رأي البيان: اليمن والاستحقاق الرئاسي

اليمن على أعتاب استحقاق انتخابي رئاسي، يستدعي من كافة الأطراف والقوى والائتلافات أن تتكاتف في خندق واحد لإنجاح هذه التجربة، والخروج من شرنقة الأزمة الراهنة التي لا تزال نيرانها تضرب كافة أرجاء هذا البلد العربي الشقيق.

ومع نهاية الشهر الجاري، فإن اليمنيين سيسطرون صفحة جديدة عبر اقتراعهم في انتخابات رئاسية أولى بعد الثورة التي أرهقت البلاد والعباد، وأثقلت وطأتها كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

هذا الاستحقاق الذي سعى من أجله العالم، وفي مقدمته دول مجلس التعاون الخليجي، عبر إقرار المبادرة الخليجية التي أوقفت نزيف الدماء، يجب أن يلتف حوله الجميع، وأن تسعى القوى السياسية والأحزاب والائتلافات لخروجه بشكل يليق بما قدمه اليمنيون من تضحيات نفيسة، كان على رأسها دماء الضحايا الذين سقطوا إبان الثورة الشعبية.

ويجب دعم هذا الاستحقاق عبر مسارات عدة، أولها تهيئة الأجواء السياسية بمنأى عن حالة التناحر بين القوى، وأن يعلي الجميع مصلحة اليمن أولا، وأن ينحي جانبا المصالح الشخصية والفئوية. كما تجب تهيئة الأجواء الأمنية، تماشيا مع ما أعلنته وزارة الداخلية من تدابير لتأمين الأجواء المواتية للانتخابات الرئاسية المستحقة قبل نهاية الشهر الجاري، وذلك عبر مشاركة شعبية واسعة، لدعم خطة الوزارة في النواحي الأمنية، والرامية إلى الإشراف على المراكز الانتخابية. هذه الأجواء تستدعي وبشكل عاجل، إنهاء مظاهر التسلح العسكري الذي يقوض نجاح هذا الاستحقاق، بل ويعيد البلاد إلى وطأة الأزمة، ويعود بعقارب الساعة إلى الوراء، وهو ما لا تحتمله البلاد في هذا الوقت بالذات.

إضافة إلى ذلك، فإن دعوات التقسيم التي تطل برأسها، لا تتماشى مع ما يصبو إليه هذا البلد من توحد واستنهاض للقوى، فوحدة اليمن يجب أن تكون جزءا أصيلا من «يمن ما بعد الثورة». كذلك يحتاج هذا الاستحقاق إلى دعم لوجيستي عربي، رغم جراح العرب المثخنة في أكثر من موضع. فالمساهمة في عبور هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ اليمن، سيحقق ولا شك الثمار التي من أجلها انتفضت الثورة الشعبية اليمنية، للنهوض وتحقيق الرخاء والاستقرار.

يمن المستقبل لا يحتمل سوى الخروج من الأزمات الطاحنة والشروع في بناء مستقبل يزخر بالأمن، وهذا ما يجب على الجميع أن يضعه نصب عينيه.