هل صفقات الأسلحة اقل تكلفة من مساعدة النضال الأحوازي؟

ان الخطر الإيراني على الامة العربية بشكل عام وعلى الخليج العربي بشكل خاص ليس جديد ولا يحتاج لخبراء استراتيجيين حتى يتنبئونه، بل هو يطرق باب عربي في الخليج أو خارجه كل شهر وكل اسبوع.

وإيران الحديثة ومنذ تاسيسها على حساب الشعوب غير الفارسية، وباحتلالها اراضي تلك الشعوب في العشرينات من القرن الماضي، الشعوب التي لم تكن جزء من فارس آنذاك، والقوة والمكانه التي حظيت بها إيران من التطور في التسلح وصولا إلى برنامجها النووي، هذا كله تم بمساعدة غربية، وذلك بهدف ان تكون إيران وبعض الدول الاخرى الغير عربية الحليفة للغرب، قوة لحماية مصالحهم، لكن مقابل ذلك بقي البلد العربي عموما في ضعف دائم ومتكىء على الغرب وعلى اميريكا خصوصا للحماية، الحماية التي تكلف العرب عشرات المليارات سنويا لشراء الأسلحة الدفاعية من الغرب نفسه المتعهد بحمايتهم.

وبالتاكيد الدول العربية من الخليج إلى المحيط تعرف جيدا مدى وحجم وحقيقة الخطر الإيراني، وفي الوقت نفسه لدى العرب المعرفة التامة بنقاط ضعف الدولة الفارسية ومواجهتها لمشاكل جمة من قبل الشعوب المطالبة باسترجاع حقوقها القومية والانسانية، لكن الغريب والعجيب في الأمر ان الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي التي تواجه الخطر الإيراني مباشرة..

لم تقوم حتى الآن بمساعدة الشعوب وخاصة الشعب العربي الأحوازي الذي قادر على ايجاد تغيير في موازين القوى بين العرب وإيران. ولا نطالب اشقائنا بعروبتنا وعلى ان قضية الأحواز قضية عربية وهذا واجب على كل عربي ان يدافع عنها، ولا نقول ان على الحكومات العربية واجب الدفاع عن الشعب الأحوازي وارضه، لكنا نسئل لماذا لا يستعمل الخليجيون ورقة الشعوب والورقة الأحوازية خصوصا لانهاء خطر التوسع الإيراني الذي يهددهم، الخطر الذي شغلهم كثيرا وسبب لهم عشرات المليارات سنويا خسائر للأمن وللتسلح وللدفاع؟

اليس غريب هذا ان تبحث الدول العربية في الخليج العربي كل القارات لشراء الأسلحة كل عام مقابل تطور الأسلحة الإيرانية الفتاكة من الصواريخ والتهديد المستمر من الحرس، وهم يبحثون عن المضادات المختلفة له، ولا يبحثوا ولا يصرفوا على المضاد الأقوى في داخل إيران وهم الشعوب؟ هل دفع هذه الدول لميليارات الدولارات اقل تكلفة واكثر أمانا لهم؟

لماذا تتسارع دول الخليج العربي بدفع تلك المبالغ الباهضة لشراء اسلحة ينتهي مفعولها بعد الاعلان عن تطوير صاروخ أو بارجة عسكرية فارسية ولا احد يسئل نفسه إلى متى يستمر هذا الدفع وإلى متى تبقى أمريكا مدافعة عن هذه الدول ومتى تقوم هذه الدول بالدفاع الحقيقي عن نفسها وعن استقرارها؟ هل صحيح الإستمرار بهذه السياسة بينما إبطال كل ما تمتلكة بلاد فارس من قدرة عسكرية وإفشال كل مخططاتها موجود له الحل السحري الأقل كلفة وهو تبني القضية الأحوازية والأحوازيين هم كفيلين بتحرك الشعوب الغير فارسية؟ هذا ما لا يكلف دول الخليج العربي مصروف عام واحد على الأسلحة المتطورة التي يشترونها سنويا. وهذا ما يضمن لهم الإستقرار الدائم وهذا سلاح لا تفسده الأيام ولا يفسده تطور السلاح الإيراني وهذا هو العلاج الكيماوي المؤثر لخلاصهم من هذه الغدة السرطانية الخبيثة التي توسعت في الجسم العربي والخليجي خصوصا. في هذه الحالة لا حاجة لدفع مليارات الدولارات لشراء الأسلحة التي لا مفعول لها امام التوسع الفارسي ولا حاجة لقطع مسافات في القارات وهدر الأموال.

بالتاكيد ان ساسة منطقة الخليج العربي لديهم المعرفة بما أشرنا له في هذا المقال، وعلامة السئوال الكبيرة هي إذا لماذا لم يتحركوا بهذا الإتجاه الصحيح؟ هل هم ايضا لديهم مصلحة بإبقاء البعبع الإيراني وابقاء تهديده لهم ليساعدهم على المحافظة الحكم بحجة التهديد الإيراني؟ وهل الدول الخليجية ايضا لديها ما لدى غيرها من الدول العربية التي لا تفكر بأمن غير امن كراسيها؟ وهل الدول الخليجية صاحبة كل هذه الثروات لا تحتاج للإستقرار والأمن للحفاظ على ثرواتها واستقرارها؟

إذا لم يتمكن العرب حتى الآن من ايجاد حل للقضية الفلسطينية بسبب تفرقهم، لماذا لا تسند أي دولة عربية أو أي شخصية عربية متمكنة القضية الأحوازية التي لا تحتاج لتوحدهم ولا لجيوش منهم سوى المال الموجود لديهم بوفرة؟

وبالنهاية، اذا الشعب العربي الأحوازي سامح هذا التخاذل وهذه المواقف غير المسئولة، فالشعب العربي في الخليج لن يسامح قادته عند ما تحتل إيران بلد من بلدانه، مثل ما حصل للأحواز ولجزر الإمارات والعراق وو ..

*[email protected]