الجزيره وقرصنة الصوفي

كانت الأجهزة الأمنية في اليمن تبث الأخبار والإشاعات بأن قناة الجزيرة تنفذ أوامر القيادة القطرية المعادية لليمن نتيجة مواقف الرئيس التي لا تتماشى مع السياسة القطرية، فجاءت الأحداث الأخيره لتبرهن أن هذا الأمر غير صحيح، فالجزيرة تقوم بتغطية الإنتهاكات التي تحدث في سوريا الحليف الإستراتيجي لقطر، كما تقوم بتغطيتها في اليمن.

ومع أن الجزيرة وسيلة إعلامية لها مصادرها التمويلية التي قد تفرض توجهاتها على تلك القناة مثلما يحدث في أي وسيلة إعلامية أخرى، إلا أن المفترض بدولة مثل اليمن أن يكون لديها الإستعداد للتعامل مع الواقع والتكنولوجيا الحديثة بمزيد من الحكمة والمرونة واستغلال الهامش المخصص لها في القناة للدفاع عن نفسها وكشف الحقائق لما ترى أنه يجانب الحقيقة والصواب وتوضيح الصورة بشكلها الكامل أمام الرأي العام. وذلك بدلا من التعامل بلغة العاطفه والمشاعر وسياسة الفعل وردة الفعل والعتاب الذي لا يليق بدولة لها تأريخها وحضارتها تستدعي الإستجداء والشفقة من قناة إعلامية كان يفترض أن يكون لدينا عشرات القنوات المشابهة لها. هذا إذا كان لدينا جهاز إعلامي ناجح تحكمه سياسة وطنية وليس إعلاما يبحث عن الكسب الشخصي والمناصب الوهمية وتلميع المتنفذين وتمجيد الفاسدين.

وفي آخر مشهد يدل على مدى تلاعب الأجهزة الأمنية بالحقائق تم تحويل مكالمات شبكة الجزيره إلى أحمد الصوفي السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية بدلا من الشخص الذي استهدفته القناه باتصالها من شباب الثورة، وقام الصوفي بدوره بتقمص شخصية الأخ عبدالله محمد والتحدث باسمه بأسلوب لا يعبر عن أي حس أو مسئولية صحفية أو إعلامية وبطريقة القراصنة المحترفين كان يقوم بالتحدث بلغة بعيدة عن الواقع وتحمل من الأكاذيب والتلفيقات ما يدعو للشفقة على إعلامنا الرسمي وأمام مسمع ومرأى العالم.

فإذا كان هذا هو المتحدث باسم رئيس الجمهورية فماذا ننتظر من الصحفيين ووسائل الإعلام الرسمية بعد هذا؟!!