لافتتاحية الميثاق: لا يصلح العطار ما أفسده الدهر!

حاول رأس النظام فيما ادعى أنه كتبه افتتاحية لعدد هذا الأسبوع من "الميثاق" أن يلمع الصورة الكالحة السواد لما يسمى بالمؤتمر الشعبي العام وينسب إليه البطولات الخارقة التي جعلت اليمن يعيش في ظلام دامس في القرن الواحد والعشرين وفي فقر مدقع وبطالة مستشرية وفساد ينخر في جسد الأمة اليمنية وتسبب في جعل اليمن دولة فاشلة وفي أزمات وصراعات مستمرة ومستعصية على الحل بحسب تقارير المنظمات الدولية. هذه المصائب كلها ليست وليدة اللحظة أو نتيجة لما يسميه سيادته "الفوضى التخريبية العارمة" التي بدأت في بداية العام 2011م في الوطن العربي.

هذه مغالطات وتحريف مجافٍ للحقيقة الواضحة وضوح الشمس يا سيادة "الريس"، ولا يمكن أن تنطلي إلا على المغفلين والببغاوات أو من أصابهم ضعف الذاكرة، فنحن نعيش في أزمات وحروب ونقص في المياه والكهرباء والبترول والديزل والغاز وارتفاع في الأسعار وتدهور في الاقتصاد على أقل تقدير منذ أكثر من عشرين عام. طبعاً أنت لم تعاني يا سيادة "الريس" من هذه الأمور ولذلك ربما لا تتذكر أو لا تريد أن تتذكر ولكن عليك أن تسأل المواطنين الذين لا يخشون قول كلمة حق في وجه سلطان جائر وأنت ستعرف منذ متى بدأت معاناة الشعب اليمني ومن السبب فيها وكيف أن مؤتمرك الشعبي العام هذا هو أداة للفساد ومستنقعه الذي لا ينضب.

فعن أي بطولات تتحدث يا سيادة "الريس"؟ هذه محاولة بائسة ويائسة في الوقت الضائع للتضليل على هذا الشعب الصابر و"الغلبان" الذي تحمل قلب الحقائق والزيف عقود من الزمن حتى مظلة مؤتمرك. إن كنت يا سيادة "الريس" تحترم هذا الشعب، اعتذر له مخلصاً عن كل المصائب التي حلت به بسببك وبسبب مؤتمرك هذا و"حِلْ عَنه" وتوارى عن الأنظار واعتكف في أقرب مسجد وصلي وسبح واستغفر ربك ليل نهار حتى يقبض الله روحك لعل ذلك يخفف عنك بعض من ذنوبك التي حتماً لا تعد ولا تحصى.

وإن كنت يا سيادة "الريس" تحترم وتقدر هذا الشعب قولاً وفعلاً، عليك أن تدعو إلى محاكمة عادلة لكل الحثالة والمرتزقة والطفيليات التي قادت هذا المؤتمر إلى الحضيض ودمرت البلاد والعباد بدلاً من تلميعه وطلاءه بلون براق يزغلل العيون ويسلب الألباب ويخفي مساوئه ومساوئك وتعمل من جديد على تحضيره لمرحلة قادمة بنفس الوجوه وبنفس العقلية.

يا سيادة "الريس" هذا المؤتمر هو عبارة عن عصابة من الفاسدين والمفسدين والمنتفعين, وأنت تعرف ذلك تماماً، وهو الآن في طور الاحتضار وإذا بقى بالصورة الشكلية التي رسمتها له وبنفس الوجوه التي عملت دائماً على جلبها إليه بالطرق التي تعرفها فلن تستطيع أن تضمن أن تقوم له قائمة وأن يكون هناك حاجة اسمها المؤتمر بعد سنتين من الآن ولن تستطيع أن تمهد الطريق ليكون أحمد وِلْد علي مرشحه للرئاسة القادمة بعد أن تنتهي مهمة "المحلل". وبعبارة أخرى لن يستطيع أن يلمعه لا "قَلمُك" ولا أقلام من تبقى من الخبرة أصحاب الأقلام المدفوعة الأجر سلفاً الذين أصبحنا نحفظ عبارتهم وكتاباتهم عن ظهر قلب ولن يستطيع المخرب أن يصلح أبداً ما أفسده بيده طوال الدهر، يا "ريس".