
تُرَى ما لِهَذا اللَّيل طالَتْ دَقائِقُهْ ؟!
و طَالَتْ إلى نَيْلِ الأَمَانِيْ عَوَائِقُهْ
تُرَى مَا لِهذا اللَّيْل يَبْتَزُّنِيْ و مَا
بِهِ مَنْ أُلاقِيْهِ , و لا مَنْ أُفَارِقُهْ ؟!
لَقَدْ ضَمَّ قَلبيْ ضَمَّةً بارْتِعَاشَةٍ
كَمَا ضَمَّ مَعْشُوقَاً بزَنْدَيْهِ عَاشِقُه
و مَا زِلْتُ لا أَدْرِيْ إلى أيِّ لَحظَةٍ
سَيَجْثُو على قَلبي و يَنزَاحُ خانِقُه
و لكِنَّنِي أَدْرِي و تَدْرِي قَصَائِدي
بفَجرٍ سَيأتيْ , مُعجِزاتيْ حَقائِقُه
طَرِيقِي إلى حُلْمِي كَؤودٌ , و مِثلُهُ
طُمُوحٌ , و رُوحٌ كُلَّ آنٍ تُعانِقُه
أرَانِيْ إذا ما قُلتُهُ أنْتَشِيْ بهِ
و أَسْلُو كَمَا بالرَّاحِ يَرتاحُ ذائِقُه
و حَسبي بأنِّي كُلَّما ذُقتُ نارَهُ
و رُمِّدْتُ .. فاحَت مِن رَماديْ حَدائِقُه
و قالوا : سَمِعْنا أنَّ مَن بُحْتَ باسْمِهِ
تَلاقَتْ عَلَيهِ ثُمَّ هاجَتْ حَرَائِقُه
و قالوا رأَينَا كالدُّجَى وَجْهَهُ و قَد
تَهَاوَى كَحَرْفٍ آثَرَ الصَّمتَ ناطِقُه
و قالُوا رَأَيْنا إِخوَةً حَولَ قَبرِهِ
يَطُوفُونَ في لَيلٍ أضاءَت بَنادِقُه
و مَرُّوا .. و ما مَرُّوا كِراماً و إنَّمَا
بآثارِهِم دَلُّوا , فَمَا ضَلَّ سارِقُه
و قالُوا .... و لكنْ ليْ مَعَ الحُلْمِ مَوعِدٌ
و حَسْبي بَيانَاً أنَّني لا أُنافِقُه
مَعِي دُونَ هذا الشَّوقِ شَوقٌ نَذَرْتُهُ
لِمِيلادِ فَجرٍ شابَ بالبَابِ طَارِقُه
مَعي دُونَ شَوقي و انتِظاري قَصِيدَةٌ
و طَيْفٌ شُرُودِي و انتِباهِي يُلاحِقُه
مَعي دُونَ عُمري عُمرُ (نُوحٍ) و صَبْرُهُ
مَعِي عَزْمُ (طه) في المَآسي و خَافِقُه
مَعي قَبلَ هذا كُلِّهِ اللهُ خالِقي
و لَنْ يَخذُلَ المَخذُولَ بالنَّاسِ خالِقُه




