
يواجه اليمن مصاعب كثيرة من بينها القتال الدائر مع المتمردين الحوثيين علي الحدود مع السعودية، والتحركات الاحتجاجية التي يتزعمها قادة جنوبيون للمطالبة بتحسين الاوضاع في جنوب اليمن وصولا الي مطالبة بعضهم بانفصال الجنوب عن الشمال والتخلي عن الوحدة.
لكن التحدي الأكبر الذي يواجه السلطات اليمنية حاليا هو محاولة تحويله الي افغانستان جديد، بعد ان استغل تنظيم القاعدة ومناصروه الطبيعة القبلية والجغرافية للبلاد لمحاولة اقامة بؤر للتنظيم هناك، وهو التحدي الذي يزداد صعوبة كل يوم خاصة بعد اعلان حركة الشباب المجاهدين المتشددة في الصومال بارسال مقاتلين منها لمساعدة عناصر تنظيم القاعدة في اليمن في مواجهة الجيش اليمني.
لذلك كان من الطبيعي ان يطلب اليمن من شركائه الدوليين المساعدة ليتمكن من حماية مياهه الاقليمية، ومنع متسللين من القرن الافريقي خاصة من الصومال من دعم المتمردين الحوثيين في شمال البلاد أو عناصر القاعدة في المناطق الشرقية والجنوبية، وجاءت الاستجابة سريعة من رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بالاعلان عن عقد اجتماع دولي حول اليمن ومكافحة الارهاب يوم28 يناير الحالي في لندن بالتزامن مع مؤتمر حول أفغانستان يعقد في اليوم نفسه.
إن سقوط اليمن في براثن المتمردين والمتطرفين وعناصر الارهاب سيؤدي الي عدم استقرار في منطقة الخليج بأكملها، وسيوجد بؤرة توتر جديدة في الشرق الاوسط، ولذلك لابد من تعاون دولي وعربي علي أوسع نطاق ممكن مع السلطات اليمنية لمساعدتها علي مواجهة هذه التحديات، والقضاء علي الارهاب، وإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلد المهم.




