
بعد مفاوضات الدوحة الرمضانية أصبح المتمردون الحوثيون في اليمن أكثر قوة وأعظم هيبة من الدولة نفسها و خاصة في المناطق التي يسيطرون عليها ويتولون أمر إدارتها وقيادتها بالحديد والنار والتسلط والإرهاب، ولم يعد خافياً على أحد أن الحوثيين متمردون خمسة أو سبعة نجوم، وأنهم أكبر من جماعة وأقل من دولة ، وأن أخطاء السلطة وخطايا المعارضة جعلت منهم تياراً سياسياً وحركة اجتماعية.
ونخشى أن يأتي اليوم الذي ينسى اليمنيون جرائم ومفاسد وضلالات وانحرافات الحوثيين، ويصدقون ما يروج له الجناح السياسي للمتمردين والجهاز الإعلامي العامل في العاصمة صنعاء، من إشاعات وأباطيل وما ينشرون من أفكار مسمومة ومعلومات مغلوطة، ويكذبون بلا حياء ويمارسون الدجل والدس والتدليس والافتراء جهاراً نهاراً وبلا رادع من ضمير ولا وازع من دين، والمتأمل في المقالات والمقابلات والحوارات التي يجريها قادة ورموز التمرد في صنعاء يجد العجب العجاب وهم يدافعون عن المتمردين ويبررون ما تقوم به هذه المجاميع الإرهابية وعصابات القتل والفساد ومحترفو الهدم والتخريب.
ولتعريف مدى الكيد وحجم التآمر اسمع واقرأ وتأمل فيما تحدث به حسن زيد في قناة العربية وما طرحه محمد عبدالملك المتوكل في صحيفة الشارع في عددها الصادر يوم السبت الفائت الموافق 18/9/2010م، فقد تشابهت أقوالهم وقلوبهم وخاصة فيما يتعلق ببداية الفتنة وطبيعة الصراع في صعدة، فقد قال أمين عام حزب الحق المنحل حسن زيد رداً على سؤال قناة العربية عن بداية المشكلة قال :"السلطة..
السلطة أرسلت حملة عسكرية على شخص بريء لم يرتكب جرم"!! هكذا يتحدث حسن زيد بكل برود واستغفال للرأي العام بأن السلطة هي المعتدية على شخص بريء جداً لم يرتكب جرماً!!.
حسناً لنرى ماذا قال أمين عام حزب اتحاد القوى الشعبية المساعد د.محمد عبدالملك المتوكل عن بداية الأزمة وحقيقة القضية لصحيفة الشارع :" في البداية الناس هتفوا بموت إسرائيل وأمريكا وكانوا يدرسون البطنين أو الظهرين أو الهادي..
وهذا حق دستوري تقوم تشن عليهم حرب"!!.
هكذا وبهذه اللغة وهذا الأسلوب يتحدث أستاذ العلوم السياسية في جامعة صنعاء ورئيس المجلس الأعلى للمشترك بكل بساطة واستهبال السلطة الظالمة المعتدية تقوم تشن حرباً على أناس أبرياء يدرسون العنصرية "البطنين" ويهتفون بموت إسرائيل وأمريكا..
يا حرام كم هي هذه السلطة قاسية ووحشية وغير حضارية وهي ترسل حملة عسكرية على شخص بريء وتشن حرباً على أناس يمارسون حقهم الدستوري في تدريس البطنين والظهرين والرجلين والنهدين!!.
ولاشك أن حسن زيد في حواره الأخير وكل حواراته يظهر حماساً كبيراً وهو يدافع عن المتمردين ويتحدث بلسان حالهم ويرسل رسائل مشفرة وغير مشفرة ويعطي إشارات ميدانية وأخرى مستقبلية، كما جاء قوله: " كل المؤشرات تدل على أن الحوثيين بإمكانهم السيطرة على ميدي وحرض وعبس وعلى مناطق كثيرة لكنهم لم يفعلوا لأنهم لم يستفزوا "!! وقد جاء هذا التهديد الواضح في إطار الدفاع المستميت الذي يقوم به حسن زيد عن الحوثيين وما قاموا به في سفيان وبني عزيز، حيث أكد أن الحوثيين بيدافعوا عن أنفسهم وأن ابن عزيز عمل 12 كميناً قتل فيها أكثر من 45 حوثياً، منهم قائدهم أبو حيدر، فهو الذي بدأ القتال كما قال حسن زيد نقلاً عن الحوثيين والعجيب أن د.محمد عبدالملك يتفق في هذا الموضوع مع حسن زيد فقد قال المتوكل: "إن علي عبدالله صالح ما عاد يدري ما يفعل ومراكز قوى يقوموا يفعلوا مشاكل مثل ما عمل بن عزيز، هؤلاء يثيرون الحرب من جديد"!!.
تصوروا أن هؤلاء زيد والمتوكل وأصحابهم يدعون أن السلطة هي التي شنت الحرب ابتداءً وأن القبائل هي التي تبعث الحرب من جديد كل مرة، وأن مراكز القوى هي التي تعرقل اتفاقيات الهدنة والسعودية هي أعتدت على الحوثيين وفي كل الأحوال ومع كل الوقائع والحقائق ومهما كانت الجهات وفي كل الاتجاهات فإن المتمردين أبرياء مسالمون مظلومون يدافعون عن أنفسهم ويدرسون البطنين سواءً في صعدة أو حرف سفيان أو الجوف أو الملاحيظ أو حتى في عبس وحرض وميدي في المستقبل القريب.





