التنحي بشرف أعظم خدمة يقدمها الرئيس لبلاده

 التنحي بشرف أعظم خدمة يقدمها الرئيس لبلاده

أبدى العالم الخارجي اهتماما باليمن يقل على نحو ملموس عن اهتمامه بالثورات التي اندلعت في مصر وتونس وليبيا، وأيضا بالأحداث التي تشهدها سوريا حاليا.

وربما كان مصدر ذلك أن اليمن هذا البلد الفقير الذي يضم 23 مليونا من السكان عند حافة شبه الجزيرة العربية، لديه عدد محدود من الموارد الاستراتيجية، ومستوى المعيشة الذي ينسب إلى سكانه هو الأقل على مستوى العالم العربي، وقد سادته طويلا الخلافات القبلية والمنازعات السياسية والفساد.

ولكن بالنسبة لجيران اليمن، وبالنسبة للغرب أيضا، فإن اختلال الاستقرار هو على الأقل أمر يضاهي في خطورته الاضطراب الذي يسود في شمال إفريقيا. فاليمن يقع على خط بحري استراتيجي تمر به 3 ملايين برميل من النفط يوميا وقد تمركزت القاعدة فيه وجعلته ملاذا لعناصرها.

إن إطالة أمد حكم الرئيس صالح لم يعد خيارا مطروحا بالنسبة للمجتمع الدولي، ويتعين طرح ذلك بقدر أكبر من القوة والوضوح من جانب هذا المجتمع بصورة عامة ومجلس التعاون الخليجي بصورة خاصة. ومن المسلم به أن الرئيس صالح، الذي تم توحيد اليمن في ظل رئاسته عام 1990، قد فعل الكثير لبلاده، وأعظم خدمة يمكن أن يقدمها لبلاده الآن هو أن يتنحى بشرف وكبرياء وأن يرحل.

والتأكيد على هذا المعنى يستمد مبررا إضافيا له من أحداث العنف الأخيرة في اليمن، التي فتحت قوات الأمن في إطارها النار على المتظاهرين في أكثر من مدينة يمنية.

إن المجتمع الدولي الذي طالما دعم الرئيس اليمني على امتداد عقود طويلة ينبغي أن ينجح بأن يوصل له بوضوح رسالة قوامها إنه بعد 32 عاما من مكوثه في السلطة فإن أفضل ما يتوج به هذه الأعوام هو الخروج المشرف.