أين أنت يا "آمنة"؟

كثير من الإخوة والأخوات أصبح همهم بأيدي آمنة أكبر من همهم بأن يرحل لأنه راااااحل عاجلاً أم أجلاً!!! في اعتقادي وخاصةً في الوقت الراهن وبما أن الحكومة أصبحت الآن متشبثة بأيديها "الصالحة" وأسنانها بحجة أنهم يبحثون عن أيدي آمنة لتسليمها السلطة، اتمنى أن تظهر تلك الأيدي لكي تضع حد لتلك الأعذار ومن يطالب برؤيتها.

والاهم من ذلك أن تبث تلك الأيدي في نفوسنا السكينة والطمأنينة بأنها ستكون بالقول ومن ثم بالعمل آمن من بلا شك من الأيدي التي لطالما امتدت على خزانات الدولة ومؤسساتها ومواردها.

بدايةً، أُكِن خالص الإحترام والتقدير للاخوة والأخوات النشطاء لدورهم الفعال وللجهود والتضحيات التي قدموها لتوعية الناس بأن هناك ما هو أفضل لليمن ولأبناء اليمن وبأننا نستحق الحصول على رعاية ومستوى معيشي لا يقلان عن اشقاءنا في دول الجوار. ولكن ما اتمناه هو أن نرى هذه النخبة من النشطاء قادرة أيضاً على إجتثاث اليمن من الظلمات إلى النور.

ولا أرى هذا يتم إلا بإبراز شخصيات وكوادر تخاطبنا وتطمئن بأنه يوجد أناس باستطاعتهم أن يقودوا اليمن إلى بر الأمان. وبأنه يوجد لديهم القدرة والكفاءة العالية للأخذ بزمام أمور الدولة في حال انتقال فوري للسلطة لفترة مؤقتة حتى تتم الترتيبات اللازمة لقيام انتخابات حرة ونزيهة. فهذا لن يطمئن أبناء اليمن المطالبين بالرحيل فحسب وانما سيحول اخواننا من ساحة التحرير إلى ساحة التغيير عندما يروا أن أيادي آمنة خيرٌ لهم من أيادي صالح.

أخر ما نريده هو أن يختطف ثورة شباب اليمن أناس يأتون من حيث لا نعلم ويحكمونا "بالصميل"

كما حكم الذين من قبلهم. ولكن ما نريده هو أن نرى أهل فكر وخلق ودين وحكمة ومعرفة وتنوير لأنه لن تقوم لنا قائمة إلا بقادة متمثلين بتلك ألخصال الحميدة.

أرجو ألا يسيء القارئ فهمي بعدم ثقتي بمن نرى من ناشطين ومعارضين، لا والله، ولكن ما أخشاه هو أن يتكرر ما رأيناه في مصر من حدوث ثورة مضادة من داخل الحكومة وبقاء أيادي "مباركة" في السلطة!

فهناك الكثير من الأسئلة التي لم يتم الإجابة عنها بعد ونرجوا الرد عليها والإحاطة بها في أسرع وقت، مثلاً: من هو الفريق "وليس الأفراد" المستعدين للأخذ بزمام الأمور في المرحلة الانتقالية؟ لماذا لم نسمع عن حكومة ظل للحكومة المقالة؟ أو حتى مسودة للدستور جديد من مفكرين ومنورين اليمن؟ أين هم ولماذا ينتظرون؟

الكل أصبح مشغولاً بأحداث أخرى غير البحث عن آمنة. انا على يقين بأنها قريبة منا وموجودة بيننا ولكن عليها أن تظهر قبل أن تكمشنا أيادي "صالحه" أو "مباركه" أو"عابدة".

وأخيراً أسأل الله أن يثبت خطنا نحو كلمة واحدة وهدف واحد في ظل يمن موحد دائماً وأبداً.