هل العيب فيكم أم في وحدة الوطن؟

من مبدأ الصراخ الإعلامي والتصريح على طريقة "باب يجي لك منه ريح صرح وأستريح"، والتدليس والتفريق بالمواطنة نستشف الدروس ونتعلم فن الإستكانة والقبول بطاعة ولي الأمر ليستمتع هو بطاعتنا وركوعنا وسجودنا وصيامنا وقيامنا وحتى جوعنا متاعاً لشهوته وإشباعاً لغروره..

ومن السيد اللوزي (وزير الإعلام في اليمن -مع إحترامي لشخصه الكريم) وزير (الجرجريشن) واللحي على عباد الله نستشف العبر والمواعظ على شكل جرعات مسروقة من كد وعرق المواطن المطحون تحت مسمى الديمقراطية المكسورة الجناح والمفترى عليها ظلما وعدوانا ممن يفترض بهم أن يكونوا أكثر حرصا وأمانة عليها .

تداخلات أدمت اليمن وأصابته بمقتل من فوضى الحراك المجنون والسخيف تزامناً مع حمى الخنازير والأزمات التي يتكبدها الوطن والمواطن كل دقيقة وكل ثانية، ويبلعها قهراً وصبراً إيماناً واحتساباً من أجل قرص رغيف خال من المنغصات والتصريحات الفوضوية لمن هب ودب وصحافة لا تحترم نفسها ولا تمثل سوى قوت يومها حسب سطور المقال وقيمة المادة الدسمة ومن يدفع أكثر.. والسيد اللوزي يعرف ذلك كونه شاعراً يجسد المعاناة بأبشع صورها فيما لو تفرغ لمهنته وأمانة قلمه بعيداً عن الوزارة واملاءات الوظيفة الرسمية وراتب آخر الشهر .

الكل يكذب باسم الوحدة البريئة ليرتزق منها كل الأطراف سلطة ومعارضة وأولاد شوارع حيث أصبحت آخر تقليعات المصابين بداء فك الارتباط أو الانفصال أو لنقل انصافاً (الإرتزاق) هي الشحاتة بالهوية رمزاً وغطاء لاستعادة وهم اسمه الجنوب حتى أصبحنا مسخرة الأمم والشعوب ونكتة تندرها..

ثم يأتي سيادة الرئيس حفظه الله بشحمه ولحمه ليتحفنا على غير العادة بفرضية تفويض نفسه وكيلاً على البلاد والعباد ومفوض الوحدة نيابة عن أصحابها وتجييش الناس على بعضها تحت مسمى لجان الدفاع عن الوحدة واستغلال منابر الإعلام، وكذلك بيوت الله لشتيمة كل من شق عصى طاعة السلطة وأنتقدها باسم المساس بسيادة الوحدة تعميما أعمى لا يفرق بين من يصرح بالانفصال بغباء مستميت وبين المتمسك بها ويريد إصلاح مسارها وتطهيرها ممن عبثوا بها وشوهوها..

غير أن سيادته لاتهمه من الصحافة والإعلام ومن هذا المواطن المغلوب على أمره والمسير بأمره غير الالتزام بنصوص وأناشيد محفوظة عن ظهر قلب بحصافة الحديث وما يقال لهم ويملى عليهم عبر الصحف المبرمجة حكومياً وافتتاحية وزير الجرجريشن الملقن من فوق وكفاك بمدحهم تطبيلا وليذهب الوطن في مهب الفساد والتظليل باسم الوحدة وهم منها براء بل أنهم بمصاف من يعلنها مع فارق الجهر بالوقاحة لإفساح المجال للرعاع والمتطفلين والهمج للنيل منها والمساس بسيادتها..

والاستمرار في الحكم بفضل تلك الطفيليات الانفصالية التي تغذي الأطفال بثقافة الكراهية والعداء لكل ما هو شمالي دون استثناء، تقابل ذلك تلك النعرات الطائفية والمناطقية التي تصدرها بعض أطراف السلطة للعيش على قوت الفتن والاقتتال القبلي وتمزيق الوطن شعوبا وأحزابا وقبائل..

فمن ردة الفعل العكسية تجاه كل الأشياء إلى شطحات رئيس دولة مقتدر وقادر على زرع فتنة في كل بيت تدرك للوهلة الأولى أنك أمام رجل مخضرم وسياسي محنك وخبيث يتحفنا بقرارات وانتفاضات وطلعات تحشيشية هي القاضية ولا تقبل الجدل على شاكلة اكذب وضع حجر الأساس لكل مصيبة وكذبة ثم نم ولن تراها في حياتك سوى مجرد حلم من أحلام اليقظة وفص ملح وذاب ..

ياناس خافوا الله فينا

ولا تأخذكم العزة بالإثم ولا تحملوا الجنوب وأهله أوزار شلة بلطجية خارجة عن العرف والقانون جعلت من الكراهية لسانا ينطق به عامة السفه وراكبي الموجه من متسلقين وخونة ومبتزين وقتله وصعاليك أرباب سوابق أكل الدهر عليهم وشرب..

وليت شعري أن يوجه سيادة الرئيس خطته وخططه الإعلامية ويسخر نفسه ويكرسها لمحاربة الفساد والمفسدين وناهبي قوت الشعب وخبزه اليومي وباتجاه العدل والمساواة وأن لا يساوم بالوطن وتجزئته مقابل حاشية فاسدة من المقربين لا تعد بعدد أصابعه بدل الجرجرة والرغي والبقبقة عمال على بطال وتسفيه المعارضة والتركيز على تلميع وسخ السلطة بكل صفاقة واستهتار

فإما أن يختارهم ويرحل معهم ويترك الوطن لأهله مع تعظيم سلام وإما أن يختار الوطن ووحدته وشعبه وسنكون عونآ له ومعه لتنظيف البلد من فسادهم وبلاويهم..

وسنقف معه بكل ما أوتينا من قوة

والخيرة فيما أختاره الله

أما الانفصال (ف لا وألف لا) لأن الوحدة ملك الشعب وليست لك يا سيادة الرئيس أو لعلي سالم البيض

ويظل السؤال يكرر نفسه.. هل العيب فيكم أم العيب في الوحدة والوطن؟

ولك الله يا يمن