اليمن والفرصة الأخيرة

بعد أن علّقت دول مجلس التعاون الخليجي مبادرتها للسلام في اليمن، ورفض الرئيس علي عبدالله صالح التوقيع عليها إلا بشروطه، وخارج الآليات الموضوعة للتوقيع والتي من المفترض أن تتوج بلقاء مصالحة في الرياض بحضور خليجي وأوروبي وأمريكي،

بعد كل ذلك فإن اليمن ينتظر معجزة ما لإنقاذه من مستقبل محفوف بالمخاطر، من بينها (لا سمح الله) اندلاع حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وعندها لا ينفع الندم، ولكن التاريخ الذي لا يرحم سوف يسجل بأن الكرسي الذي كان أهم من الشعب والوطن مزق اليمن ودمره وقضى على الحياة فيه بعد أن كان “اليمن السعيد” .

قد لا تكون الفرصة انقضت، ولعل هناك بقية حكمة وتعقل تبرز في اللحظات الحرجة لدى الرئيس اليمني ومن حوله، لإنقاذ اليمن من مصير قد لا يخطر على بال أحد، جراء هذا الانقسام العمودي والأفقي في المجتمع والمؤسسات السياسية والعسكرية، وحجم التحريض والحقن والتجييش الذي تجاوز كل الحدود .

فهل يمكن لعاقل أن يصدق أن رئيساً يحرض مؤيديه من قبائل وجيش على الاستعداد والمواجهة بكل الوسائل الممكنة؟ هل يمكن لعاقل أن يصدق أن رئيساً يتعامل بهذه الخفة مع قضية خطيرة، بل وبالغة الخطورة مثل الحرب الأهلية؟

وإذا ما وقعت الحرب الأهلية، هل تبقى سلطة أو كرسي أو رئاسة، بل هل يبقى يمن كالذي نعرفه؟

هل المطلوب أن يتحول اليمن إلى صومال آخر على الضفة الشرقية للبحر الأحمر وتتكامل بذلك مؤامرة وضع اليد على هذا الممر الاستراتيجي بين الضفتين، ومنه تعبر “مادة الحياة” (النفط) شرقاً وغرباً، فيتم بذلك التحكم فيها والسيطرة عليها .

مطلوب خطوة إلى الوراء، والاحتكام إلى العقل والضمير قبل أن تفلت الأمور من يد الجميع، فالمبادرة الخليجية تم تعليقها ولم تلغ، ويمكن إعادة إحيائها إذا ما تمت المفاضلة بين مستقبل اليمن والكرسي، وثم اختيار الأول .