ..

فإما أن يكون عبد الملك الحوثي ذكيا جدا وإما أن هناك من يدير سياسته بذكاء منقطع النضير, ولن يتأتى ذلك إلا لشخص ذي خبرة يعرف نقاط السلطة الأكثر ضعفا, والأزمات الأكثر تأثيرا عليها, وطريقة إثارتها ..

فقد النظام تحالفات داخلية فاستنجد بالخارج لتعزيز موقفه, وفقد الحوثي تعاطف الخارج فحاول أن يبني تحالفات داخلية, وبدأ بعدو النظام الأول وبالقضية الحية والأكثر تأثيرا (القضية الجنوبية) ..

لو كان الحوثي قد أطلق الأسرى الجنوبيين تقديرا لمواقف الشيخ طارق الفضلي حقا لكان عليه أن يقوم بالتالي :

1 إطلاق سراح أسرى محافظة وإب وتعز والبيضاء تقديرا لمواقف الشيخ سلطان السامعي من النظام, فلديه هو الآخر (حراك الهضبة الوسطى) ومواقف يراها خصوم النظام مشرفة ..

2 إطلاق سراح أسرى مناطق تهامة تقديرا لمواقف النائب صخر الوجيه من النظام ..

3 إطلاق سراح أبناء محافظة ذمار تقديرا لمواقف الشيخ غالب المسوري (صاحب حادثة الغدير المشهورة في آنس) ..

الشيخان سلطان السامعي وغالب المسوري لا يختلفان كثيرا عن الشيخ طارق الفضلي .. فنضال الثلاثة سلمي .. وأبناء هذه المناطق لا يختلفون عن أبناء تلك المناطق, فكلهم يمنيون ..

4 ستبقى محافظتا المحويت وحجة القريبتين من صعدة, وعليه أن يطلق سراح أبناء هاتين المحافظتين تقديرا للنص (الأقربون أولى بالمعروف) ..