وصل الوضع في اليمن إلى مرحلة حرجة لا تختزل بالمناكفات السياسية أو المناطقية أو الطائفية وأصبح مستقبل البلاد وحاضرها مرهون بحسن النوايا والثقة والعمل في الميدان سواء من قبل الموالاة أو المعارضة..
وبما أن السلطة لازالت مصره على عدم وجود أزمات في البلاد وتعمل بكل تفاني وإخلاص لقمع المعارضين لها وتكميم كل من يصرخون تضررا من نيرانها ووصلت إلى حد التعذيب للمعتقلين حتى الموت ومحاكمة الصحفيين والشرفاء في البلاد فأن المفترض من المعارضة أن تقدم نفسها بديل لهذه السلطة المستبدة والفاسدة وهنا نسأل عن المعارضة الغائبة في الميدان الحاضرة في تكتل اللقاء المشترك
ونتسائل عن أحزاب اللقاء المشترك الذي تتأرجح بين ثقل الأحزاب السياسية لتكتلها وضعف الأداء في الشارع وبداء واضح أن اللقاء المشترك يعاني من خلل ما فأما أن اللقاء المشترك لا يريد أن يدفع بقياداته وجماهيره إلى الشارع تحسبا لأتفاق هش مع السلطه يقضي بشراكة عقيمه قديمة جديدة علامة الجود فيها مال سائب وقانونا غائب..
وأما انه لا توجد أرادة قوية لخوض نضال مكلف للقاء المشترك ومربح لليمن وأنا هنا أقول لقيادة المشترك إنكم تعرفون أكثر من كاتب هذه السطور أن السلطة لن تعطيكم تنازلا ألا أذا عرفت حجم تحرككم في الشارع ولن تذعن لمطلب إلابقوة الإرادة والتصميم على انتزاع هذه المطالب من أنيابها..
أنا لا أعرف ما بقي للمعارضة حتى لا تنزل إلى الشارع وتنصب الخيام وتنفذ أظراب طويل المدى وتشعل وتيرة الحراك السلمي فإذا كانت غلاء المعيشة وملايين الجياع لم يحركها فأن القمع الذي تمارسه السلطة في الجنوب والشمال والشرق والغرب والقتل والتشريد والتعذيب والتنكيل بكل المعارضين والصحفيين والحقوقيين يستدعي وقفه جادة حتى لا تتمادى أكثر فأكثر فلربما يصبح مسلسل نقل الجثث من السجون إلى المقابر شيء معتاد والمحاكمات والاعتقالات والاختطافات شيء معتاد لسلطة أدمنت على امتصاص الدماء البريئة والتلذذ بأكلها..
في الماضي كنا نعطي العذر للقاء المشترك بكون الحرب في صعده لها الأولوية في التهدئة من أجل استقرار اليمن والحفاظ على ما بقي من الجبهة الداخلية وها هي حرب صعده وقفت ولا عذر للقاء المشترك بعد اليوم إن لم يقود مسيرة
التغيير التي تستدعي من المشترك أن يخرج من دائرة البيانات إلى الشارع ليلتحم بالجماهير وما لم يتحرك المشترك اليوم فأن غيره قد سبقه في ذلك وسيأتي بعده من يتعداه فنموذج الحراك الجنوبي وأن كان غير موحد داخليا فجوهر الهدف لديهم هو واحد وهو يحقق النجاح يوم بعد يوم.
في النهاية رسالة أوجهها لأحزاب اللقاء المشترك لقد جربنا الحزب الحاكم لسنوات طويلة ووصلنا إلى قناعة تامة أن هذا الحزب هو دمار شامل لليمن لا يجوز السير في ركبة أو الشراكة معه وما علينا وعليكم إلا النضال منأجل أن نستعيد بلدنا المخطوفة وحقوقنا المغصوبة من هؤلاء السفهاء..
فالحرية لها ثمن ولن يكون هذا الثمن الذي سوف ندفعه اليوم أكثر من الثمن الذي سوف ندفعه غدا أن بقينا على هذا الحال من الصمت المطبق على تمزيق الوطن وتدميره وجره نحو الأنهيار والفوضى الخلاقة..