لعنة التوريث تطارد الرئيس!!

الرئيس السابق علي عبدالله صالح له الكثير من المميزات والكثير من السلبيات التي رافقت فترة حكمه الطويلة ومن يقل أن الرجل كان شراً محضاً فليس بمنصف ومن يقل أنه كان تقياً نقياً عادلاً فهو أيضاً غير منصف .

الفساد كان مستشريا من قمة السلطة إلى قاعدتها والفساد اليمني لا نظير له في العالم فهو رسمي ومقنن وبمباركة السلطة الحاكمة ورئيسها آنذاك الذي أقر اعتمادات ومخصصات من ميزانية الشعب الفقير وأغدقها على من يريد من مشايخ ووجهاء ومثقفين وأقارب وأنساب وغيرهم وكانوا جميعاً يدينون له بالولاء والطاعة وليس لديهم غضاضة أن يحكم صالح ما شاء من العقود مادامت مناصبهم وامتيازاتهم محفوظة .

لكن الأمور بدأت تتغير منذ بدأ الرئيس بالتمهيد لنجله أحمد بطرق مباشرة وغير مباشرة لوراثته على كرسي الرئاسة فالكثير من حلفائه ومقربيه شعروا بالإقصاء وأنهم في طريقهم لخسارة مناصبهم ومكاسبهم من اجل ان يصفو الجو ويتهيأ المناخ السياسي للرئيس القادم .

بل ان التوريث كان مرفوضاً من كل القوى السياسية الفاعلة . ولكن اصرار الرئيس على السير في ذلك الطريق أدى إلى خسارته لكل رجاله الذين كان يغتد بهم يوماً وما إن جاءت الثورة حتى كانت فرصة سانحة للبعض للانضمام إليها ومن خلالها وأد مشاريع الرئيس ونجله التوريثية وفعلاً غادر الرئيس منصبه ولكن نجله ما يزال في منصبه العسكري وإذا كان تمسك الرئيس ونجله بالبقاء في قيادة الحرس لعل وعسى أن يتهيأ الجو السياسي لأحمد فإنهم يكونوا قد لعبوا بشكل خاطئ ومازالوا يسيرون في طريق أودى بمنصب الرئيس والاستمرار بالسير فيه قد يفقد الرئيس السابق وعائلته أشياء أكبر من المناصب وما كان سببا في زوال حكم الأب القوي والمتمرس لن يسعف الشاب العسكري ذو الخبرة السياسية المتواضعة في الوصول إليه .

تأثرت كثيراً بالمشاعر الإنسانية في زيارة الرئيس لصادق أمين أبو راس وتمنيت لو أنه يأخذ نصيبه من الراحة والاستجمام أما اليمن فلها رب يحميها ثم رئيس جديد وشعب عنيد لن يقصروا في بذل كل عزيز ونفيس من أجل وطنهم .