بلا شك أن حصول الناشطة اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام هو مصدر فخر لكل يمني وعربي وشهادة مستحقة للمرأة اليمنية بأنها قادرة على إحداث التحولات والنجاحات والانجازات قديماً وحديثاً.
ولعل بروز كرمان داخلياً وخارجياً وإعلامياً كان من خلال مشاركتها الفاعلة والنشطة في الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام منذ أيامها الأولى والآن بعد ما يقارب من ثمانية أشهر على انطلاق الثورة الشبابية الشعبية فإن أحد أبرز قياداتها قد نالت جائزة عالمية كبيرة.
وأنا برأيي أن هذه الجائزة هي اعتراف من المجتمع الدولي بأن الثورة اليمنية السلمية تستحق جائزة نوبل للسلام لأن الشعب المسلح قد خرج معتصماً ومحتجاً بدون سلاح في صورة عصيان مدني راقي قل أن تجد نظيره في العالم وبالرغم من العنف الشديد الذي تعرض له الشباب إلا أنهم نجحوا إلى الآن في الحفاظ على سلميتها خاصة في أبرز ميادينها وهي ساحات الحرية والتغيير في العديد من المدن اليمنية.
ولعل في منح هذه الجائزة إشارة لا تخطئها العين بأن المجتمع الدولي يدعم مسيرة التغيير في هذا البلد وأن الإعلام الرسمي والجهد الدبلوماسي قد فشل في عكس صورة سلبية عن الثوار لدى العالم الخارجي.
وقد يقول البعض أن الثورة في اليمن قد خرجت عن سلميتها بمحاولة الشباب التظاهر خارج الساحة وهذا غير صحيح لأن الدستور يكفل التجمهر والتظاهر في كل مكان وليس في أماكن محددة . أما بشأن العنف الذي يحدث في أكثر من منطقة بداءاً بصنعاء وأرحب ونهم وتعز فإنه كان نتيجة لعنف ولا تتوقع أن تعتدي على أحد ولا يدافع عن نفسه مهما كانت سلميته وان الاشتباكات تدور بين القوات الموالية للرئيس وتلك المؤيدة للثورة ومع أسفنا لكل قطرة دم تسفك من أي طرف إلا أن العنف ضد المتظاهرين واستهدافهم بأسلحة ثقيلة وقناصة هي جريمة لا يمكن غفرانها أو التسامح مع مرتكبيها وأن العدالة لا بد أن تأخذ مجراها اليوم أو غداً.
في الختام نهنئ توكل و الشباب والثورة بهذه الجائزة ونؤكد أن سلمية الثورة هي أقوى عوامل نجاحها وأن عسكرتها قد يكون أبرز نقاط ضعفها وحرفها عن مسارها.