في جُمعات رئيس السبعين بما في ذلك جمعة "الشيبة" وجمعة "اللسان"، ثمة ما هو أسوأ.. ولا أدري لماذا يحرص أولئك المحشودون على أداء شعيرتهم المفضلة: رمي منزل وزير الدفاع "سابقا" عبد الملك السياني، على طريق عودتهم بالأحجار. ويوازي ذلك حرص مصور قناة "الردمي" الفضائية، في تركيز العدسة على لافتات باسم أبناء وصابين مع عبارات توضيحية، من نحو: الشرعية الدستورية، ومبادلة الوفاء بالوفاء. ولم أفهم نوع هذه المبادلة التي تطل تاليا من قناة الجزيرة كل جمعة سبعينية وتضع صورة "وصاب" في قلب الحدث ومركز دائرة الاهتمام الإعلامي والرسمي، وهي التي ظلت على مدى 33 عاما منطقة "فائضة" خلف الكاميرات والخطط والموازنات الرسمية ومازالت خارج نطاق التغطية وجوجل إرث.
أعرف أن في ساحات التغيير والحرية كل وصاب. وأنهم يمدون الثورة بكل ما هو أكثر وأغلى من ثمانية شهداء وثمانية مليون ريال، وأن موقعهم الطبيعي والبدهي أن يكونوا هنا، وليس في التحرير المحتل أو السبعين المختل..
ولست الآن بصدد استرداد هوية ثوروية ووطنية لمجتمع سلمي تم تغييبه ثلاثة عقود ونيف. فوصاب التي لم تطأها قدم الرئيس قط وربما هذا من حسن الحظ لم تكن معضلتها الأساسية مع الرئيس أو النظام بقدر ماهي مع ثلة نخاسين من جينات ترابها وهم مشائخ ونواب مال وأعمال معرفون إستمرأوا بيعها بثمن بخس في السوق السوداء ومزاد المقايضات السياسية، لكن ذلك شئ وظهور وصاب في لافتات الجمعات السبعينية شئ آخر..
لم يحدث وأنا "الوصابي" كابرا عن كابر أن التقيت أحدهم في مصادفات سوق أو مقيل، إذ يبدو حاملو تلك اللافتات وكأنهم فصيلة من مجتمع "كاريبي" وبلاد ماوراء السند كما لا أحد تكشف سحنته عن شئ من وصاب بن مالك. وأنا هنا لاانفي وجود مناصرين للرئيس من تلك المنطقة المنسية. فعدا تجار السوق وآكلي الكتف والمقاحف، مازال لدى "حسن العزي" قناعة في أن الرئيس سيزور وصاب يوما ما وهو الآن بصدد إغواء شاعر في ملحمة شعرية توثق للحدث ويحفظها حسن عن ظهر بطن.
لقد أخذني السياق من حيث لا أحتسب ونسيت المصور.. لكنني علمت لاحقا أن باعة وصاب المتجولين في التحرير والسبعين لديهم حس إعلامي. فبعد كل صورة يقبضون الثمن أضعافا مضاعفة، إذ ليس رخيصا أن يراك الرئيس في صدارة الحشد المحشود بعد صلاة كل جمعة في لافتات بالبنط العريض واللون الأحمر وللمصور لقمته من قصعة الأكلة ومما أكل السبع..