ورحلت في يوم الجلاء (قصيدة)

حاور , توسّل, واعتذر لن نقبلا = حلّاً سوى أن تستقيلَ وترحلا

حاول فهذا الشعبُ صار محصّناً = ضدّ الكلامِ العاطفي وأن حلا

متيقّناً أن -لن -يكون رقيّهُ = حتّى يقالّ زعيمهُ أو يعزلا

فارحل (عليُ) بكلِّ وغدٍ خائنٍ = سلّمتهُ جهلاً مفاتيح العُلا

غادر فما زالت أمامك فرصةً= كي لا تحاسبَ كاللصوصِ وتُسألا

فإذا رحيلك عاجلاً أو أجلاً = فاختر رحيلكَ أن يكونَ مُعجّلا

واختر لنفسك أن تغادرَ سالماً = لا أن تغادرَ بالحديدِ مُكبّلا

هل كُنت يا هذا نبيّاً مرسلاً = والعرشُ أيتهُ لكي لا يُجْهلا؟!

أم كُنتَ قدّيساً وقسّاً راهباً = يروي أحاديث السماء إذا تلى؟!

أم كُنت.. لا ما كُنتَ إلّا ظالما = مُتسلّطاً ومُضلِّلاً ومُضَلّلا

ما كُنتَ إلّا كلَ شيءٍ سيءٍ= في أقبحِ الألفاظ لن يتمثّلا

ما مرَّ عامٌ مذ حكمتَ ولم تعد= إلّا وبالفشلِ الذّريعِ مكلّلا

قدّمت ما قدّمت غير تراجُعٍ =حاشى السّوي لهُ بأن يتقبّلا

بالهاتفِ النقّالِ تفتحُ عامداً = بوابة الحرب التي لن تُقفلا

إلّا بأمرٍ من سيادتك التي= أجرت بحاراً من دمٍ لن يُغسلا

إلا بأسقاطِ النظامِ وكلّ من=يدعو لقائدهِ المُبجّلِ بالولا

زوجت من صنعاءَ رمز شموخنا=سراً أما آن الآوان لتخجلا

وطلبت من عدن الزواجَ مخالفاً = لشريعةِ الدين الحنيفِ ومهمِلا

ونسيت أن الدينَ جاء محرِّما=أن تُجْمعَ الأختان إلّا ما خلا

ما كُنت وحدك من أضاع عقولنا=أو كنت وحدك من أضلَّ وجهّلا

بل كنت وحدك من لكلِّ منافقٍ=أعلى وللشرفاءِ عمداً أهملا

وأمدّ عُصبتهُ بكلِّ وسيلةٍ=لتسومنا سوء العذابِ وسهّلا

وأحلّنا لبنيهِ دون ذريعةٍ=ولّى علينا من أراد و وكّلا

مذ ثُلث قرنٍ ما تذمّر ثائرٌ= إلّا وقلتُ حذارِ أن تتعجّلا

فخطاب سيدنا الرئيس مؤكدٌ=أن الحقوقَ حقوقنا لن تأكلا

أصبرْ ويصبرُ ,ثمّ يفقدُ صبرهُ=إذ صار شبه محال أن يتحمّلا

ومضى شبيه الموت ليس يردهُ=قدرٌ وهل للموت أن يتمهّلا؟!

قد يُمهلُ الجبّار حيناً أنما=جلّ الحقيقةِ أنهُ لن يهملا

والآن تسأل كيف صار هدوءنا=غضباً وصيحتنا يضجُّ بها الملا

والريح تنسى إذ تهبّ نسيمها=والماءُ يفتقدُ السكونَ إذا غلى!

ومطالبُ التّغيير ليس يصوغها=إلّا رجالٌ يبتغون الأفضلا

ضاقوا من الظلم الشديدِ فقرّروا=أن لا يحُلَّ سوى العدالةِ أولا

قالوا وصوت الحق ملىء حديثهم=عارٌ على الأحرارِ أن تتسوّلا

صاحوا بوجه الأكلين حقوقهم=العازفين على تقاسيم الغلا

أنّا فتحنا للرصاصِ صدورنا= مستحملينَ لما سينزل من بلا

مستبسلين لأجل عزّةِ موطنٍ=حراً سيحيا واحداً لن يُفصلا

في ساحة التّغيير جمعٌ غاضبٌ=صاحت جحافلهُ بوجهك ألْف لا

لا للذي حرم البلاد تقدّماً=ولأمرِ نهضتها المؤكّد أجّلا

أتظن أنّك سوف تقتلُ غضبةً= والشعبُ أقسم أنّها لن تُقتلا

فمصير كلّ طريقةٍ جرّبتها=للحدِّ من غليانِنا أن تفشلا

فارحل (عليُ)فلا التوسلُ مجدياً=نفعاً ولن ينجيك أن تتوسّلا

ولتعذر التّأريج يا دجّالهُ=أن خطّ في صدر الزمانِ وسجّلا

من غضبةِ الشعبِ العظيمِ قصيدةً=عنوانها: ورحلت في يوم الجلا