بلا شك أن وجود الاعتصام وامتداده في شارع الدائري من الجامعة الجديدة إلى الجامعة القديمة قد شكل عبئا على السكان بطرق مباشرة وغير مباشرة ونحن نتعاطف معهم ومع مطالبهم ونتمنى أن تنتهي معاناتهم اليوم وليس غداً.
ولكن اللافت أن هناك حملة قوية هذه الأيام في وسائل الإعلام بمختلف أنواعها كتلك التي شهدناها قبل جمعة الكرامة... والنتيجة معروفة للجميع كانت مجزرة بشعة ونكراء وقد حاولت السلطة إلصاق التهمة بسكان الحي بسبب ما اسمته انزعاجهم وتضايقهم من وجود الاعتصام. وأياً كان الفاعل فالقضية أصبحت منظورة أمام القضاء وننتظر بفارغ الصبر إنصاف المظلومين من الظالمين والقتلة.
وما نحذر منه هو العودة إلى المربع صفر من دائرة العنف العدمية والتي تزيد التوتر ولا تقود للحل كما كان الوضع في جمعة الكرامة فقد هدم المعتصمون الجدار وتمددوا في مساحة أكبر حتى وصلوا إلى الجامعة القديمة.
وما أريد التنويه والتنبيه إليه أن كل المحاولات لخلق صراعات جانبية وتحويل الأنظار عن لب المشكلة تارة بمعانات السكان وهي واقعية وغيرها من الحجج هي كمحاولة علاج مرض عضال يحتاج لجراحة بالمهدئات والمسكنات بمعنى آخر الاعتصام قرار سياسي ورفعه سيكون بتفاهم وقرار سياسي أيضاً وحل الأزمة برمتها هو سياسي بامتياز وأي محاولة للالتفاف على ذلك هي فاشلة بامتياز وتداعياتها قد تكون كارثية وغير مأمونة العواقب.
والمتابع للساحة السياسية اليمنية يستنتج أن هناك عنادا سياسيا لدى مختلف الأطراف وأن هناك محاولة لشخصنة الأزمة متناسين أن هناك وطنا على شفا الانهيار ومواطنا على حافة الانتحار بعد أن ضاقت عليه السبل ووجد نفسه عالقاً في الوسط ويتحمل كل المآسي والصعوبات.
وهناك ثلاثة خيارات للحل الأول العودة للمبادرة الخليجية وتنفيذها دون تعديل لأن التعديل معناه تمديد للأزمة الثاني الذهاب للحوار والانتخابات المبكرة الثالث المواجهة العسكرية والأخير هو أخطرها على الوطن والمواطن وليس مستبعداً في ظل عدم وجود نية صادقة للتوافق والحل والتنازل من أجل مصلحة الوطن وهذا الخيار سيكلف اليمن ثمناً كبيراً نحن في غنًى عنه. حفظ الله اليمن.