في دورة بسيطة من دوارت الحياة اليومية والبسيطة على كبر حجمها وسعة نطاقها أجدني ممتناً بما حبانيه ربي من حلم وتروٍ تجاه نقد البشر والتعلم من الأخطاء والاستفادة منها..
وبالرغم من أخطائي وعثراتي التي لا تعد ولا تحصى باعتراف أولادي "شامخ وعبدالعزيز" إلا أن ثبوتية الحق تبدو ضعيفة الحجة مشكوك بأمرها لو أن أحدهما مدح أباه من باب التفاخر والكشخة، فسلوكيات التعامل مع الأبناء تبدو مهمة صعبة مقارنة بما تعلمناه من آبائنا وما ورثناه في مجتمعاتنا العربية من عوامل تفرضها حواجز الكلفة بين الآباء والأبناء، وذلك من باب النظرة الخاصة لتبعية الإحترام والطاعة والمسافة الفاصلة والإشارة الضوئية الحمراء التي لا يمكن تجاوزها بين الطرفين إلا بإذن، فيكبر الشاب وفي ذهنه كوم من الأسئلة التي تحتاج لإجابات شافية لم يجد لها حلاً فيبدأ في البحث عنه خارج البيت عبر الرفقة سواء في المدرسة أو الشارع وربما عبر النت..
وبقدر الإقتراب والقرب من الشارع بقدر الهوة التي تفصل بين الأب وابنه عندما يجد الأذن الصاغية التي لا يجدها في البيت.
وبعيداً عن باب التعنيف والشتم والقسوة بغير ذنب فإن لتلك الطريقة مساوئها وأضرارها الجسيمة.
وفي المقابل فإن للدلال الزائد نقمة قد تترك أثراً سيئاً على سلوك الشاب قد يؤدي به أحياناً إلى الإنحراف وأحياناً إلى الفشل في تدبر حياته الخاصة وكذلك العملية.
من هنا وبعيداً عن السياسة ووجع الرأس أردت اليوم أن أضرب مثلاً من باب التدبر في رحمة الأبناء والرفق بهم بناءً على ما شاهدته اليوم أثناء مروري بأحد الأحياء فهالني ما رأيت من هذا الأب القاسي وهو يشتم ولده بأقذع الألفاظ بعد أن أدماه من الضرب المبرح بكل وسائل المساعدة التي أسعفت الأب المجرم في طريقه
وهو مشهد آلمني جداً وأرهق أعصابي بل أتلفها إلى حدٍ رفع عندي الضغط إلى أعلى مستوياته، والمصيبة أنه تركه ينزف وهو يحلف بأغلظ الإيمان بأن من يفكر مجرد التفكير بإنقاذه سيناله ما نال هذا الابن العاق والديه بحسب الأب، فما كان مني إلا أن رفعت السماعة لأبلغ الشرطة وما هي إلا لحظات حتى وصلت فترجل الجندي باتجاه الأب فحياه تحية الأبطال عرفت بعدها أن الأب ضابط شرطة برتبة حقير، وبعدها ..
حملوا الشاب كما تحمل العنزة المذبوحة ورموه في الشاص كما ترمى الجيفة، وكأن شيئاً لم يحدث..
وتوته توته خلصت الحدوته،
والسلام كلام..
وخير الكلام ما خللوها وخردلوها..