الفضائية المحلية

كم كنت متفائلا ومعي الكثير من ابناء اليمن الغالي بتسلم الاستاذ : حسن اللوزي لوزارة الاعلام قبل أعوام. صحيح انني لا اعرفه شخصيا؛ ولكني كنت اعرفه تماما من خلال مقالاته ومواضيعة الصحفية في صحيفة الثورة وغيرها.

حينها اعتبرنا تعيين الاستاذ خطوة جادة وجريئة نحو تحسين أداء الاعلام اليمني الذي كان ولا يزال دورة غائبا؛ والآن بعد حين من الدهر اعتقد ان الامل تلاشي لان ما انجز على الواقع كان ضئيل جدا، فنحن لسنا بحاجة إلى اربع أو ثلاث فضائيات ولكننا بحاجة إلى ما تكتنزه هذه الفضائيات ومن ثم مستوى المشاهدة.

فقد لا يشعر ابناء الوطن في الداخل بحجم هذا التقصير وضآلة الرسالة التي يقوم بها الاعلام المرئي اليمني، ولكنك ستصاب بالصدمة عندما تكون في بلد اخر عندما تتفاجئ بان اليمن ملخصه في اذهان الغالب منهم بعبارة موجزة ( قات وسلاح وقبائل تتناحر في بعضها)

وحتى لا يتألم القارئ فلن أزعجه بما تلقيت من أسئلة عن اليمن السعيد؟

كنت أجيب عن بعضها بحكمه، وبعضها بغضب واستفزاز فضلا عن تهربي عن إجابات الكثير وكنت حينها أو سوس لنفسي وارجع السبب إلى ضعف ثقافة السائل وأحيانا ارجع السبب إلى أداء الإعلام اليمني ولكني اكتشفت إن الرأي الأخير هو الأرجح لأسباب عديدة منها:

•عندما نتجادل في التاريخ القديم والحضارات القديمة أجد الطرف الأخر متمكن جدا ويسرد الحقائق التي قد يجهلها الكثير من الناس.

•إما السبب الآخر فانا ببلد يؤمن بالقومية ويقدس شعارها لذالك تجد أبناؤه على معرفة تامة بتاريخ وحضارات العرب ولعلي هنا أتذكر ذالك اليوم الذي تحدث فيه دكتور القومية في السنة الأولى في أصل الحضارة قائلا

(كل أسرة أو قبيلة ليعود اسمها إلى اسم وادي أو جبل أو سهل من سهول اليمن فهي ليست بقبيلة عربية أصيلة فمن اليمن امتدت الحضارات إلى كل بلدان العرب وأردف قائلا لقد ذكرت اليمن بأكثر من اثنا عشر موضعا بالقران وسميت سورة من سوره باسم مملكه من ممالك اليمن في إشارة إلى سبأ)

حينها لا أكاد اخفي عليكم إن المدرج (قاعة المحاضرة) الذي يستوعب (400) طالب لم يستوعبني وكم كنت انظر لنفسي بغرور وكبرياء.....

من هنا وغيرها من الأسباب جعلتني اقتنع قناعة تامة بان ضعف دور الإعلام اليمني هي السبب وراء النظرة القاصرة عن اليمن

وحتى لا نذهب بعيدا فالمتابع للفضائية اليمنية التي هي أصلا (فضائية الاسم، محلية المضمون والجوهر) تأكد له هذه الحقيقة.

تلك الفضائية التي تعتبر الوجه الأول لليمن وصورة اليمن إلى العالم وحاملة الرسالة اليمانية للأسف الشديد أخفقت في أداء الرسالة.

المتابع للفضائية كما يسميها البعض يجد أن حوالي 95% من برامجها موجه نحو الداخل وليس نحو الخارج.

حتى المرحوم (الشريط الاخباري) غاب ولم يعد واصبح في ذمة الله، عفوا احيانا يطل علينا احد أولاده (بشريط إخباري محلي وإعلان)

•في الحروب والصراعات والمشاكل الاعلام هو العمود الفقري في ظل ثورة العولمة التي اصبح فيها الاعلام هو الروح المعنوية وهي قوة الموقف وما غزو العراق عنكم ببعيد حين كان الوزير الصحاف ثلثي الجيش.

لكن ان تخفق الفضائية في ايضاح قضية كقضية التمرد الحوثي اوالقضايا الوطنية الاخرى فمسألة فيهانظر.

الفضائية لم تقم بدورها ورسالتها، بعض البرامج فيها لاتليق بالاسم التي تحمله الفضائيه الموقره.

فأسم اليمن ليس كما نتخيله لفظ ومجموعة حروف (اليمن حضارة وعراقة تمتد في اعماق التاريخ ومن يتجاهل هذه الحضارة فهو يتجاهل نفسه يجب ان لاينسى العالم اننا قدنا مسيرة التاريخ عبر حقبه من الزمن) وهذه حقائق لسنا بحاجة ان نتغنى بها اوننشد في ماضي مزدهر فنحن بحاجة لتلميع حاضر مندثر ومستقبل في حكم المجهول.

مانريده من الفضائيه المزعومه ان تقوم بدور ملموس وتنوع محسوس في البرامج خصوصا مايهدف منها إلى مزج الحضارة العريقه بالحداثه................

يجب ان تكون هناك برامج حوارية وثقافيه وسياحيه تبرز الهويه التي نعتز بها دوما وفي ظل وجود القنوات المحليه اعتقد انه لاحاجه لان تظل الفضائيه (ام حنون لبرامج المحليات والنشرات المحليه المطوله التي يمكن ان تدخل في موسوعة غينس)

رسالة سريعه

• إلى وزير السياحة

قال اللؤاء ضاحي خلفان تميم في زيارته إلى اليمن 2004 (لو كنت مسؤولا عن السياحه اليمنيه لجعلت منها مايعادل نفط الخليج) - مجلة الحراس

رئيس الاتحاد العام لطلبة اليمن - سورية