بالأمس كانت هُناك تظاهرة صغيرة قام بها بعض الأشخاص أمام السفارة السعودية في صنعاء. وفي هذا اليوم لفت انتباهي إجراءات مُشددة من قبل شُرطة النجدة أمام السفارة.
الإجراءات مُبررة ولكن التظاهر أمام السفارة لا نعرف سبباً واضحاً أو جهة تقف وراءه حتى الآن كون الموضوع تم التعتيم عليه إعلامياً بصورة كاملة.
أتفهم بعض الأراء الحُرة وحتى تلك الشطحات من هُنا أوهناك ولكن المنطق السياسي يقول إن اليمنيين بكافة شرائحهم وانتماءاتهم وشباب الثورة منهم على وجه الخصوص يجب أن تبدو رسالتهم أكثر اتزاناً في تعاطيهم مع الجارة الكُبرى لليمن وذلك بالإستفادة من الأخطاء السابقة الناتجة عن قرارات إرتجالية غير مدروسة أو أنها جاءت مُلبية لمصالح بعض الأشخاص على حساب مصالح اليمن وكينونتها كدولة وشعب يحمل كُل الحُب والتقدير لأشقاءه وجيرانه إنطلاقاً من الترابط الثقافي المتجانس وواحدية المصير المُشترك.
حريٌ بكُل من تهمه مصلحة اليمن أن يدرك أن هُناك من يحاول استثارة أشقاء اليمن ضد الثورة ومطالب التغيير.
فهناك من يُسخر كُل الإمكانيات المُتاحة لتوظيفها في سبيل الإبقاء على تعامل دول الجوار من خلال شخصيات بعينها في كل ما يتعلق باليمن بدون أن ينعكس الأمر على علاقة حُسن الجوار المُتبادل والمصالح المشتركة بين الشعوب.
علينا في هذه المرحلة الحساسة أن نجنب الخارج من حساباتنا إلا بالقدر الذي يُساعد اليمنيين على الخروج من هذه الأوضاع المأساوية التي تعيشها أمتنا.
إن كُل دولة ذات سيادة من حقها أن تنظر بكُل جدية للهواجس التي تثير مخاوفها وتُهدد أمنها وإستقرار أنظمتها السياسية وليس ذلك عيباً أو حراماً وفقاً للقواعد الشرعية والقانونية وما العيب إلا في الدول التي لا تمتلك إستراتيجية واضحة ولا يعرف قادتها ماذا تريد منهم شعوبهم.
كما أنه وبُكل صراحة لا يجوز لنا مُطلقاً تعليق أخطائنا على الآخرين للهروب من الحقيقة حيث أن الشعوب الحُره تفرض سيادتها وإستقلالها من الداخل. لا أن تستجدي شفقة الأخرين بما لم تستطع هي أن تُحققه إبتداءً .. أو أن تُبرر لفشلها في عدم قُدرتها على إسقاط طواغيتها من خلال رمي الكُرة على الخارج في كل صغيرة وكبيرة لأن الخارج وبكُل بساطة سوف يتعامل مع النتائج وسوف يحترم إرادة الشعب مهما كانت تتناقض مع سياساته وذلك باعتبار أن مصالح الدول المعنية هي من تسود في النهاية والتي يجب أن تأتي مُعبرةً عن آمال الشعوب وتطلعاتهم نحو المستقبل.